اقتحمت مجندات إسرائيليات باحات المسجد الأقصى بلباسهن العسكري أمس وسط حراسات مشددة من قوات الشرطة الخاصة المدججة بالأسلحة برفقة أفراد من المخابرات الإسرائيلية، في سابقة هي الأولى منذ سنوات. وقال أحد حراس المسجد الأقصى في باب المغاربة ل«الشرق»: إن ما يزيد على المائة جندي إسرائيلي اقتحموا الأقصى من ذات الباب لتأمين الحراسات والحماية لتسعين مجندة إسرائيلية دخلن الأقصى ضمن ما يسمى «بجولات الإرشاد والاستكشاف العسكري»، إضافة إلى عدد من الطلبة اليهود البالغ عددهم 13 طالباً وفقاً لبيان مؤسسة الأقصى للوقف والتراث. وتأتي هذه الاقتحامات الصباحية بشكل يومي بالتزامن مع ما كشفته «الشرق» نهاية الشهر الماضي عن مخطط سلطات الاحتلال القاضي بجعل فترة ما بعد الفجر حتى ما قبل رفع أذان الظهر وقتاً مخصصاً لليهود لأداء صلواتهم التلمودية. ووفقاً لحديث الناشطة والصحفية المقدسية ديالا جويحان ل«الشرق» فإن قوات الاحتلال تسمح للفلسطينيين ما فوق الخمسين عاماً بدخول الأقصى بعد الساعة الحادية عشرة، فيما تسهل لليهود اقتحام الأقصى خلال فترة الصباح. وحذرت جويحان من اتباع إسرائيل سياسة فرض الأمر الواقع تجاه تقسيم الأقصى. وقالت مؤسسة الأقصى إن المقتحمين تجولوا في أنحاء المسجد الأقصى، وأن المئات من طلاب العلم من أهل القدس والداخل كانوا موجودين في المسجد، وتتعالى أصوات التكبير والتهليل وسط غضب شديد من قبل حراس الأقصى والمصلين على تكرار انتهاك حرمة المسجد. وأكدت المؤسسة أن سلطات الاحتلال تحاول فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، من خلال حملات مركزة لاقتحامه، وتوفير وجود مكثف فيه. وأوضحت أن الاحتلال يضيّق بشكل كبير على طلاب وطالبات مصاطب العلم، وكذلك على حراس الأقصى، ويتدخل بشكل سافر في شؤون المسجد وأعمال دائرة الأوقاف الإسلامية. وكانت جماعات ومنظمات متطرفة يهودية قد دعت إلى اقتحام الأقصى وأداء صلوات يهودية جماعية فيه يوم غدٍ الخميس بمناسبة ما أطلقوا عليه «الذكرى ال 848 لصعود الرمبام إلى جبل الهيكل». وطالبت تلك الجماعات من قائد الشرطة الإسرائيلية في منطقة القدس بتوفير الحماية لأداء شعائر الصلاة الصباحية داخل حدود الأقصى في المنطقة الغربية مقابل مسجد قبة الصخرة.