يُطبق عناصر الجيش اللبناني على بلدة عرسال البقاعية منذ كمينها الشهير، وتحاصر حواجزه المرقّطة أهل عرسال منذ مقتل جندي وضابط لبناني ثم التنكيل بجثتيهما على يد مسلحين. إضافة إلى إصابة ثمانية عسكريين آخرين أثناء محاولتهم توقيف مطلوب بجرم قيامه بأعمال إرهابية. ويستمر حصار عرسال، فيما لم تُسفر عمليات الدهم والتوقيف التي نفّذتها القوى الأمنية عن ضبط أحدٍ من المتورطين فعلاً في دماء شهيدي الجيش. وعلمت «الشرق» أنه تم إطلاق سراح جميع الذين أوقفتهم استخبارات الجيش بعدما تبيّن أن لا علاقة لهم بالجريمة. ولا تزال قيادة الجيش تُصرّ على استمرار الطوق الأمني لحين تسليم المطلوبين، الذين أُصدر وثائق ملاحقة بأسمائهم، باعتبارهم شاركوا في نصب الكمين ضد الجيش اللبناني وقتل أفرادهم عن سابق إصرار وتصميم. وتكشف معلومات غير أمنية أنّ جميع أفراد المجموعة التي شاركت في إطلاق النار ضد الجيش اللبناني باتوا خارج الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أن هؤلاء خرجوا عبر حدود عرسال إلى سوريا، علماً بأن الحدود الممتدة بين عرسال اللبنانية وسوريا تبلغ 70 كلم، وبالتالي فإن إمكانية ضبطها بالكامل أمرٌ مستحيل. ووسط إصرار قيادة الجيش على ردّ هيبة الجيش ومناورة السياسيين لكسر الجليد اتجاه أبناء عرسال الذين يؤخذون بجريرة جرم اقترفه أشخاص محددون من أبناء البلدة، علمت «الشرق»، من مصادر أمنية رفيعة، أن ضغوطاً حكومية مورست على قيادة الجيش لكف البحث والتحرّي بحق رئيس بلدية عرسال علي الحجيري الملقّب ب «أبو عجينة»، بعدما رُوّج أن للأخير دوراً رئيسياً في الجريمة. هذه الخطوة، بحسب متابعين للملف، تُفيد بأنّ بوادر حلّ تلوح في الأفق باعتبار أن الحجيري هو «الدينمو» الذي يُحرّك أهالي عرسال. وفي السياق نفسه، أكد عضو كتلة المستقبل النائب عاطف مجدلاني، بعد زيارته بلدة عرسال على رأس وفد من الكتلة أن «هذه البلدة كانت محرومة ومهملة من قبل الدولة اللبنانية على مر السنين الماضية». وأشار النائب مجدلاني إلى أن «البلدة بقيت صامدة في ظل ظروف صعبة»، لافتاً إلى أننا «هنا لنقول إنه لا يمكن الاستمرار بهذا الانقطاع بين الدولة وعرسال». وأعرب مجدلاني عن أسفه لأن هذه الزيارة جاءت بعد الحادث المؤسف الذي وقع، كاشفاً عن أن «هناك مبادرة سنترك تفاصيلها إلى ما بعد لقاء قائد الجيش العماد جان قهوجي غداً». وشدد النائب مجدلاني على أن «عرسال مع الجيش والدولة والمؤسسات»، مشيراً الى أنها «تريد قضاءً وتحقيقاً شفافاً وعادلاً من أجل الوصول إلى العدالة والاقتصاص من المجرمين»، مؤكداً أن «الشرخ بين الجيش وعرسال لن يحصل مهما حاول البعض».