أكد وزير الخارجية عادل الجبير أن إيران، وعلى مدى 35 عاما منذ الثورة الإيرانية، وهي تتحرك بشكل سلبي وعدواني تجاه المملكة، وتتدخل في شؤون المنطقة وتدعم الإرهاب، وتجند أبناء هذه المنطقة، ليعملوا ضد مجتمعاتهم. قال الجبير عقب لقائه نظيره المصري سامح شكري في مكتبه بالرياض أول من أمس: "إن هذا اللقاء يأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمرين بين البلدين، وعلى هامش مجلس التنسيق السعودي المصري، لتبادل الآراء ووجهات النظر في كثير من القضايا التي تهم البلدين، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأهمية إيجاد حل للنزاع يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، إضافة إلى الأوضاع في سورية والعراق واليمن وليبيا". وأضاف "بحثنا الأمور الثنائية بين البلدين التي تتعلق بالتنسيق والتشاور والاستثمارات وغيرها، إضافة إلى آخر التطورات المتعلقة بالتدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة والأعمال السلبية التي تقوم بها". درء المخاطر أشار سامح شكري إلى أن هذه الزيارة فرصة لتفعيل ما تم الاتفاق عليه خلال الجلسة الثانية من إطار تشاوري كثيف ومستمر بين وزيري خارجية البلدين، للاطلاع على آخر المستجدات على المستوى الإقليمي والدولي، وعلى وجه الخصوص موجة التحديات الكثيرة التي نتعرض لها، والتي نعمل سويا على درء المخاطر الخاصة بدولنا وبالمنطقة وبالأمن العربي. وقال شكري: "نحن نرى في هذه العلاقة علاقة إستراتيجية وعلاقة إخاء ومصير مشترك، ونعمل بكل ما لدينا لتدعيمها على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي، والأعمال التي تضطلع بها لجنة التنسيق، وما تسفر عنه من نتائج هي خير دليل على عزم البلدين على تحقيق هذه المصلحة المشتركة". تحريض وإرهاب فيما يتعلق بمبادرة وزير الخارجية الروسي لإيجاد حل سياسي بين الرياض وطهران، أوضح شكري أنه لم يطلع على المبادرة، ولا ما تحويه، وقال: "إن الانتهاكات والتحركات العدوانية جاءت من طرف واحد وليس من طرفين، فالمملكة على مدى 35 عاما لم تقم بأي عمل عدواني تجاه إيران، ولكن إيران على مدى 35 عاما منذ الثورة الإيرانية، وهي تتحرك بشكل سلبي وعدواني تجاه المملكة، وتتدخل في شؤون المنطقة وتدعم الإرهاب وتجند أبناء هذه المنطقة ليعملوا ضد مجتمعاتهم، وإيران تهرب السلاح والمتفجرات إلى دول المنطقة من أجل زعزعة الأوضاع الأمنية في المنطقة، وهذه الأمور غير مقبولة، فإيران تحرض على الإرهاب والعنف والتطرف، وتحمي إرهابيين وأشخاصا متهمين بالإرهاب، وتعطيهم جوازات إيرانية، ولا تحترم القوانين الدولية أو الأعراف الدولية بالذات، فيما يتعلق بحماية البعثات الدبلوماسية فالتصعيد والعمل العدواني والشر كله جاء من إيران وليس من المملكة العربية السعودية، ولذلك إذا أرادت إيران أن يكون لها دور إيجابي في المنطقة ودور طبيعي في المنطقة فعليها أن تكف من هذه الأعمال العدوانية، وتتصرف مع دول المنطقة كما تتصرف أي دول تسعى إلى حسن الجوار، فالأمر يعود إلى إيران وتصرفات إيران وللأساليب التي تتخذها إيران، ولكن السعودية ودول المنطقة ترحب لو إيران تحسن تصرفاتها". سيادة سعودية وحول الموقف المصري تجاه إيران، بعد إعلان المملكة طرد السفير الإيراني وقطع العلاقات مع إيران، قال وزير خارجيتها: "اتخذنا قرارا بقطع العلاقات مع إيران منذ 27 عاما، نظرا للأوضاع في ذلك الوقت، ونرى في هذا التدخل في الشأن الداخلي للمملكة أمرا مرفوضا ولا تقره أي من القوانين والأعراف الدولية، وبالتالي نجد في القرار الذي اتخذته المملكة ما يلبي سيادتها ويلبي مصالحها. السلام في سورية بحث وزير الخارجية عادل الجبير مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي مستورا، دفع العملية السلمية السورية إلى الأمام على أساس مبادئ جنيف1 واجتماعات فيينا واجتماع نيويورك الأخير. وقال "إن المبعوث دي مستورا أطلعه على نتائج اجتماعاته مع الأشقاء في المعارضة السورية الموجودين في الرياض فيما يتعلق بتشكيل فريقهم التفاوضي، مؤكدا أنهما تباحثا خلال اللقاء عن الخطوات القادمة لعملية السلام للوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية". وتابع "أود التأكيد على ما سبق أن تناولته في اجتماعنا، وهو أن المملكة ملتزمة بدعم الشعب السوري لنيل حقوقه، وحريته وجلب التغيير الذي يطمحون إليه في بلدهم، وسنواصل تقديم أشكال الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي كافة للشعب السوري، وسنواصل العمل معكم ومع المجتمع الدولي على أمل بلوغ الحل السياسي للأزمة السورية، والمبني على مبادئ إعلان جنيف1 ومحادثات فيينا، ونيويورك الأخيرة، التي تسعى إلى بلوغ الهدف ذاته، متمنيا للمبعوث الأممي التوفيق، مؤكدا أننا سنكون شركاء في ذلك.