في الوقت الذي يترقب فيه أهالي الأحساء بشغف اكتمال مشروع نقل مسار خط قطارات السكة الحديد إلى خارج النطاق العمراني، -الذي ما زال بالطبع في رحم الأماني- مازالت قطاراتنا خفيفة الظل تذرع شوارع وتقاطعات مدينتي المبرزوالهفوف كل يوم دون كلل أو ملل، وتدخلها في حالة من الفوضى والاختناقات المرورية، وتتحول الحياة أكثر من عشرين دقيقة شبه معطلة، ومشلولة بسبب الإغلاق المبكر غير المبرر لبوابات مرور القطار بأكثر من خمس دقائق قبل وصوله إلى نقطة المرور، خاصة في أوقات الذروة التي تنحصر في الساعات الأولى صباحاً وما بين الساعة الثانية ظهراً إلى التاسعة مساءً، في مشهد سخيف يزيد من معاناة الناس، وبشكل يومي صباحاً ومساء، حيث يعبرون عن سخطهم وتذمرهم تجاه الجهات المسؤولة عن هذه العقبة – المؤسسة والأمانة والمرور، وترتفع أصوات قائدي المركبات، وأبواق السيارات، وتعج الشوارع التي يمر بها القطار في تلك اللحظة بالحوادث والفوضى العارمة، والسلوك المروري الخاطئ من بعض السائقين، دون أن يحرك المرور الغائب تماماً في مثل هذه المواقف ساكناً، الجميع يعرف أن مشروع نقل المسار صدر بشأنه أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله- بتاريخ 12/10/1434ه بالموافقة على نقله إلى خارج النطاق العمراني لمدينتي الهفوفوالمبرز، بتكلفة بلغت 725 مليون ريال ومدة تنفيذه «42» شهراً، ونتطلع إلى أن يكون الأمر السامي محفزاً للمسؤولين في وزارتي النقل والمالية ليرى المشروع النور وألا تكون البيروقراطية حجر عثرة في تأخره وبالتالي تبقى المعاناة مستمرة.