كشفت مقارنة لغابات شجر المانجروف في خليج تاروت عبر الأقمار الصناعية منذ عام 1973 الى 1999م عن تقلص المساحة بنسبة كبيرة تزيد على 50 بالمائة، واوضحت ان مساحة الغطاء من هذه الشجرة بلغت 622 هكتاراً فى عام 1973م، تغطي مساحات شاسعة وتقلصت فى عام 1999م إلى 390 هكتاراً فقط، وهذا يعني أنها هبطت الى النصف. وحذر الباحث والأستاذ المساعد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران الدكتور محمد قربان من تناقص هذه الشجرة في حالة استمرار الردم والتجريف ورمي المخلفات وقيام المشاريع المختلفة دون الدراسات البيئية المتخصّصة وهو ما سيقود الى اختلاف في التوازن البيئي البحري وتغيّرات لا تُحمد عقباها في المستقبل ولفت نائب رئيس جمعية الصيادين بالشرقية جعفر الصفواني الى أن صحيفة "اليوم" أول من دقت جرس الإنذار من خطر الردم وحذرت من مغبة التجريف مشيراً إلى أن الساحل الشرقي فريد من نوعه في العالم فهو يمتد لمسافة 600 كيلو متر تقريباً والمملكة تستفيد من أكثر من 300 كيلو متر عليه، وكان خليج تاروت يتميّز بتواجد أشجار المانجروف الخضراء ليس على مستوى الدول المجاورة فحسب وانما العالم اجمع، ولكن اليوم انحسرت الغابات التي كانت الدول تحسدنا عليها حتى اصبحت اليوم تشكل 10 بالمائة فقط بخليج تاروت، بينما انتقلت عدوى الردم إلى غابة "قرم" الدمام التي تلفظ أنفاسها وتشكو من الاغتيال، فتقوم في الوقت الراهن الجرافات بتدمير الغابة التي تمتد بمساحة كبيرة سوف تدمّر الغابة بمساحة تقدّر بحوالي 15 مليون متر مربع، بما يعادل 5 في 3.5 كيلو متر مما سيقلص الغابة وستظهر نتائج ذلك وأضراره في القريب العاجل على البحر والناتج البحري. مؤكداً أن الجمعية طرقت باب المجلس البلدي والأرصاد وحماية البيئة ورفعت برقية وخاطبت الجهات المسئولة حول هذا الردم والتجريف وبيَّنت مخالفته للقرارات السامية. وأكد الصفواني أن الردم والتجريف واللعب بالبيئة أثر على المخزون السمكي والبحري وبالتالى ارتفعت الاسعار فقد انخفض الناتج المحلي من أسماك البياض الساحلية بخليج تاروت تحديداً إلى أكثر من80 بالمائة. الساحل الشرقي فريد من نوعه في العالم، فهو يمتد لمسافة 600 كيلو متر تقريباً والمملكة تستفيد من أكثر من 300 كيلو متر عليه، وكان خليج تاروت يتميّز بتواجد أشجار المانجروف الخضراء ليس على مستوى الدول المجاورة فحسب وانما العالم اجمع. وأشار إلى أن الخليج العربي ضيّق ومياهه ضحلة وسيسبّب الردم بالرمال عبر السنين في اضمحلال عمق البحر مبيناً أن عمق الخليج يتراوح بين 50 الى60 متراً تقريباً فقط ولكن في الأغلب عمقه يكون 20 متراً فقط.. وبيّن الصفواني أن خليج تاروت كان يعتبر غنياً بشجر المانجروف وكانت مدينة القطيف تزخر بهذه الثروة ولكن اليوم لا توجد شجرة واحدة فيها بينما تركّزت في الزور شمال جزيرة تاروت وصفوى والعوامية وعنك وسيهات وهذه ايضاً مهددة بالانقراض وبعضها خمد بريقه بسبب عمليات التجريف التي أدت لتناقص الكائنات البحرية وانقراض أنواع من الأسماك مثل الجواف وقلة كثيرة من الأسماك الأخرى. وطالب الصفواني بنظام صارم يوقف عمليات الردم فوراً على السواحل وقال عضو جمعية الصيادين بالشرقية والمهتم بشجر القرم وشئون الطيور داوود سلمان آل اسعيد ان لم يقتصر خطر الردم والتجريف على البيئة البحرية وقلتها وانما امتد الى الطيور في الخليج العربي التى تراجع عددها عما كان عليه في السابق بنسب كبيرة بلغت 65 بالمائة لعام 2011م الجاري مقارنة بالأعوام الماضية وذلك بعد ان فقدت البيئة المناسبة. وطالب بضرورة الحفاظ على الغابة المتبقية بخليج تاروت وجعلها منطقة محمية طبيعية، فعمر هذا المكان أكثر من 7000 عام خاصة ان أول 500 متر إلى 800 متر عند الساحل تعتبر غنية بالغذاء للكائنات الحية البحرية والذي تطلبه الأسماك والربيان على حد سواء وإن آليات الردم أصبحت تتوغل بالكيلو مترات متناسية أهمية البيئة البحرية.