لم يخرج الموقف السياسي للفصائل الفلسطينية من دائرة الاستنكار والاستهجان عقب اقتحام عناصر من القوات الخاصة الإسرائيلية فجر أمس المسجد الأقصى والانتشار في ساحاته بكثافة، ومنع الفلسطينيين من دخوله لتأمين اقتحام المستوطنين له عشية «عيد العرش». واستمر حصار الأقصى حتى ساعات الظهر؛ حيث سمحت الشرطة الإسرائيلية للمقدسيين وطلاب مصاطب العلم بدخول المسجد وأداء صلاة الظهر، بعد انتهاء الفترة الزمنية التي تنوي الحكومة الإسرائيلية فرضها على أرض الواقع كمدة زمنية خاصة باليهود. واكتفت الحركات الإسلامية الفلسطينية بإلقاء المسؤولية على نظرائهم الوطنيين ودعوتهم للانسحاب من المفاوضات مع إسرائيل والعودة إلى خيار المقاومة ضد الاحتلال. فيما لم يهدد أي فصيل فلسطيني إسرائيل بتصعيد العسكري إذا استمرت في اقتحاماتها للأقصى. وكشفت الناشطة والصحفية المقدسية ديالا جويحان النقاب عن قيام السلطات الإسرائيلية لأول مرة في التاريخ بمنع حراس الأقصى من الوجود عند المسجد القبلي وباب المغاربة من أجل السماح لأعداد كبيرة من اليهود المتدينين باقتحام المسجد ومنع الحراس من تسجيل الأعداد المقتحمة. وقالت جويحان في تصريح خاص ل «الشرق»: إن اقتحام المتدينين اليهود للأقصى بدون حراسات من الشرطة أمر شديد الخطورة، ويلفت الانتباه إلى المخطط الذي ترغب إسرائيل في تنفيذه من خلال السماح لليهود بدخول الأقصى على اعتباره مكاناً مقدساً خاصاً بهم ولا يحتاجون لحماية وهو ما تراه جويحان يتوافق مع مخطط تقسيم الأقصى بين المسلمين والإسرائيليين من حيث الزمان. ولفتت إلى أن الأجانب دخلوا الأقصى مع حراسات مشددة. وذكرت جويحان أن الاقتحامات تكون غالباً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الحادية عشرة، في إشارة لاعتبار ذلك وقتاً مخصصاً للإسرائيليين. وأوضحت أنه بعد الحادية عشرة تسمح قوات الشرطة المحاصرة للأقصى للفلسطينيين بدخول المسجد. وحذرت جويحان من اتباع إسرائيل سياسة فرض الأمر الواقع تجاه تقسيم الأقصى. وأشارت جويحان إلى أن الأوضاع في المدينة المقدسة تتجه نحو المجهول، خاصة أن التوتر الشديد يسيطر على الموقف بالتزامن مع استمرار اليهود بالاحتفال في «عيد العرش» حتى الأسبوع الأخير من الشهر الحالي. من ناحيته وصف المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية محمد حسين ما حدث في الأقصى بالحملة الشرسة لتهويد المدينة المقدسة، قائلاً: ما يجري ليس اعتياديا حتى إن كان يحدث يومياً، إنما هو مخطط تقوده أعلى المستويات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية لتقسيم الأقصى بشكل مكاني وزماني بين المسلمين واليهود. واستهجن حسين صمت الموقف العربي والإسلامي والدولي. وشدد على أن الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي يرفض كل هذه التعديات والإجراءات ويقف في الصف الأول لمواجهة الاحتلال والدفاع عن المقدسات. ورأى أن الوقت حان لينهي الفلسطينيون انقسامهم، ويتطلعوا إلى قضية الدفاع عن المدينة المقدسة. واعتبر حسين أن المفاوضات يمكن أن تكون ضاغطة على إسرائيل لمنع إجراءاتها ضد القدس. جنود إسرائيليون يمنعون مقدسيين من دخول الأقصى (الشرق)