واصل «حزب الله» امس جهوده لمعالجة التباين بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري وزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون حول توزيع المرشحين الثلاثة في دائرة جزين وتسمية المرشح الشيعي الثاني في قضاء بعبدا، الذي أصر عون على ان يكون من نصيبه (رمزي كنج)، في مقابل إصرار بري على الاحتفاظ بالمرشح عن المقعد الماروني النائب الحالي سمير عازار في جزين. وأعلن رئيس الجمهورية ميشال سليمان «اننا ننتظر محطة السابع من حزيران (يونيو) الانتخابية لإجراء انتخابات نيابية نريدها حرة ونزيهة وشفافة تعكس صحة التمثيل لتنطلق الحياة السياسية في دورة متجددة». (راجع ص 6 و7) وتحدث سليمان اثناء استقباله وزير الدفاع البولندي بوغدان كليتش مع وفد لإبلاغه ان بلاده قررت انهاء خدمات الوحدة البولندية العاملة في قوات الأممالمتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) مع نهاية السنة، في سياق سحب بولندا وحداتها العاملة في عدد من الدول. وشكر سليمان لبولندا دعمها الجيش اللبناني، مشيراً الى «التطلعات الواحدة الى الحياة الديموقراطية والسلام وحقوق الإنسان ونبذ التعصب والإرهاب». ورأى سليمان «اننا في الطريق الصحيح نحو الهدوء والحوار»، ولفت الى ان «العلاقات مع سورية جيدة جداً وأن التبادل الديبلوماسي والتفاهم على حل سلسلة ملفات يشكلان عناوين بارزة تؤكد متانة هذه العلاقة». وفي ما يخص إعلان لوائح المرشحين للانتخابات النيابية، حسم العماد عون امس لائحة التيار في دائرة البترون فأعلنها، وهي تضم وزير الاتصالات جبران باسيل ونقيب الأطباء السابق فايق يونس وهما سيتنافسان على المقعدين المارونيين مع المرشحين عن قوى 14 آذار (لم تعلن اللائحة رسمياً بعد) النائبين بطرس حرب وأنطوان زهرا (القوات اللبنانية). وفيما تتواصل المشاورات لإعلان لائحتي عون في جبيل وكسروان، فإن الجهود التي يبذلها «حزب الله» مع عون لمعالجة الخلاف بينه وبين بري حول إصراره على الحصول على المقعد الشيعي في بعبدا بدلاً من أن يسمي المرشح لهذا المقعد الرئيس بري (سمى القيادي في «امل» طلال حاطوم)، لم تثمر اتفاقاً بعد. وعلمت «الحياة» ان الحل الذي أوحى بأن يحصل بري على المقعد الشيعي التوافقي في دائرة بيروت الثانية يعود للنائب الحالي عن «حزب الله» امين شري، وأنه رشح القيادي في «امل» هاني قبيسي لهذا الغرض، غير قابل للتطبيق ولا يعدو كونه موقفاً ضاغطاً من بري على عون، وحافزاً ل «حزب الله» كي يضغط على عون بصرف النظر عن مطالبته باستبعاد النائب عازار في جزين او الحصول على مقعد لكنج في بعبدا. وذكرت مصادر مطلعة ل «الحياة» ان تخلي «حزب الله» عن مقعده التوافقي في بيروت، لمصلحة مرشح من «امل» لإرضاء بري بدل إعطاء مقعد بعبدا الشيعي الثاني لعون، صعب جداً. وعددت المصادر القريبة من التحالف الشيعي الأسباب بالقول ان الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله أعلن عن اللائحة النهائية لمرشحيه ومن بينهم النائب امين شري «ويصعب تراجعه عن اسمه بعد الإعلان». كما ان التقديرات تقول ان «حزب الله» لا يقبل إخراجه من تمثيل العاصمة لا سيما بعد احداث 7 أيار (مايو) الماضي «لأن هذا يكون بمثابة إقرار بابتعاده عن بيروت وهذا لن يحصل». وتختم المصادر نفسها بالقول انه «حين تقرر ان يكون المرشح الشيعي توافقياً في بيروت هو من نصيب حزب الله، وبالتالي النائب شري وأن التعديل في ذلك يفتح أبواباً على تغييرات في الاتفاق وهذا ليس في مصلحة أحد». ويبدو ان انتظار مهلة سحب الترشح التي تنتهي الأربعاء في 22 الجاري، هي فسحة لمزيد من المشاورات والاتصالات قبل استكمال تذليل العقد بين الحلفاء بحيث يعلن ما تبقى من لوائح. وفي وقت يتوقع مواكبون للاتصالات من اجل تظهير اللائحة الائتلافية بين المستقلين وقوى 14 آذار في دائرة المتن الشمالي، فإن نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر سيكثف اتصالاته بين عيدي الفصح عند الطوائف الغربية والطوائف الشرقية (الأحد المقبل والذي يليه)، مع الرئيس السابق امين الجميل، لعلها تثمر في الإعلان عنها قبل نهاية الشهر الجاري. وأشارت المصادر الى ان لا استعجال في إعلان اللائحة. وتدور الاتصالات على صيغة لتمثيل «القوات اللبنانية» بمرشحها إدي ابي اللمع عن المقعد الماروني، أو بمرشح آخر. وقام عميد «حزب الكتلة الوطنية» كارلوس إده امس بتحرك إضافي في سياق دعم ترشحه عن احد المقاعد المارونية الخمسة في دائرة كسروان في مواجهة اللائحة التي يترأسها العماد عون شخصياً. وزار إده الجميل ورئيس «حزب الوطنيين الأحرار» دوري شمعون بعد زيارته رئيس حزب «القوات» الدكتور سمير جعجع. وأكد جعجع دعم «القوات» إده، الذي تلقى كذلك دعماً من الجميل وشمعون، في ظل اتصالات تجرى لإخراج لائحة لقوى 14 آذار يكون عمادها المستقلون في كسروان. وأعلن المرشح عن احد المقاعد المارونية الثلاثة في زغرتا ميشال رينيه معوض ان هناك سعياً لتشكيل «تكتل نيابي مسيحي يكون للقوات دور أساسي فيه».