يجمّد لبنان أنشطته الحكومية والبرلمانية في انتظار العملية العسكرية الأميركية "المتدحرجة" ضدّ النظام السوري. وفي ظلّ استعصاء الحل الداخلي اللبناني ينتظر الأفرقاء جميعهم التداعيات العتيدة للضربة الأميركية- الفرنسية المشتركة لكي يقرروا على ضوئها مصير بلدهم. هكذا وبعد أن أقلعت محرّكات تشكيل الحكومة في الأسبوع الفائت وتكثّفت الاجتماعات بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلّف تمّام سلام ما لبثت أن همدت الحركة كليا هذا الأسبوع. وعلمت "الرياض" من مصادر سياسية موثوقة أن "طرح تشكيلة حكومية بصيغة ال9\9\6، التي حملها موفد للنائب وليد جنبلاط الى الرئيس سعد الحريري في باريس لم يلق القبول". وكان الحزب التقدمي الاشتراكي قد طرح هذه الصيغة التي تعطي الثلث المعطّل للفريقين المتنازعين في البلاد أي 8 و14 آذار على أن يتخلى فريق 8 آذار عن ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" ويسقطها من البيان الوزاري للحكومة الجديدة شرط أن يقبل فريق 14 آذار بمشاركة "حزب الله" في الحكومة التي لم تر النّور. علما بأن الصيغة الحكومية المعروفة ب8\8\8 لا تزال قيد الدرس وهي تحظى بموافقة رئيس الجمهورية وتقوم على أساس المداورة في الحقائب. في هذا الوقت يعدّ رئيس الجمهورية ميشال سليمان العدّة للمشاركة في أعمال الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة في نيويورك حيث سينعقد في 25 الجاري اجتماعا دوليا بعنوان "دعم لبنان" بدعوة من الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون. ويقول ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في بيروت ديريك بلامبلي ل"الرياض": " لا ينحصر هذا الإجتماع في مناقشة مسألة النازحين فحسب، بل يهدف الى النّظر في الدّعم والمساعدة للبنان في مجالات عدّة منها اقتصادية بسبب آثار الأزمة في سوريا، ومساعدة المجتمعات المحلية المتضررة من تدفّق النازحين ودعم القوى الأمنية بما فيها الجيش اللبناني". وعلمت "الرياض" أن الخطّة الخماسية المعدّة من قبل قيادة الجيش اللبناني ستحضر على الطاولة الأمميّة وهي منطلق أساسي لأية مساعدة قد يقدمها المجتمع الدولي للمؤسسة العسكرية. ويصف بلامبلي الجيش اللبناني بأنه " الشريك الأول ل"اليونيفيل" ولنا كأمم متحدة"، ويوضح عن إمكانية رصد أموال للبنان قائلا:" ليس اجتماع نيويورك للدول المانحة بل هو لمراجعة هذه الملفات لدعم لبنان ولا يختصّ بالنازحين فحسب وهذه نقطة مهمّة".