دشّن أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز، اليوم، مشروع مياه "ثراد" الذي يعدّ رافداً جديداً للمياه بالمنطقة. وكان في استقبال أمير المنطقة لدى وصوله إلى مقر محطة الرفع رقم 2 التابعة للمشروع، وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين، مدير عام المياه بمنطقة الباحة المهندس محمد بن منصور آل عضيد وعدد من المسؤولين بالوزارة والمنطقة. واستقل أمير منطقة الباحة عربة تجول بها داخل المحطة، التي تضم أشياب المياه ومبنى خدمات العملاء وخزان المياه الذي يتسع لقرابة خمسة آلاف متر مكعب، إلى جانب المسجد ومبنى مستودع المديرية الذي تبلغ مساحته 45 متراً مربعاً. وافتتح الأمير "مشاري" المعرض الدائم للمياه الذي يضم العديد من الأجنحة التي تحكي التسلسل التاريخي لوضع المياه بالمنطقة، وأبرز المعرض إنجازات مديرية المياه بالباحة التي تجاوزت تكلفة مشروعاتها خمسة مليارات ريال خلال السنوات العشر الماضية، إضافة إلى جناح التوعية والترشيد، وأجنحة مشاريع الصرف الصحي ومشروع الخط الناقل.
وبدأ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى مدير عام المياه بالمنطقة المهندس محمد بن منصور آل عضيد كلمة؛ رحب فيها بأمير المنطقة والوزير، وثمّن ما تقدمّه القيادة الرشيدة من دعم لقطاع المياه بالمملكة عامة ومنطقة الباحة خاصة.
وقال: "مشروع مياه ثراد الذي فاقت تكلفته 430 مليون ريال وتبلغ طاقة إنتاجه اليومية 20 ألف متر مكعب، يتكون من سد سطحي وآخر جوفي وحقل للآبار، إضافة إلى وجود مشروعات مرتبطة به تشمل خطوطاً ناقلة، محطات ضخ، خزانات تجميع، شبكات مياه ومناهل، وسيعمل هذا المشروع على خدمة أهالي مدينة الباحة ومحافظتي بلجرشي والعقيق". وألقى الدكتور هجاد بن عمر الغامدي، كلمة الأهالي التي قدموا فيها الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة على دعمها المتواصل لكل ما فيه خدمة الوطن والمواطن، حيث أبدى الأهالي سعادتهم بتدشين مشروع مياه ثراد وما سيحققه من توفير للمياه بالمنطقة. ودشّن الأمير "مشاري" مشروع مياه ثراد، ثم شاهد عرضاً مرئياً عن مراحل المشروع ومكوناته.
وكرّم أمير المنطقة المشرفين على المشروع، وقدم هدية تذكارية لوزير المياه والكهرباء، كما تسلّم هدية مماثلة من هذا الأخير بهذه المناسبة. وقال أمير المنطقة: "نحن سعداء بافتتاح مشروع مياه ثراد ، وقد ناقشنا مشروعات المياه خلال زيارة وزير المياه والكهرباء وبحثنا مشروع الخط الناقل الذي سيبدأ الضخ قبل موسم صيف هذا العام بطاقة تبلغ 40 ألف متر مكعب يومياً". وأشار إلى إمكانية زيادة حصة المنطقة من المياه في حال الحاجة لتصل إلى قرابة مائة ألف متر مكعب يومياً. وفي ما يتعلق بحاجة المحافظات التهامية من المياه، قال الأمير "مشاري": "سيمدّ لها أنابيب معينة من سد حلي بطاقة تفوق 20 ألف متر مكعب يومياً".
وأشار إلى ما تم استعراضه مع الوزير من ملاحظات وآراء طرحها أعضاء مجلس المنطقة. وأكد أمير منطقة الباحة أن المنطقة لن تواجه أي مشكلة في المياه على المدى المنظور، وقال: "مشروعات الصرف الصحي ستصل قريباً إلى مختلف قرى ومحافظات المنطقة، وأشيد بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين والنائب الثاني في مجال إشباع مختلف احتياجات المواطنين بمناطق المملكة كافة".
وقال وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين: "بحثنا مع أمير منطقة الباحة وأعضاء مجلس المنطقة، بدء الضخ من مشروع تحلية الشعيبة خلال الأشهر الأربعة القادمة بطاقة 40 ألف متر مكعب يومياً، وأشرنا إلى أن هذه الخطوة سيعقبها تخصيص كامل الخط الناقل الذي تبلغ طاقته 80 ألف متر مكعب يومياً للمنطقة".
وأضاف: "في حالة وجود مزيد من الاحتياج ستزداد الطاقة إلى مائة ألف متر مكعب عبر إضافة بعض المضخات فقط، والعبرة هنا ليست في وجود محطة تحلية مخصصة، وإنما في أن تصل المياه بالكميات المطلوبة للمنطقة".
وأردف: "احتياج المنطقة من المياه مغطى بالكامل حتى العام 1465ه، ولا بد من الإشارة إلى المصادر الأخرى التي تمتاز بها المنطقة مثل السدود التي تبدأ الضخ من بعضها، و"ثراد" الذي يضخ قرابة 20 ألف متر مكعب يومياً، والجنابين الذي نعدّ له حالياً محطات ضخ بطاقة 20 ألف متر مكعب عند الحاجة له".
وأشار المهندس "الحصين" إلى سدود القطاع التهامي وهي الأحسبة، دوقة وعليب، كما لفت إلى مشروع الأنبوب القادم من سد حلي الذي يخزن أكثر من 60 مليون متر مكعب. وقال: "سد وادي عردة هو الذي نعوّل عليه الكثير في حالة الانتهاء منه، ونسبة الإنجاز في السد بعد تسليمه للمقاول الجديد وصلت إلى 70 %، ومن المتوقع الانتهاء منه مع نهاية العام الحالي 1435ه".
وأضاف: "تم تخصيص أكثر من 30 سداً بالمنطقة للمجال الزراعي، بينما ستعمل السدود الباقية على ضخ مياه الشرب".
جدير بالذكر أنه قد حضر تدشين مشروع مياه ثراد، مدير جامعة الباحة الدكتور سعد بن محمد الحريقي، مدير شرطة المنطقة العميد مسفر بن سفير الخثعمي وعدد من المسؤولين.