أجمع مسؤولون يمنيون وشيوخ قبائل ومختصون في شؤون القاعدة على إدانتهم الكبيرة لعملية اختطاف القنصل السعودي في اليمن عبدالله الخالدي من قبل تنظيم القاعدة ومحاولة التنظيم الارهابي ابتزاز الحكومة السعودية عبر هذه الجريمة. وقال محمد ناصر العامري محافظ محافظة البيضاء حيث تتحرك عناصر تنظيم القاعدة في حديث ل "الرياض" إن اليمن تدين بشدة هذه العملية ومحاولة القاعدة ابتزاز المملكة. وأضاف هذا التنظيم خطر على الامة والمجتمع الدولي برمته ويجب تكاتف الجهود لمحاربته حتى لا يمتد ويتوسع، وموقفنا واضح وهو اننا ندين بشدة اختطاف القنصل السعودي ونرفض ابتزاز المملكة من قبل هذا التنظيم الارهابي. وزاد :" نحن نؤيد موقف المملكة في عدم الرضوخ لابتزاز الإرهابيين، ولا يجب الحوار أو النقاش معهم". وأكد العامري أن هذا الحادث لا يمكن ان يؤثر في علاقة البلدين والشعبين الشقيقين اللذين تربطهما أواصر الاخوة والجوار. من جهته، أكد الشيخ حسين عبدالله الأحمر رئيس مجلس التضامن الوطني واحد شيوخ قبيلة حاشد اليمنية أن عملية اختطاف الخالدي تتنافى مع الشريعة الاسلامية والعادات والتقاليد العربية والإسلامية. وقال ل"الرياض" "هذا عمل غير مقبول ومرفوض تماما، ونحن ندين ولا نقبل ابتزاز المملكة ولا يمكن ان نقبل بذلك. وعلى الجميع ان يرفض هذه الممارسات وأن يتصدوا لها". وأضاف:" إننا ندعو ابناء المناطق التي يتواجد فيها المختطف ان لا يسمحوا لهذه الجماعات الارهابية التحرك في اراضيها وابتزاز السعودية لأن في هذا إساءة لليمن واليمنيين". وأكد الأحمر وجود ارتباط وثيق بين عناصر القاعدة الذين يطلقون على أنفسهم "أنصار الشريعة" وبين نظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وأوضح الأحمر أن النظام السابق هو من يمد القاعدة بالمال والسلاح . وقال: "من أين للقاعدة كل هذا السلاح بما فيها الدبابات والصواريخ والمدافع ان لم يمكن نظام المخلوع علي صالح هو من زودها به". ودعا الأحمر والذي كان احد القيادات البارزة في حزب صالح وانشق عنه العام الماضي بعد اندلاع ثورة الشباب دعا الى دعم ومساندة ابناء محافظة ابين لمواجهة تنظيم القاعدة ومن ثم نقل التجربة الى المناطق التي تتواجد فيها هذه العناصر. ودعا الأحمر إلى توطيد العلاقة اليمنية السعودية والتعاون الجدي بين البلدين لمكافحة القاعدة ودعم أبناء المناطق وتحميلهم المسؤولية الكاملة في الدفاع عن مدنهم وقراهم ومنع القاعدة من دخولها. من جهته، أكد سعيد عبيد الجمحي الخبير في شؤون تنظيم القاعدة أن اختطاف الدبلوماسي السعودي مؤشر على هزيمة فكرية وعسكرية لتنظيم القاعدة في اليمن بعد فشلهم في الهجوم على مدينة لودر بمحافظة ابين والسيطرة عليها. وقال في حديث مع "الرياض" :" عناصر القاعدة الذين اصبحوا يسيطرون على بعض المناطق في أبين وشبوة أصيبوا بهزيمة كبيرة امام المقاومة الشعبية في لودر حيث المقاومة الشعبية صمدت وقاومت بشراسة. هذا مؤشر على هزيمة القاعدة على الارض حيث لا تمتلك قاعدة شعبية كما تزعم ، وكانت لهذا بحاجة الى تعويض خسارتها بالقيام باختطاف القنصل السعودي الاعزل وهو مؤشر آخر على افلاس وفشل فكري للقاعدة التي بدأت تختطف المدنيين وتهدد بقتلهم وتمارس بهم نوعا من الابتزاز على الحكومة السعودية". ويتفق موقف المملكة الرافض للابتزاز مع موقف الرئيس عبده ربه منصور هادي الذي أعلن رفضه أي حوار مع تنظيم القاعدة الذي يسيطر على مدينة زنجبار عاصمة أبين ومدينة جعار منذ العام الماضي وسط اتهامات لنظام الرئيس السابق بالتواطؤ وتسهيل سيطرة القاعدة على هذه المناطق بعد انسحاب الجيش تاركا خلفه عتادا عسكريا كبيرا مكن القاعدة من القيام بعمليات في اكثر من منطقة ومحافظة. إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أنها شددت إجراءاتها الأمنية لحماية مقر سفارة المملكة في صنعاء وملحقاتها ومكاتبها، والمجمع السكني لموظفيها، إضافة إلى مقر القنصلية في عدن وسكن القنصل. وذكر موقع وزارة الداخلية مساء أمس الخميس إن قيادة الوزارة وجهت الجهات الأمنية المكلفة بحماية السفارة السعودية "التحلي باليقظة الأمنية التامة والبقاء في حالة جاهزية كاملة لمنع أي خرق أمني". وأضاف الموقع أن تشديد إجراءات الحماية للسفارة السعودية وملحقاتها جاءت بناء على طلب من السفارة.