تحدث قسم من أهالي بلدتي مشاريع القاع وعرسال البقاعيتين عن اجتياح سوري للأراضي اللبنانية من دون أن يحرّك الجيش اللبناني ساكناً. بينما نفى آخرون من البلدتين المذكورتين أي كلام عن اشتباك يُذكر. وسط ذلك، يبقى المؤكد بحسب معلومات حصلت عليها «الشرق» تسجيل اشتباك محدود بين عناصر من أمن الحدود السوري ومجموعة مسلحة هاجمت مركزاً أمنياً سورياً على الحدود بين بلدة النزارية السورية، وبلدة الجورة جوسيه اللبنانية، الواقعة شرقي بلدة القاع، الأمر الذي دفع الجيش السوري، بحسب الأهالي، إلى إطلاق النار باتجاه المسلحين الذين تحدّثت مصادرعن انتمائهم إلى الجيش السوري الحر. المسألة لم تنته عند هذا الحد بحسب الرواية المساقة، فقد أشار ناقلوا هذه الرواية إلى أن التوغل السوري في الأراضي اللبنانية تضمّن تفتيش بعض المنازل التي تعود لسكان المنطقة الحدودية. وفيما تضاربت المعلومات حول حقيقة ما حصل، ذهبت مصادر إلى القول بأن المسلحين انطلقوا من الأراضي اللبنانية لمهاجمة مركز الأمن السوري في الأراضي السورية، فيما قالت مصادر أخرى إن هجوم أفراد الجيش الحر انطلق من الأراضي السورية، لكنهم ما لبثوا أن لجأوا إلى لبنان بعد اشتداد الاشتباكات. وفي اتصال مع «الشرق»، نفى مختار بلدة عرسال حسن الأطرش توغّل الجيش السوري عشرات الأمتار في مشاريع القاع بحثاً عن المسلحين. من جهته، تحدث رئيس بلدية عرسال علي الحجيري عن قصف مركّز تعرّضت له مشاريع القاع بالمدفعية الثقيلة، خصوصاً لناحية الجزء الواقع في الأراضي اللبنانية. إثر ذلك، نفذت وحدات من فوج الحدود البرية التابع للجيش اللبناني انتشاراً واسعاً على طول الحدود اللبنانية – السورية في منطقة القاع. وعقب هذا الانتشار، صدر عن مديرية التوجيه والإرشاد في قيادة الجيش اللبناني بياناً تحدّث عن توقيف سيارتي «بيك أب» نوع «هيونداي» وفان نوع «تويوتا» تقلان عشرة أشخاص، خمسة منهم لبنانيون والآخرون من التابعية السورية. وذكر البيان أنه ضبط داخل السيارتين المذكورتين، كميات كبيرة من الأسلحة الثقلية والمتوسطة والخفيفة والذخائر العائدة إليها، إضافة إلى كمية من الأعتدة والألبسة العسكرية. وأِشار البيان إلى أنه تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى المراجع المختصة لإجراء المقتضى اللازم في شأنهم. وفي سياق آخر، نقل عناصر الصليب الأحمر اللبناني في بعلبك الجريح السوري م.أ.ع. الذي دخل لبنان عن طريق بلدة عرسال البقاعية، إلى مستشفى طرابلس الحكومي. كما تم نقل الجريح السوري خ. م.ا، بعد وصوله إلى مركز الصليب الأحمر، إلى مستشفى تل شيحا في زحلة لمتابعة العلاج. وفي سياق مواز، تفاعلت قضية التجاوزات التي يقوم بها بعض النازحين السوريين على الحدود الشمالية مع سوريا في منطقة وادي خالد، لا سيما في ما يتعلق بالوضع الأمني لجهة إطلاق النار باتجاه الأراضي السورية. فقد أسفر عن ذلك، إصدار مخاتير ووجهاء وادي خالد بياناً يستنكر ما يحصل من تجاوزات. إذ إنه «بالرغم من محاولات فعاليات المنطقة والأهالي السعي مرارا إلى تنبيه النازحين السوريين المسلحين، والطلب منهم ضبط تصرفاتهم بهدف تحييد المنطقة وعدم تحميلها تبعات ما يجري في سوريا»، إلا أنهم لم ينجحوا في «لجم تصرفات النازحين التي خرجت إلى العلن وما عاد بالإمكان إغفالها».