أفاد وزير الخارجية، عادل الجبير، بعدم اطِّلاع المملكة إلى الآن على مبادرة نظيره الروسي لإيجاد حلٍ سياسي بين الرياضوطهران، مجدِّداً التأكيد على أن «الانتهاكات والتحركات العدوانية جاءت من طرف إيران»، في وقتٍ شدَّد نظيره المصري، سامح شكري، على رفض بلاده أي تدخلٍ إيراني في الشأن السعودي. وذكَّر الوزير عادل الجبير، خلال تصريحاتٍ أدلى بها مساء أمس الأول في الرياض بحضور شكري، بأن المملكة لم تقم على مدى 35 عاماً بأي عمل عدواني تجاه طهران «لكن إيران تتحرك منذ الثورة (1979) بشكل سلبي وعدواني تجاه المملكة، وتتدخل في شؤون المنطقة وتجنِّد أبناءها ليعملوا ضد مجتمعاتهم، وتدعم الإرهاب». وأكد أن «التصعيد والعمل العدواني والشرّ كله جاء من إيران، لذلك إذا أرادت أن يكون لها دور إيجابي وطبيعي في المنطقة، فعليها الكفُّ عن هذه الأعمال العدوانية والتصرف مع دول المنطقة كما تتصرف أي دولة تسعى لحسن الجوار». ولفت في هذا الصدد إلى «ترتيباتٍ لاجتماعات وزراء خارجية دول مجلس التعاون ووزراء خارجية الدول العربية» و»تحركات في الأممالمتحدة»، متعهداً ببذل المملكة كل جهدها لإبراز الدور السلبي لإيران وانتهاكاتها للقوانين الدولية والأعراف الدولية. إلى ذلك؛ أوضح الجبير أن لقاءه نظيره المصري يأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمرين بين البلدين وعلى هامش مجلس التنسيق بينهما «لتبادل الآراء ووجهات النظر في عديد من القضايا.. وعلى رأسها القضية الفلسطينية وأهمية إيجاد حل للنزاع يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، إضافةً إلى الأوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا». وحول الموقف المصري بعد إعلان المملكة طرد السفير الإيراني وقطع العلاقات مع طهران؛ أشار سامح شكري إلى اتخاذ بلاده قراراً بقطع العلاقات مع إيران منذ ثمانينيات القرن الماضي «نظراً للأوضاع في ذلك الوقت». واعتبر الانتهاكات الإيرانية الأخيرة تدخلاً في الشأن الداخلي للمملكة وأمراً مرفوضاً لا تقره أي من القوانين والأعراف الدولية «وبالتالي نجد في القرار الذي اتخذته المملكة ما يلبِّي سيادتها ومصالحها»، مبيِّناً أن «أمن المملكة هو جزء لا يتجزأ من أمن مصر». في سياقٍ آخر، اعتبر الوزير الجبير أن زيارة المبعوث الأممي الخاص بسوريا، ستيفان دي ميستورا، إلى المملكة شكلت فرصة للتشاور وتبادل الآراء حيال دفع العملية السياسية إلى الأمام على مبادئ بيان (جنيف- 1) واجتماعات فيينا واجتماع نيويورك الأخيرة. وبيَّن أن المبعوث أطلعه أمس على «نتائج اجتماعاته مع الأشقاء في المعارضة السورية الموجودين في الرياض فيما يتعلق بتشكيل فريقهم التفاوضي»، لافتاً إلى تباحثهما بشأن الخطوات المقبلة لعملية السلام وصولاً إلى حل سلمي للأزمة السورية. وجدَّد الوزير الإشارة إلى موقف المملكة في هذا الشأن. وأكَّد تطلعها إلى إيجاد حلٍ لهذه الأزمة يعتمد على مبادئ (جنيف- 1) بتشكيل سلطة انتقالية للحكم ووضع دستور جديد وانتخابات و»ألا يكون لبشار الأسد أي دور في المستقبل». بدوره؛ ذكر ستيفان دي مستورا أن زيارته استهدفت بشكلٍ خاص الالتقاء بوزير الخارجية وممثلي المعارضة السورية. ونوَّه بعزمٍ واضحٍ لدى الوزير الجبير على «ألا تؤثر التوترات الأخيرة التي طالت المنطقة سلباً على ما جرى الاتفاق عليه في فيينا أو على مسار الحل السياسي الذي تعمل الأممالمتحدة بجانب مجموعة الدعم الدولية على تحقيقه في جنيف قريباً»، مثمِّناً ذلك. وعقَّب الجبير بقوله «أود التأكيد على ما سبق أن تناولته في اجتماعنا، وهو أن المملكة ملتزمة بدعم الشعب السوري لنيل حقوقه وحريته وجلب التغيير الذي يطمح إليه في بلده». وتعهد «سنواصل تقديم أشكال الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي كافةً للشعب السوري، وسنواصل العمل معكم ومع المجتمع الدولي على أمل بلوغ الحل السياسي للأزمة والمبني على مبادئ إعلان (جنيف- 1) ومحادثات فيينا ونيويورك الأخيرة التي تسعى إلى بلوغ الهدف ذاته»، متمنياً للمبعوث الأممي التوفيق، مؤكداُ «سنكون شركاء في ذلك». وحضر اللقاء بين الوزير والمبعوث الأممي وكيل وزارة الخارجية لشؤون المعلومات والتقنية، الأمير محمد بن سعود بن خالد، ووكيل الوزارة للعلاقات الثنائية، الدكتور خالد الجندان، ورئيس الإدارة الإعلامية فيها، السفير أسامة نقلي.