لا شك أنّ مشروع «شبكة مياه محافظة العقيق» في منطقة الباحة من أهم المشاريع الحيوية في المحافظة، رغم وجود بعض الملاحظات حوله كانقطاع المياه أو ضعف ضخها، بالإضافة إلى عدم تغطية الشبكة بعض الأماكن داخل المحافظة أو في مراكزها التابعة لها..! لكن الأهم من ذلك كله ما يخص جودة وصلاحية المياه التي تضخها الشبكة لمنازل المواطنين، فنظراً لكون منطقة الباحة تفتقر سابقاً إلى مشاريع الصرف الصحي، التي لا يزال بعضها تحت التنفيذ، كما لم تشمل بعض المحافظات ومنها محافظة العقيق حتى الآن؛ فقد كانت معظم المياه التي يتم استهلاكها عبر خزانات الصرف الصحي التقليدية، تُصرف في شعاب الجبال والأودية ومن ثم تتسرب إلى الآبار والسدود، وهذا ما كان يحدث طوال السنوات الماضية، ولا تزال هناك بعض المخالفات المرصودة من هذا القبيل؛ مما ينذر بخطر تلوث مصادر المياه، ومن أهمها السدود، كما أشارت إلى ذلك بعض الدراسات العلمية والتقارير الإعلامية، خصوصاً في مواسم الأمطار والسيول..! فيما يتعلق بشبكة مياه العقيق؛ فإنّ أهم مصادرها «سد وادي ثراد»، الذي يدور حول المياه التي يخزنها كثير من التساؤلات والتحفظات، عطفاً على موقعه كمصب لأودية كانت تشتهر بتلوثها بمياه الصرف الصحي إلى وقتٍ قريب، ومع أن تصريحات مديرية مياه الباحة تؤكد أن المياه لا يتم سحبها من السد مباشرة، وإنما من آبارٍ تبعد مسافات مختلفة عن السد، ليتم تحويلها فيما بعد إلى محطة تنقية ومعالجة، إلا أن مخاوف الأهالي حول صلاحية المياه التي يستخدمونها لم تبددها تلك التصريحات، خصوصاً أن الشكاوى تتوالى من زيادة نسبة «الكلور» في المياه والتخوف من تأثيراته الصحية مستقبلاً، بالإضافة إلى تغير لون مياه الشبكة أو رائحتها أحياناً..! ختاماً؛ هل من جهةٍ محايدة تتأكد من عدم تلوث «سد ثراد»، ومن صلاحية مياه «شبكة العقيق»، حفاظاً على صحة المواطنين وسلامتهم، بدلاً من النفي أو التجاهل..!