تسببت ردميات مقاول ومخلفات بناء في تضرر الشريط الشمالي لآخر ما تبقى من غابة القرم في جزيرة تاروت بمحافظة القطيف، وهو الأمر الذي أثار حفيظة جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية والمجلس البلدي بمحافظة القطيف. وطبقاً لزيارة قامت بها «الشرق» للموقع المتضرر من ردميات المقاول ومخلفات البناء أمس، فإن الشريط الشمالي لغابة القرم المحاذي للساحل، تم ردم غالبيته بواسطة شاحنات كبيرة محملة بمخلفات حفريات مقاول صرف صحي يعمل بالقرب من الغابة، فيما رصدت «الشرق» تجريف مجموعة كبيرة من أشجار القرم في الزاوية الجنوبية الغربية للغابة، بواسطة جرّافة مجهولة دخلت على عمق حوالى ثلاثين متراً وعرض عشرة أمتار، وساوت الأشجار الموجودة على تلك المساحة بالأرض مستعينة بذلك بمخلفات بناء. وعبّرت جمعية الصيادين بالشرقية على لسان نائب رئيسها جعفر الصفواني عن غضبها الشديد على استمرار مسلسل التعدي على الغابة، واتهم الصفواني غياب الرقابة بالتسبب في تجريف مساحات شاسعة منها، متسائلاً عن جدّية الجهات المعنية في الحفاظ على هذه الثروة الوطنية التي لا تقدر بثمن، والتي تتمثل في آخر ما تبقى من غابة أشجار المنجروف في المنطقة. واستغرب الصفواني من عرض ما تبقى من غابة القرم بجزيرة تاروت للبيع، مستدلاً بوجود لوحات إعلانية على جانب الغابة تدعو من يرغب في الشراء فيها للمبادرة بالاتصال لصالح صاحب الإعلان، داعياً الجهات المعنية للتحقق من هذا الأمر. من جانبه، أكد رئيس المجلس البلدي في محافظة القطيف المهندس عباس الشماسي أن الموقف هو عدم القيام بأي ردميات أو خلافه حتى يتم إنجاز الدراسة البيئية التي يقوم بها استشاري متخصص حالياً لتحديد أماكن القرم الواجب حمايتها في المنطقة، فيما علمت «الشرق» أن بلدية محافظة القطيف أمرت المقاول المتسبب في إفراغ مخلفات الحفر بإزالة أكوام مخلفات الحفر التي قام بتجميعها على محاذاة الغابة.