أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ليل أول من أمس، أن المملكة «ستعمل على إبراز الدور السلبي الإيراني وانتهاكات إيران للقوانين الدولية والأعراف الدولية»، مضيفاً: «الشر كله جاء من إيران وليس من السعودية». وأشار الجبير خلال استقباله نظيره المصري سامح شكري أمس، إلى أنه لم يطلع على المبادرة الروسية الداعية للتوسط في حل الأزمة بين المملكة وإيران، وقال: «إن الانتهاكات والتحركات العدوانية جاءت من طرف واحد وليس من طرفين، فالمملكة على مدى 35 عاماً لم تقم بأي عمل عدواني تجاه إيران، ولكن إيران على مدى 35 عاماً منذ الثورة الإيرانية وهي تتحرك بشكل سلبي وعدواني تجاه المملكة، وتتدخل في شؤون المنطقة وتدعم الإرهاب وتجند أبناء هذه المنطقة ليعملوا ضد مجتمعاتهم، وإيران تهرب السلاح والمتفجرات إلى دول المنطقة من أجل زعزعة الأوضاع الأمنية في المنطقة وهذه الأمور غير مقبولة». وأضاف: «إيران تحرض على الإرهاب والعنف والتطرف وتحمي إرهابيين وأشخاصاً متهمين بالإرهاب، وتعطيهم جوازات إيرانية، ولا تحترم القوانين الدولية أو الأعراف الدولية بالذات في ما يتعلق بحماية البعثات الدبلوماسية، فالتصعيد والعمل العدواني والشر كله جاء من إيران وليس من السعودية، ولذلك إذا أرادت إيران أن يكون لها دور إيجابي في المنطقة ودور طبيعي في المنطقة فعليها أن تكف عن هذه الأعمال العدوانية وتتصرف مع دول المنطقة كما تتصرف أي دول تسعى لحسن الجوار، فالأمر يعود لإيران وتصرفات إيران وللأساليب التي تتخذها إيران». وكان الجبير استقبل نظيره المصري سامح شكري أمس، واستعرض معه العلاقات الثنائية بحضور عدد من المسؤولين، وقال: «إن هذا اللقاء يأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين وعلى هامش مجلس التنسيق السعودي المصري، لتبادل الآراء ووجهات النظر في العديد من القضايا التي تهم البلدين وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأهمية إيجاد حل للنزاع يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، إضافة إلى الأوضاع في سورية والعراق واليمن وليبيا». وأضاف: «إنه جرى خلال الاستقبال بحث الأمور الثنائية بين البلدين التي تتعلق بالتنسيق والتشاور والاستثمارات وغيرها، إضافة إلى آخر التطورات المتعلقة بالتدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة والأعمال السلبية التي تقوم بها»، وأعرب عن شكره لوزير الخارجية المصري على هذه الزيارة متطلعاً إلى مزيد من التشاور. وشدد الوزير الجبير أمس، خلال استقباله المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي مستورا، على أن المملكة «ملتزمة بدعم الشعب السوري، وحرصها على ألا يكون لبشار الأسد أي دور»، ورحب بلقاء المبعوث الأممي،» خلال زيارته أمس، إذ شكّلت فرصة للتشاور وتبادل الآراء حيال دفع العملية السلمية السورية إلى الأمام على أساس مبادئ جنيف1 واجتماعات فيينا واجتماع نيويورك الأخير. وذكر أنه اطلع من مستورا «على نتائج اجتماعاته مع الأشقاء في المعارضة السورية الموجودين في الرياض في ما يتعلق بتشكيل فريقهم التفاوضي»، مؤكداً أنهما تباحثا خلال اللقاء عن الخطوات المقبلة لعملية السلام؛ للوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية. وأضاف: «سنواصل تقديم أشكال الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي كافة للشعب السوري، وسنواصل العمل معكم ومع المجتمع الدولي؛ على أمل بلوغ الحل السياسي للأزمة السورية والمبني على مبادئ إعلان جنيف1». .. وشكري يؤكد قطع العلاقات بين القاهرة وطهران منذ 27 عاماً قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن زيارته للمملكة فرصة «لتفعيل ما تم الاتفاق عليه خلال الجلسة الثانية من إطار تشاوري كثيف ومستمر بين وزيري خارجية البلدين للاطلاع على آخر المستجدات على المستوى الإقليمي والدولي وعلى وجه الخصوص موجة التحديات العديدة التي نتعرض لها والتي نعمل سوياً على درء المخاطر الخاصة بدولنا وبالمنطقة وبالأمن العربي». وأضاف: «نحن نرى في هذه العلاقة علاقة استراتيجية وعلاقة إخاء ومصير مشترك، ونعمل بكل ما لدينا لتدعيم هذه العلاقة على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والأعمال التي تضطلع بها لجنة التنسيق وما تسفر عنه من نتائج هي خير دليل على عزم البلدين على تحقيق هذه المصلحة المشتركة». وعن الموقف المصري تجاه إيران بعد إعلان المملكة طرد السفير الإيراني وقطع العلاقات مع إيران، قال: «اتخذنا قراراً بقطع العلاقات مع إيران منذ 27 عاماً نظراً للأوضاع في ذلك الوقت، ونرى أن هذا التدخل الإيراني في الشأن الداخلي للمملكة أمر مرفوض ولا تقره أي من القوانين والأعراف الدولية، وبالتالي نجد في القرار الذي اتخذته المملكة ما يلبي سيادتها ويلبي مصالحها، وكما أكدنا في العديد من المرات نحن مع الموقف الثابت الذي نعمل مع أشقائنا في المملكة وغيرها من دول الخليج على إقراره والتأكيد عليه في كل مناسبة أن أمن المملكة هو جزء لا يتجزأ من أمن مصر ونرى أن أمن مصر جزء لا يتجزأ من أمن المملكة».