انطلقت الأحد الفائت فعاليات أسبوع المرور الخليجي الموحد، تحت شعار «غايتنا سلامتك»، وفي مثل هذه المناسبة المهمة، يبذل المسؤولون عن الشأن المروري، قصارى جهدهم في سبيل الارتقاء بفكر ووعي المجتمع المروري، وذلك من خلال تكثيف الجهود، بتوزيع الورد والمنشورات عند الإشارات، وإلقاء المحاضرات، والعبارات التوعوية من خلال الجوّال، التي جميعها «لا تسمن ولا تغني من جوع». لذلك يصاب المرء بالذهول حينما يكتشف أن هذه الجهود قد ذهبت أدراج الرياح بمجرد أن يلفظ هذا الأسبوع أنفاسه، وتبتلى شوارعنا بحمى ظهور المخالفات والتجاوزات والاختناقات والحوادث بأنواعها وأشكالها من جديد، ويعود المرور للدخول في غيبوبته، وأخشى في ظل الوضع المأساوي الحالي لما يحدث في طرقاتنا أن تصل حالة المرور إلى «الموت الدماغي» كلهم يتساءلون.. لماذا تختفي ملامح المرور وبصماته في شوارعنا بعد أسبوع من الاجتهادات؟ في هذا الجهاز المهم الذي يرتبط دوره وأداؤه بحياتنا اليومية وسلامتنا، نلاحظ قلة الأفراد والإمكانيات، وفي المقابل كثرة المخالفين، أما الإشارات الضوئية فحدث ولا حرج، فهي الأخرى مازالت بنفس الفكر والأداء منذ عشرات السنين فلا تغييرات ولا إشارات ذكية تقوم بتنظيم السير بدلا من فرد يقضي معظم وقته يتحدث بالجوال، أو يترك أحد خطوط السير يمتد بطول كيلو متر من السيارات، كما أن عديدا من السائقين لا يبالون بأنظمة المرور ولا بأخلاقيات وآداب القيادة، وقد وصل الحال ببعضهم إلى تجاهل وجود رجل المرور في الشارع، فبالرغم من وجوده على الطريق وعند الإشارات الضوئية، إلاّ أن هنالك سائقين يتجاوزون الإشارة الحمراء دون اكتراث لوجوده. هذا الجهاز الذي لا نستغني عنه فتح لنا صفحات مليئة بالإحباط، ومن الصعب معرفة سر هذا الغياب الواضح والإصرار على عدم الإبداع والتطوير. ويبدو بعد كل هذا الانتقادات أن صديقنا المرور ينطبق عليه المثل «الجود من الموجود».. «والعين بصيرة واليد قصيرة» .. والله من وراء القصد.