انضم الحبر الأعظم البابا فرنسيس الى اللبنانيين أمس، في تمني قيام حكومة جديدة، فيما تحركت البطريركية المارونية على خط تشجيع الفرقاء اللبنانيين على التوصل الى قانون انتخاب جديد فيما الوقت بات داهماً أمام الاستحقاقين. ويبدو أن الصعوبات التي تواجه توافق الفرقاء على المسألتين أخذت تقلق المراجع العليا، في لبنان وعلى المستوى العالمي، فعبّر البابا فرنسيس من الفاتيكان أثناء استقباله رئيس الجمهورية ميشال سليمان لتهنئته بانتخابه على رأس الكرسي الرسولي، مع عائلته والوفد المرافق، عن «أفضل تمنياته بتشكيل حكومة جديدة تواجه تحديات مهمة على المستويين الوطني والدولي»، وفق بيان صدر عن الفاتيكان إثر الاجتماع بينهما الذي دام 25 دقيقة، وآخر صدر عن مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية، وجاء موقف البابا في ظل استمرار الجمود في اتصالات تأليف الحكومة، بينما كان الرئيس المكلف تأليفها تمام سلام ينتظر جواباً من قوى 8 آذار على صيغة الحكومة العتيدة التي طرحها على وفد يمثلها الثلثاء الماضي تقوم على توزيع المقاعد في تشكيلة من 24 وزيراً بالتساوي أي بحصول كل من قوى 8 آذار و14 آذار والقوى الوسطية المؤلفة من سليمان وسلام «وجبهة النضال الوطني» النيابية برئاسة وليد جنبلاط على 8 وزراء. وفيما قالت مصادر 8 آذار انها قد تعاود التواصل مع سلام بعد عطلة عيد الفصح المجيد عند الطوائف المسيحية الشرقية، أي بعد الثلثاء المقبل، قالت مصادر الرئيس المكلف ل «الحياة» إنه اتفق مع وفد قوى 8 آذار على أن يحصل على جوابها بعد عيد العمال في 1 أيار (مايو) الذي صادف الأربعاء. وذكرت هذه المصادر أن سلام أبلغ الوفد حين التقاه أن «الوقت ليس مفتوحاً» في مداولات تأليف الحكومة. وقالت المصادر إن سلام ينوي حسم موقفه من تأليف الحكومة قبل منتصف الشهر الجاري، إلا أن هذه المصادر لم تحدد ما هي الخطوة التي سيقدم عليها في حال لم يلق اصراره على صيغة حكومية من غير المرشحين للانتخابات وغير الحزبيين الذين لا يستفزون أحداً ومن دون إعطاء الثلث المعطّل لأي من الفرقاء، مع المداورة في توزيع الحقائب، رداً إيجابياً. وتشمل صيغة سلام أن يحصل الثنائي الشيعي على 4 وزراء من أصدقاء «أمل» و»حزب الله» على أن يسمى الخامس بالتوافق بين سلام وسليمان، وأن يحصل تكتل العماد ميشال عون على 4 وزراء أيضاً. وعبّر البابا فرنسيس عن قلقه من العدد الكبير للاجئين السوريين الذين لجأوا الى لبنان والبلدان المجاورة وتمنى مساعدة انسانية متزايدة لهؤلاء من المجموعة الدولية. وبموازاة جمود الاتصالات خلال عطلة الأعياد خصوصاً أن يوم أمس كان الجمعة العظيمة، أوفد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي مطران بيروت بولس مطر الى رئيس البرلمان نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، وتحدث المطران مطر عن ضرورة اجراء الانتخابات النيابية في موعدها وشدد على الرغبة في التوافق على قانون انتخاب مختلط ينصف الجميع.