** سأظل أكتب.. وأكتب.. وأكتب.. عن كل إنجاز جديد يحققه شبابنا في هذا العالم.. وفي عصر المعرفة المتميز.. ** وسوف لن أتوقف عن القول إن نظام التعليم العقيم لدينا لم يحل دون أن يظهر بعض أبنائنا وبناتنا بهذه الصورة المشرفة لنا.. والمعززة لثقتنا في إحساس شبابنا بالمسؤولية.. ** كما أنني سوف لن أكف عن المطالبة بمزيد من الاهتمام بأجيالنا الجديدة.. وبالتخطيط لمستقبلها حتى قبل أن يعود الآلاف منهم إلى أرض الوطن بعد استكمال دراساتهم العليا في الخارج.. لأن الكثير منهم يعانون من الاهمال.. ومن عدم الرعاية الكافية لشؤونهم أو المتابعة لهذه النماذج المشرفة منهم.. ودعم وتشجيع الآلاف من الكفاءات والقدرات المتميزة والتي تصارع لكي تصل إلى ما تريد.. ولا تحتاج إلا إلى بعض المؤازرة والدعم والتشجيع من قبل الوزارات التي ابتعثتهم ونسيتهم في بلد الغربة.. ** فما حصل عليه المبتعث السعودي «حسين هادي اليامي» من براءة اختراع في استخدام الاشعة فوق الصوتية في تكسير المواد الهايدروكربونية الثقيلة، سيسهم هذا الاختراع المهم في رفع كفاءة تكرير مخرجات النفط وإعادة تصنيع عدة مواد منه كالمواد البلاستيكية والورقية.. بالاضافة إلى استخداماته الأخرى في تقنيات تنقية مياه الشرب، والتقليل من اخطار التلوث بصورة كبيرة. ** وهذا المبتعث المتفوق لم يصل إلى ابتكاره الجديد هذا بالصدفة.. وإنما وصل إليه نتيجة دأب.. وتميز عرف به منذ دراساته الأولى.. وحصوله على درجة الماجستير في نفس التخصص.. واختيار أطروحته العلمية لهذه الدرجة كأفضل رسالة في مجال الهندسة والعلوم التطبيقية في كل من أمريكا وكندا.. ** وأنا وإن كنت أنوه اليوم بإنجاز هذا الطالب المتميز فإنني أذكِّر - كما قلت في السابق - بأن هناك مئات بل آلاف المبدعين والمبدعات.. لكن أحداً لا يدري عنهم.. ولا يعرهم الاهتمام الكافي الذي يستحقون.. وأقول الاهتمام الكافي.. لأن البحث والتنقيب والمتابعة لأصحاب المواهب تتطلب فكراً جديداً ومختلفاً يضاف إلى الجهود التقليدية التي تبذلها الملحقيات الثقافية في الخارج.. ** هذا الفكر.. وذلك الاهتمام يفرضان ايجاد فريق عمل متخصص داخل كل سفارة سعودية أو ملحقية ثقافية للمتابعة والكشف عن المبدعين والمتميزين من خلال التواصل مباشرة مع الجامعات.. والزيارات الميدانية للكليات والمعاهد والجامعات المتخصصة وبحث كل حالة.. ومساندتها.. وإمدادها بالمال.. وبالرعاية والاهتمام.. وبالتبني والمتابعة المتواصلة.. ** صحيح ان ايجاد فريق متخصص لهذا الغرض يشكل كلفة اضافية عالية.. لكن الأكثر صحة هو ان الانفاق على هذه العقول المتميزة سوف يؤدي إلى مضاعفة العوائد المتحققة من وراء تطوير قدرات المبدعين لزيادة ورفع مستوى الكفاءة لديهم.. وتمكينهم من المساهمة باختراعاتهم في صنع التقدم الحقيقي لبلدنا.. قبل أن يستقطبهم الغير.. ويستفيد من خبرتهم العلمية ومواهبهم الفريدة.. ** فأنا أعرف المئات من المبدعين والمبتكرين الذين وجدوا في الدول التي درسوا فيها مناخات وبيئات عمل تغريهم بالبقاء فيها.. والعيش بين معاملها ومختبراتها العلمية والتزود من معين المعرفة والحرية اللتين تؤديان إلى المزيد من الابداع وتعود نتائجه على الغير بالخير فيما نحن بأشد الحاجة إليهم. ** أرجوكم.. *** ضمير مستتر: ** (لا خير في وطنٍ.. لا يحتفي بمبدعيه.. ولا في مجتمعٍ لا يوفر الأمان والتفوق لأبنائه.. بل يحبطهم).