أكد عضو مجلس النواب اليمني السابق الدكتور علي الصبيحي في تصريح ل"الرياض" أنهم على دراية جيدة بحجم المعاناة التي يعانيها طاقم السفارة السعودية في أكثر من بلد فيما يقدمونه من خدمات للحجاج ومن أراد العمرة والدراسة وفي اليمن بالذات هناك خصوصية لا توجد في أي بلد أخرى مع تزايد المعاملات المرهقة للعاملين في السفارة السعودية في صنعاء والقنصلية بعدن ، مقدرين جهود فريق العمل الدبلوماسي السعودي التي يقدمها في خدمة اليمنيين وفي تسهيله لإجراءات سفر اليمنيين للاراضي السعودية سواء كان للدراسة او العمل أو الزيارة بحكم الترابط الاجتماعي بين الشعبين. وأكد بأن عبدالله الخالدي المختطف مشهود له بتميزه من أجل خدمة الناس معتقدا أن اختياره كان مقصودا في اطار توجيه رسائل بين أطراف معينة داخل اليمن ، منوها بالجهد الذي يقوم به طاقم السفارة في خدمة اليمنيين لحل كثير من مشاكلهم . شخصيات يمنية تندد بعملية الاختطاف وتؤكد أنها محاولة فاشلة لخلق تشققات في العلاقات السعودية - اليمنية وأفاد بأن حجم الاستياء الحاصل في الشارع اليمني لا يمكن وصفه من عملية الاختيار واختطاف لشخص يعمل ليل نهار لخدمة الشعب اليمني . الى ذلك نددت شخصيات يمنية بارزة بعملية الاختطاف التي تعرض لها الدبلوماسي السعودي في عدن مؤخرا على أيدي تنظيم القاعدة ، مؤكدين بأنها محاولة فاشلة من الجماعات الإرهابية لخلق تشققات في العلاقة بين السعودية واليمن ، معتبرين بلدهم المتضرر من الجماعات المتطرفة التي اتخذت من مدينة أبين مقرها والذي نتج عنه انقسام الجنوب اليمني إلى جنوب غربي وآخر شرقي. رئيس الجالية اليمنية بعسير ناصر العزيزي ذكر ل"الرياض" أنه يدين ويستنكر بشدة ما حدث لنائب القنصل الخالدي في عدن وأن عاداتنا وتقاليدنا كعرب لا تسمح بهذا ولا تقبل به منددا في الوقت نفسه بالإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه . وناشد الحكومة اليمنية والمسئولين وكافة القبائل بالجمهورية بالتعاون والبحث عن المختطف وتقديم الخاطفين للعدالة لينالوا جزاءهم في وقت تحظى الجالية اليمنية بعسير باهتمام ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد امير منطقة عسير الذي يقدم لهم ما يحتاجون له من الناحية التعليمية والصحية والعملية وأكد بأن بلاده تعاني من ضرر تواجد التنظيم في جنوبها منذ وقت سابق فيما تتجدد الأضرار مع كل حادثة يقدم عليها التنظيم ويتبناها ولعل آخرها تعرض الدبلوماسي الخالدي للخطف منوها بأن الجماعات الإرهابية استفادت من الانقسامات الطائفية في اليمن متمثلة في الحوثيين وغيرها، وطالب العزيزي دول الخليج بالوقوف إلى جانب الجمهورية اليمنية لكي تنتهي من محنتها من ناحية الإرهابيين . رئيس منتدى التنمية السياحية بصنعاء علي سيف حسن وصف ما تعرض له الدبلوماسي السعودي في اليمن بالمخجل والمؤسف في أن يتم التصرف مع أشقاء قدموا لليمن أقصى من أن يقدمه أخ لأخيه خاصة في موقف الحاسم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الأزمة اليمنية . وذكر بأن القاعدة ومن يقف خلف عملية الاختطاف يحاولون ضرب العلاقة اليمنية السعودية والتشويش عليها ومحاولة اختراق اللحظة الحاسمة لذلك ، وزاد بأن التنظيم القاعدة في الجزيرة العربية يستغل العلاقات بين البلدين ويعمل عليها لذلك على الحكومة والمجتمع اليمني أن يتصرفوا بمستوى عال من المسئولية وإفشال هذه المحاولة القبيحة . وأفاد السيف أن شعب الجنوب أكثر تضررا من شمال البلاد حيث تمركز القاعدة في محافظة أبين مما تسبب في انقسام الجنوب اليمني الى قسمين جنوب غربي وشرقي وشل حركة التنقل بين الغرب متمثلة في عدن والشرق المتمثل في حضرموت التي لا تتم الان في الوقت الراهن الا عبر الجو بسبب ذلك التواجد المشبوه . وشدد على أن غالبية الناشطين في هذا العمل القبيح في أبين هم نشطاء من خارج الجنوب ، وزاد بأن القاعدة في أبين مشبوهة وليست أعمال تحمل جانبا عقائديا أو فكريا بل أعمال قبيحة مثل اختطاف الدبلوماسي السعودي العربي المسلم . واعتبر أن رفض ومقاومة المجتمع المحلي لتواجد هذا التنظيم من أهم وابرز العوامل لمواجهة القاعدة معزيا ذلك بحالة الانشقاق الراهنة بين المؤسسات العسكرية وعدم وجود قيادة مركزية واختفاء تسلسل قيادي واضح للجيش اليمني والتي يعيشها المجتمع اليمني . وأوضح أنه من يقوم الآن بمواجهة القاعدة في بلاده هم المواطنون أنفسهم واللجان الشعبية لذلك يجب دعمها وتعزيزها دعما سياسيا ومعنويا لمقاومة هذا الشر ، في ظل أن الأهداف التي يحاول تنظيم القاعدة في اليمن أن يحققها تحويل اليمن الى نقطة انطلاق دولة القاعدة عوضا عن أفغانستان باعتبار أن جزيرة العرب الهدف الأساسي لدولتهم بحسب معتقداتهم . وأشار السيف الى أن بلاده تبذل جهدا للقضاء على الجماعات الإرهابية الا أن وضع الجيش اليمني ممزق ولا يوجد تسلسل قيادي للجيش لذلك اعتبرها تظل فرصة امام القاعدة ان تتصرف بحريتها مادام الجيش بهذه الحالة والمشهد السياسي في صنعاء بهذا الانقسام .