للزمن وقع الفعل في وعينا، إليه تنسب الأحداث الكبيرة، التي ساهمت في تغيير وجه المنطقة والعالم، ووضعت سياقات جديدة للاحداث، وانتقلت بإنساننا من واقع الى آخر. وفي الزمن السعودي، فواتح، وبدايات، وانطلاقات، ونقلات، لا تعد ولا تحصى، لمستقبل مختلف. اليوم الوطني، الذي يحتفل ويفتخر به العرب والمسلمون، وكل الخيرين في هذا العالم، مع الاشقاء في السعودية، علامة فارقة في التاريخ، تستحق بجدارة وصف ام الفواتح، والبدايات. ففي مطلع ثلاثينيات قرن مضى، كانت المنطقة والعالم، على موعد مع اكتمال ثلاثة عقود، من العمل الدؤوب، والجهود الطيبة، لتوحيد اقاليم الجزيرة العربية. بجهود الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-، ظهرت الملامح الاولى لواقع عربي واسلامي جديد، بصمة تكرس الهوية، ولبنة تفاعل مع الحضارات. وكما تجلت حكمة الملك المؤسس، في تغيير مجرى تاريخ المنطقة، والتأثير في مسارات الاحداث الكونية، كانت للملوك الذين تعاقبوا على حمل الراية من بعده، بصماتهم، وفعلهم الخير. ركيزتان اساسيتان، استندت اليهما المقدمة المباركة، التي ارسى دعائمها الملك المؤسس، ولم تغيبا عن حملة الامانة من بعده، هما الفهم العميق للرسالة التي جاء بها سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، وتحديث الدولة التي واكبت روح العصر، وحافظت على عمق حضاري، دون ان تفقد اصالتها. بقيت المملكة منذ البدايات، صاحبة رسالة سامية، في الدفاع عن قضايا العرب والمسلمين، وقبلتهم التي لا غنى عنها، عند اشتداد الصعاب، ففي اطهر بقعة على ظهر البسيطة، يلتقي الدين والدنيا، عونا وغوثا لكل طالب عون. بدءا بقضية فلسطين، مروراً بأحدأث، وحروب وكوارث، لا تعد ولا تحصى، شهدهما العالم العربي والاسلامي، كان للسياسة السعودية، حضورها الفاعل والمؤثر في رد الظلم ونصرة الحق. لم ولن ينسى شعب الكويت الفصل الذي اضافه الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- والقيادة السعودية لمسيرة الخير التي لن تتوقف بإذن الله وهم يفتحون ابواب المملكة امام الكويتيين ويؤكدون موقفهم الرافض للاحتلال الصدامي الغاشم. كما هي العادة وضعت المملكة ثقلها وامكانياتها لنصرة الحق الكويتي وتحرير الكويت فاستحقت وفاء الكويتيين ودعاءهم. وفي اليوم الوطني السعودي، التاريخ الذي صار فاتحة للزمن الجديد، لا يسعنا الا ان نفتخر ونعتز ونتباهى، اللهم احفظ السعودية ومليكها وشعبها الأبي من كل مكروه ويديمها ذخرا للعرب والمسلمين جميعاً. * سفير دولة الكويت لدى المملكة الأردنية الهاشمية