أعلن القصر الرئاسي أن الرئيس ميشال سليمان أرجأ زيارته المقررة غداً إلى المملكة، الى موعد يتم تحديده لاحقاً. وقال بيان رئاسي أمس انه "تم تأجيل زيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان المقررة الثلاثاء المقبل الى المملكة العربية السعودية الى موعد لاحق يعلن في حينه". ولم يشر البيان الى أسباب تأجيل الزيارة. وكان اللبنانيون يتطلعون الى هذه الزيارة على أمل أن تؤدي إلى دفع الأمور في اتجاه تشكيل حكومتهم التي مضى على تكليف رئيسها تمّام سلام نحو خمسة أشهر. وبات تأليف الحكومة اللبنانية أمراً طارئاً، إذ يسبق حلول المواعيد الدستورية المرتبطة بانتخابات رئاسة الجمهورية في أيار/مايو المقبل، وعدم التوافق على الحكومة سيؤدي الى فراغ في موقع رئاسة الجمهورية. ويذكر اللبنانيون جيداً مساوئ الفراغ الدستوري سواء بعد انتهاء عهد الرئيس أمين الجميل أو بعد انتهاء عهد العماد إميل لحود. ولعلّ صيغة "الثلاث ثمانيات" هي الأكثر شعبية تنافسها صيغة (9\9\6) التي ابتدعها وليد جنبلاط الذي يبدو بأنه تخلى عن صيغة "الثلاث ثمانيات" داعيا الى إعادة النظر فيها بعد إعادة خلط الأوراق الحكومية. وقد دخل السفير الأميركي ديفيد هيل على الخط، طالبا من المسؤولين اللبنانيين "الإسراع في تأليف الحكومة اللبنانية". وترفض قوى 8 آذار بمؤازرة من النائب وليد جنبلاط تشكيل حكومة أمر واقع (بلا "حزب الله") في حين ترفض القوى المناهضة لها أي 14 آذار تضمين البيان الوزاري ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" التي يطالب بها "حزب الله وحلفاؤه". كذلك ترفض قوى 14 آذار الثلث المعطل في حين يقول الرئيس المكلّف تمّام سلام أن "الثلث المعطّل إذا تمّ القبول به فستستفيد منه قوى 8 و14 آذار بشرط عدم تطبيقه عند وقوع أوّل "حادث" ولا سيّما أنّ البلاد ستنشغل منذ اليوم بالانتخابات الرئاسية". أما "اللغم" الأخير الذي يترتب تفكيكه تسهيلا لتشكيل الحكومة فيتمثّل بمسألة المداورة في الحقائب لأن رئيس تكتّل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون يصرّ على احتفاظ صهره جبران باسيل بحقيبة الطاقة والمياه.