الإرهاب ليس سلبياً من كل الوجوه، ولكل الناس، بل فيه ما فيه من منافع لبعض الناس! إنه كالمخدرات وكالمسكرات، بقدر ما فيها من إضرار بعموم الناس، بقدر ما تنتفع بها مادياً قِلّة قليلة من المجرمين الذين يقتاتون على آلام ومآسي الآخرين يتأسس الوعي الفكري، أيا كان مجاله، على جملة من المبادئ التي تتحكم به في سياقه، مما يستلزم نوعا من الثبات النسبي الذي يمنح المفكر هويته الأخلاقية التي تسبق بالضرورة هويته العلمية؛ بوصفه متخصصا في مقاربة الحقيقة، الحقيقة كهدف وكغاية، وليس كموجود عيني ناجز، قابل للتَّمثل الكامل من قِبَل الفاعلين في هذا السياق. هذا هو جوهر الوعي الفكري الذي لا بد أن يتلبّسه المفكر؛ ما دام يدعي الاشتغال في هذا المجال. وهو يختلف اختلافا كبيرا، بل وجوهريا عن الفاعل السياسي الذي يشتغل على الأشياء / الوقائع كوسائل عملية لتحقيق المصالح؛ بصرف النظر عن مدى ارتباطها بالحقيقة، أو بالقيمة الأخلاقية، إذ هما (= البعد المعرفي والبعد الأخلاقي) غير متجردين في وعي السياسي عن اشتراطات الفاعلية العملية، أي أنهما نسبيان، لا يمكن تحديدهما إلا بربطهما بسياق عملي متعين في الواقع، والذي هو بدوره قائم على ما لا يُحصى من التوازنات التي لا بد أن تتحكم في توجيه زوايا الرؤية، ومن ثم كنتيجة حتمية في نسبية الأخلاق في هذا المجال. إذن، هذا مجال وذاك مجال. ومن يشتغل كفاعل في هذا المجال أو ذاك، فعليه أن يحدد صراحة أو ضمنا هوية فعله. وإن لم يفعل؛ فعلينا نحن كمتلقين أن نحدد هوية الفعل؛ وإلا وقعنا ضحية سهلة للخداع. إن الداعية / الواعظ له مجاله الخاص، وهو مجال معرفي من حيث هويته الأولى، أي من حيث طبيعة ما يجب أن يكون عليه؛ بوصفه ناقلا / حاملا لكلمة (الحق) أو ل(الحقيقة) التي يريد توصيلها، أو إيضاحها وشرحها لأكبر عدد من الناس. بمعنى أن جوهر عمله (= الدعوة، الإرشاد...إلخ ) هو اشتغال على مسار معرفي يتغيا الحقيقة؛ ولو افتراضا، وليس على مسار الفعل السياسي الذي يتجرد منها (أي من اهتماماتها، وليس بالضرورة منها) لحساب الواقع المشحون بالمتغيرات، بل وبالمتناقضات التي تخلق حقائقها الشَّبحية؛ بعد أن يصبح مفهوم الحقيقة في هذا السياق مجرد شبح من الأشباح. عندما يدخل الداعية إلى فضاء العمل السياسي بهويته كداعية؛ فلا بد أنه يمارس قدرا غير مقبول من الخداع. وبطبيعة الحال، لا أقصد أنه يحرم على الداعية أن يشتغل بالهم السياسي، ولا أن يشارك فيه قولا أو عملا، فهذا حقه كعضو في التجمّع الإنساني الذي ينتمي إليه (وكل اجتماع إنساني يخلق حالة سياسية بالضرورة، تستلزم كون أعضائها فاعلين مباشرين أو غير مباشرين، واعين أو غير واعين فيها)، وإنما الاعتراض هنا على اشتغاله في هذا المجال كداعية، وليس كفاعل سياسي يكشف عن هوية فعله، بوصفه فعلا سياسيا مصلحيا يعمد إلى تغيير الواقع لصالحه كشخص، أو لصالح تياره أو حزبه أو جماعته؛ ولو بمحض الخداع. هنا تأتي مشكلة التدين السياسي أو التسيس الديني. الدين هو فضاء المقدس وعالم الحقائق المطلقة التي تحتاجها الروح الإنسانية لتتجاوز نسبيات الواقع التي تمزقها، بل لتتجاوز حقيقة وجودها النسبي ذاته. ولهذا كان للدين قداسته التي تتعالى به على الواقع، بل وأحيانا على الحقائق ذاتها؛ من حيث أنها ليست هدفا غائيا لفعل التدين المشدود إلى المطلق دائما. وهذا يعني أن الاشتغال في هذا الفضاء الذي يشد الأرواح ومن ثم العقول إلى تصور ذاتي (ليس شرطا أن تكون الذات هنا فردا، بل قد تكون جماعة أو حتى شعبا بتصور إيماني واحد) عن الحقيقة، من شأنه أن يمنح المشتغلين فيه هوية مُنتِج الحقيقة؛ فيعزز وجوده الرمزي كمصدر للحقيقة، لا في الفضاء الديني فحسب، وإنما في كل فضاء ينتقل إليه بعد ذلك، حتى ولو كان فضاءً مَحضَ بشري، محضَ دنيوي، محكوما باللاّحقيقة وباللاّثبات في كل مجال. الداعية الغفوي يعرف هذا الإشكال الذي ينتج عن التداخل بين هذين الفضاءين. بل هو لا يجد نفسه إلا في الاشتغال على مفاصل هذا الاشكال. إنه ومنذ البداية سعى إلى ترميز نفسه في الفضاء الديني، خلق لنفسه مسحة قداسة في فضاء المقدس، ثم أخذ يقتات عليها سياسيا في فضاء آخر. إنه عمل واع وبارع؛ بقدر ما هو عمل مخادع وليس تحولا عفويا؛ إلا في تصور أغبى الأغبياء وأجهل الجهلاء. لا ضير في أن يمارس الداعية الغفوي حقه في العمل السياسي، ولكن بشرط أن يُفصح عن كون ما يقوم به عملا سياسي محضا، لا أن يشحن (بيانه) أو (تغريداته) بمصطلحات دينية خالصة، وكأنه يتكلم فقط بلسان حاله كداعية، فضلا عن أن يزعم بادعاء ممجوج أنه لم يرد بما يقول (وهي أقوال تصرح بمطالبات سياسية منافحة عن الإرهابيين) إلا وجه الله! بينما هو في الحقيقة لا يريد إلا وجه الإرهاب، أو على نحو أدق وجه ما يتوهم أنه سيربحه من وراء الإرهاب. الإرهاب ليس سلبياً من كل الوجوه، ولكل الناس، بل فيه ما فيه من منافع لبعض الناس! إنه كالمخدرات وكالمسكرات، بقدر ما فيها من إضرار بعموم الناس، بقدر ما تنتفع بها مادياً قِلّة قليلة من المجرمين الذين يقتاتون على آلام ومآسي الآخرين. المتاجرة بالإرهاب صناعة لبعضهم، وهي تستلزم حدا أدنى من الذكاء؛ لأنها نوع من اللعب في حقل ألغام. لكن، مما يسهل المهمة على المتاجرين به في بيئتنا المنكوبة بهم، أنهم يتعاملون مع جماهيرية ساذجة حد الغباء في تعاطيها مع الشأن الديني، جماهيرية يسهل خداعها باللعب على وجدانياتها بالشعارات الفارغة التي تم التأسيس لها في غفلة من غفلات الزمان. ما معنى أن يتظاهر إرهابي بالاعتدال؛ فتصدقه الغالبية العظمى من الناس؛ دون أن تسأله عن موقفه من تاريخه الإرهابي؟! بل ما معنى أن يتبرع كثيرون من غير أن يطلب منهم ذلك صراحة لترميزه في سياق الاعتدال؛ بعد أن كان رمزا في سياق التطرف والإرهاب؟! كيف يمنحونه هذه الصفة الباذخة (= الاعتدال)؛ دون أن يُحددّوا لنا ما هو الاعتدال الذي انتهجه، هل هو في تفاصيل وهوامش الفقهيات، أم هو اعتدال رؤية ومنهج، لا بد أن تطرد قوانينهما في كل مجال، وخاصة في المجالات الأكثر حساسية، والتي تمس مكونات الوعي الإرهابي الذي أسس له هذا (المعتدل!) قبل عقدين من الزمان؟! هل صفة: الاعتدال هزيلة ورخيصة، بحيث يستحقها الإرهابي السابق، بمجرد الترنح بين خيارات الاختلاف الفقهي، هل يكفي مثلا التسامح مع الموسيقى كمسألة هامشية وتافهة ؛ بعد أخذ ورد، وتعميم وتخصيص، وتصريح بعزل السلوك عن المقول، وبعد تقديم وتأخير، وتعويل وتعويق، وتنحنح وسعال، وشرق بالريق عند كل سؤال في هذا المجال، وبعد مخاض عسير وأليم، وبعد عرق الجبين في محاولة استلهام اليقين، وكأنه سيقوم بانقلاب معرفي كوبرنيكي على كل المنظومة التقليدية المتطرفة التي ينتمي إليها، هل يكفي هذا؛ لننقل صاحبه من هويته الأولى كداعية للإرهاب، إلى هويته الثانية كداعية للاعتدال؟! هذه ليست مهزلة معرفية فحسب، بل هي أيضا مهزلة أخلاقية على أوسع نطاق. كما وأنها من جهة أخرى مهزلة لا تتحدد بذات الفاعل الذي يُمارس خداعه الساذج، واللاّأخلاقي علينا، وإنما هي مهزلة تستبيحنا، إذ تطالنا نحن أيضا، من حيث كوننا نمتلك القابلية المعرفية والأخلاقية لهضم هذه المهازل التي لا تظهر إلا في مجتمع موبوء بأكبر قدر من الجهل والخبال. من يقرأ الكتب التي ظهرت في السنوات القليلة الماضية، والتي تتناول مسيرتنا الثقافية والدينية، لا يجدها تُمارس كشفا / فضحا لمثل هذا الاحتيال الغفوي، ولو في الحدود الدنيا. بل إن كثيرا منهم للأسف طالما وضع هذا الرمز الغفوي المنافح عن الإرهاب كرمز لتحولات الغفوة نحو الاعتدال، وكشاهد على تجاوز الرؤى العنفية التي صنعت هويتها قبل عقدين من الزمان. يستوي في هذا المؤلفون السعوديون وغير السعوديين، فحتى الباحث الجاد ستيفان لاكروا يشير إلى هذا التحول في أكثر من موضع في كتابه (زمن الصحوة)، وتحدث في ص325 عن ما سماه: "الصحوة الجديدة أو إغراءات المهادنة"، مع أنه كان أكثر حذرا من غيره، إذ لم يبالغ في تجريد هذا التحول من بعده الغائي السياسي. يدعي الإرهابي السابق وفي نَفَسٍ حُقوقي أنه يدافع عن المعتقلين. والدفاع الحقوقي ليس جائزا فحسب، بل هو واجب ابتداء. لكن، كثيرة هي قضايا الحقوق، فلماذا انفعل الإرهابي بمعتقلي الإرهاب فحسب؛ مع أنه يعرف حقيقة تورطهم في قضايا إرهابية واسعة، قضايا لها طابعها الإقليمي والدولي، ولماذا لم يتحدث عن هذه المسألة بهذا الوضوح وبهذه الحدة، وبهذا التحدي إلا بعد المسيرة الاحتجاجية التي قامت بها زوجات الإرهابيين للمطالبة بالإفراج عنهم؛ بغية استغلال هذا الظرف الاستثنائي للظفر بعفو استثنائي لمتورطين بالإرهاب. طبعا، زوجة الإرهابي معذورة إذ تطالب بالإفراج عنه، فلا يوجد مجرم مهما كانت جريمته تتبرأ منه عائلته بالكامل؛ لأن العلاقة بين المجرم وعائلته ليست علاقة بين حق وباطل، ولا بين براءة وإدانة، وإنما هي محض علاقة عاطفية تتعالى على كل المعطيات. كل مجرم، حتى ولو قتل أو تسبب في قتل العشرات بل المئات، تتمنى عائلته أن يخرج إليها مُعززا ومكرما، ولا تهمها الضحايا بأي حال من الأحوال. إذا كان هذا هو السلوك الطبيعي لمن تربطهم بالإرهابيين علائق أسرية / عاطفية، فما هو العذر لمن يدعي أن لا علاقة فكرية أو تنظيمية تربطه بالإرهاب؟ لماذا يضع هذا الداعية الغفوي كل ثقله، وفي لحظة حاسمة، في سبيل الدفاع عن متورطين في أشنع جريمة يمكن أن يقترفها أي إنسان؟ ما علاقة هذه الانتفاضة بعلائق الماضي التي لم تنقطع، وبرفقاء الدرب الذين لا يزالون ينتظرون منه الوثبة التي تكفر عن سنوات من المهادنة الناضحة بكل صور التلون والمكر والخداع. ربما لم تكن قضية المعتقلين الإرهابيين إلا موضوعا للتعبير عن ما هو أعمق، في مسيرة الفعل السياسي لهذا الرمز الغفوي. من حقه أن يدافع، ولكن ليس بلسان الدين، ومن حقه أن يعلن اشتغاله السياسي، ولكن ليس باللعب على المشاعر الدينية؛ لتحقيق غاية سياسية لا علاقة لها بالحقوق، لا من قريب ولا من بعيد. الخداع اليوم يجري على المكشوف من هذا وأمثاله، فالدين يمتهن لأغراض سياسية خاصة. من يريد أن يتأكد من هذه الغاية السياسية لخطابه؛ فما عليه إلا أن يتابع ما طرأ عليه من تغيرات منذ اندلاع ما يسمى بالربيع العربي. لقد بات من الواضح أن التحولات التي أحدثتها موجة الاحتجاجات الغاضبة حرّكت في نفسه كثيرا من الآمال المكبوتة والطموحات المقبورة منذ ما قبل زمن الاعتقال. ما تصور أنه إلى عهد قريب، إلى ما قبل ربيع الإخوان أشبه بالمستحيل، أصبح بقوة إيحاء / إيهام اللحظة الراهنة قاب قوسين أو أدنى من قبضة اليد القاصرة، اليد التي لم تقبض بعد كل مُراودات الحلم السياسي منذ أكثر من عقدين ونصف إلا على الريح! إذن، التوقيت يكشف الأبعاد التي يستهدفها الغفوي العائد إلى الإرهاب في خطابه. التعاضد الروحي والتنظيمي أحيانا مع الانتفاضة الإخوانية؛ لتحقيق ريادة في الداخل، ريادة تصنع (مكانة مأمولة) في (مستقبل مأمول)، هو ما يفسر محاولة البحث عن مصداقية في أوساط المتطرفين بالدفاع صراحة عن المتورطين في الإرهاب. ولأن الدفاع عن الإرهابيين المتورطين في ممارسات إرهابية صريحة يعني الوقوف في موقف عدائي من الوطن بكل مكوناته؛ فقد سعى هذا الإرهابي المتلون في بداية بيانه إلى التأكيد على المعنى الوطني العام. إنه إحساس بنفاذ التهمة، وأنه لا بد أن ينفيها؛ لأنه أول من يعي أنها من حيث سياق خطابه تهمة متحققة، فأن تضع نفسك في صف المدافع بحماس متهور عن أولئك الذين يمتهنون القتل والتفجير، والمستحلين لدماء وأعراض وأموال أبناء هذا الوطن، يعني أنك ضد الوطن كيانا وشعبا، وأنك بالتأكيد على نفي هذه التهمة في مقدمة خطابك لا تزيد على أن تثبتها من حيث كونك تنفيها. إنه استغباء ممجوج، وخداع مكشوف. لكن، من الواضح أن الرجل يراهن على غباء الجماهير، بدليل أنه يستحضر قدسية المكان ( = بلاد الحرمين)؛ لتمرير إيحاء خفي بقدسية مطالبه / مفردات خطابه، أي لتمرير الإيحاء، ونقله من قدسية المكان إلى قدسية الخطاب، وصولا إلى قدسية الذات. وهذا خداع لا ينطلي إلا على أشد الناس جهلا وغباء، خاصة وأن المرافعة التي تُكوّن العمود الفقري للخطاب كانت كما تدعي صراحة مرافعة عن الإنسان لا عن المكان. وعندما يكون الحديث عن الإنسان، فلا علاقة للمكان بذلك، المكان لا يضيف أية قيمة للإنسان، فقيمة الإنسان من حيث هو إنسان هي ذاتها لا تتغير، سواء كان يستوطن ما بين الحطيم وزمزم (لو أمكن)، أو يستوطن الأدغال في غابات الأمازون. ولكي تتضح لنا أكثر فأكثر تلك الأبعاد السياسية الحقيقة لخطاب يتمسح بالديني توسلا؛ لا بد أن نلمح النفس التهديدي الواضح في عبارات من نوع: إما أن... وإما أن، فالتهديد بالفوضى وبالغضب... إلخ هو الرسالة السياسية التي يراد لها أن تصل بعد كل هذا اللف والدوران. أما إذا أضفنا إلى ذلك تلمس الأعذار بكل السبل والوسائل للمطالبين بالإفراج عن الإرهابيين، فإننا ندرك أن الخطاب محاولة استباق سياسي، ينظر إلى ما وراء اللحظة الراهنة تأميلا وتعويلا؛ مع توسله الصريح بالديني، بل وتبجّحه حد الصفاقة بادعاء الورع والزهادة والتجرد للصالح العام. إن من الواضح أن هذا الغفوي لا يعيش أزمة مع مجتمعه فحسب، وإنما مع ذاته أيضا، إن فهمه لذاته متدن إلى درجة كبيرة، بحيث يتخيل أن أزماته الخاصة، أو الأزمات التي يتعاينها في فضاءاته الخاصة، هي أزمات عامة. فالاحتقان الذي يحس به هو وتياره، يدعي أنه احتقان عام، ويؤكد ذلك بقوله: إنه نتيجة استقراء عام، من بيئات متعددة ومتباينة. ولا شك أنها بيئات مرتبطة بمحيطه الخاص، وبمن يشاركه الهم الإرهابي من قريب أو بعيد. فتعميم الخاص هو جزء من أزمة العلاقة مع الذات عند هذا الإرهابي وأمثاله، ممن لا يزالون يتوهمون أن همومهم هي هموم معظم الناس. أخيرا، لا بد من التأكيد على أن نكون واعين بمثل هذا الخطاب المخادع المُبطّن بالإرهاب؛ مهما لبس مسوح الوسطية والاعتدال. ولا بد أن نكون حاسمين في موقفنا معه، ويجب ألا نعطيه أكبر من حجمه؛ مهما هدد وتوعد. لا بد أن نقول له صراحة ما يجب أن يسمعه، وأن نؤكد له أن دعاوى الغضب والاحتقان في سياق الإشكال الإرهابي خاصة لا تخص غير، ولا تتجاوز دوائره المغلقة على بقايا طامحين وموتورين، لا بد أن يعوا أن كل غضبهم واحتقانهم لن يقدم ولن يؤخر، لا في قليل ولا في كثير، إذ ليست موجة غضبهم مهما عظمت في نظرهم أكثر من مناكفة خاسرة، لن تنتطح فيها عنزان؛ كما يُقال.