رصدت «الشرق» في زيارة لها لجزيرة تاروت في محافظة القطيف أمس أكواما كبيرة من مخلفات الحفريات التي وضعها مقاول على امتداد الشريط المحاذي لغابة أشجار القرم، رغم مضي أربعة أيام على اكتشافها من قبل الجهات المعنية، كما رصدت أكواما كبيرة وحديثة من مخلفات الحفريات التي تحيط بمنازل تحت الإنشاء بجانب الغابة. وطبقاً لزيارة قامت بها «الشرق» أمس للمنطقة فإن المخلفات لاتزال في مكانها على امتداد الشريط الشمالي المحاذي للغابة. واستغرب نائب رئيس جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية جعفر الصفواني ، من بقاء هذه المخلفات دون أن تحرك أية جهة ساكناً رغم وجود رقابة مكثفة على المنطقة الساحلية ووجود لوحات تابعة لوزارة الزراعة تحذّر من أن التعرض لأشجار القرم في المنطقة يعرّض المتسبب لغرامات مالية. وطالب الناشط البيئي داود إسعيد بلدية محافظة القطيف ووزارة الزراعة بإلزام المقاول بإزالة مخلفات الحفريات فوراً ، وإخضاعه للتحقيق والغرامة المالية ، ومراقبة المنطقة التي أصبحت مكبّا للمخلفات بشتى أنواعها بسبب غياب الرقابة. وشدّد إسعيد على ضرورة أن تقوم وزارة الزراعة وبقية الجهات المعنية بواجبها، واتخاذ إجراءات حقيقية تمنع التعرض لأشجار القرم من قبل أية جهة ، والعمل على المحافظة على ماتبقى من الغابة عبر تسويرها واعتبارها محمية يحرم المساس بها من قبل أية جهة. وتحتضن المنطقة التي شهدت رمي مخلفات حفريات وبناء من قبل مقاول وجهة أخرى مجهولة أكبرغابة أشجار قرم على امتداد ساحل خليج تاروت ، وتعرض جزء كبير من هذه الغابة للتجريف والردم بسبب التوسع العمراني ، ويسعى حالياً صياديون ونشطاء بيئيون يساندهم عدد كبير من الأهالي من أجل الحفاظ على ما تبقى من هذه الغابة باعتبارها ثروة وطنية لاتقدر بثمن.