ويقول صديقي العائد من بريطانيا بعد أن أجرى هناك عملية جراحية. أجراها هنا في المرة الأولى ثم عاد المرض كما كان فغيَّر المشفى الذي كتبت له تقريرا بأنه سليم معافى ولا يحتاج إلى جراحة مرة أخرى. فلما زادت عليه الآلام اضطر للسفر إلى لندن وأجريت له العملية وعاد سليما معافى. وصديقي هذا غاضب من مشافينا وأطبائنا. وهو غير محق في نظري لأن الجود من الموجود. ألم تسمعوا بحكاية صاحب مشفى كبير تعرّض لأزمة صحية ورفض أن يقوم أي طبيب في مشفاه الفخم بعلاجه أو حتى الكشف عليه؟ ، واستقدم طاقما طبيا من أوروبا لعلاجه حيث كان يصعب نقله إلى هناك فأتى بهم إلى هنا. هذا هو حال مشافينا الكبرى فكيف يكون الحال في غيرها أو في المشافي الحكومية ؟ إذاً فهذا المستثمر في صحة الناس يدرك أن أطباءه ( فالصو ) وهو لا يثق حتى في مجرد تشخيص حالته. فكيف يسمح له ضميره بأن يترك هؤلاء يتولون الكشف والتشخيص والعلاج للآلاف من المرضى الذين يرون (القبة ويحسبونها مزازا) كما يقول المثل .. من يكتوي بنيران المشافي الخاصة لدينا يدرك مدى الإهمال المتعمد الذي يبدأ بوجود أطباء لايحظون بثقة من يملك تلك المشافي لأنهم يعرفون أنهم لا يساوون شيئا في سوق الأطباء .. ورغم كل الأخطاء التي تحدث والأصوات التي ترتفع بالشكوى من جميع المشافي تقريبا لا أحد يستجيب وتركت الوزارة الحبل على الغارب لكي يفعلوا في الناس مايشاءون . لعل الوزارة تتأكد من صحة مرض هذا المستثمر الصحي الذي جاء بطاقم لعلاجه من الخارج ثم ننظر ماذا ستفعل؟ . أظن أنها لن تفعل شيئا كالعادة .. عندي سؤال لوزير الصحة ومسؤوليها الكبار هل تذهبون إلى المشافي للعلاج مثلنا أم أن لكم أطباء يأتون من الخارج لو عطس أحدكم لا قدّر الله ؟