وسط ورشة تشريعية ناشطة تستبق تحوّل المجلس النيابي الى هيئة ناخبة في 15 أيار (مايو) المقبل، ومع اتساع رقعة الخطة الأمنية من عرسال (بقاعا) الى طرابلس (شمالا) وهروب المسلحين من وجه العدالة، بدأ الاستحقاق الرئاسي اللبناني يشتدّ حماوة وخصوصا مع إعلان رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أمس من معراب ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية في انتظار أن تتبنّاه قوى 14 آذار التي لم تعلن موقفها الرسمي بعد. في هذا الإطار قال مسؤول قوّاتي بارز ل"الرياض" بأنّ ترشح الدكتور سمير جعجع "ليس مناورة ولا ردّة فعل على ترشّح العماد ميشال عون بل له علاقة بالوضع السياسي القائم حاليّا في لبنان وخصوصا في الأشهر الأخيرة، فقد تولّدت قناعة لدى جعجع بأنه إذا تركت الأمور على غاربها فلن يصل لبنان الى المكان المنشود لأن الحاجة كبيرة الى معالجات جدية وغير تقليدية". وأضاف بأن" الوصول الى دولة قوية تسيطر فيها الدولة على مؤسساتها يمرّ بإيصال رجال الى المواقع الرئيسية يتخذون قرارات صائبة وأولى هذه المواقع هي رئاسة الجمهورية". ولفت الى أن "الخلاف في لبنان ليس على ساعات العمل أو زيادة الضريبة بل على سيطرة الدولة على مقدراتها وإبعاد سلطة الأحزاب ودمج سلاحها في مؤسسات الدولة وفي السيطرة على الحدود وهذه مشاكل جدية لا تحتمل أنصاف الحلول". ولفت الى أن "جعجع مقتنع تماما بأن قوى 14 آذار قادرة على الإمساك بمفاصل الدولة في حال إيصالها مرشحا قويا من قبلها، لأنّ أي مرشح ضعيف أو وسطي سيكون ممسوكا من "حزب الله" ومعسكره السياسي وهذا ليس مقبولا". مشيرا الى أن " لدى قوى 14 آذار فرصة مهمة للربح لا يجوز الاستخفاف بها ولكنها بحاجة الى التكاتف واتخاذ القرار المناسب". من جهة ثانية، قال مصدر بارز في "تيار المستقبل" ل"الرياض":" أن هذه القوى سوف تدرس قرارها في ترشيح أحد من أعضائها وفق المعطيات والظروف القائمة" لافتا الى أن هذه القوى تعاني من إحراج ترشح عدد من المنضوين تحت لوائها من هنا تتريث في اتخاذ القرار". وأشار الى أن " الأمر الأساسي الذي تنطلق منه قوى 14 آذار هو أنها لن تختار رئيسا لا يحظى برضى المسيحيين وهذا ما كان عبّر عنه الرئيس سعد الحريري بوضوح تام". وأعرب المصدر عن أن " قوى 14 آذار لا تريد الفراغ لأنه لا يصبّ في مصلحة لبنان ولا في مصلحة مؤسساته".من جهته كان العماد ميشال عون حذر قوى 14 آذار من مغبة ترشيحها لجعجع قائلا أنه "يترتب على ذلك تداعيات سلبية"، وقال عون بأنه لن يترشح رسميا إذا لم تتوافر الظروف اللازمة لذلك.