التملق أوالتزلف أسلوب قديم ووضيع يلجأ إليه كل صاحب مصلحة في سبيل الحصول عليها بأسهل وأقرب الطُرق، لكن هذا الأسلوب أصبح مع كثرة المُتملقين أسلوباً مفضوحاً لا يؤدي إلى نتيجة مُرضية إلا في أحيان قليلة وفي نطاق ضيق جداً، لذلك فقد طوّر بعض الشعراء والإعلاميين الشعبيين أسلوب التملق بتحويله من مجرد كيل مجاني للمدائح والإطراء الرخيص إلى نقد وشتم وهجاء للطرف المُراد خطب وده والتقرّب منه. فإذا كان هناك –على سبيل المثال- من استطاع الوصول إلى شاطئ الراحة وبرنامج شاعر المليون بأسلوب التملق المكشوف بمدح البرنامج وهجاء كل من يتعرض له أو لأحد أطرافه، كما فعل أحد الشعراء المعروفين حين عرَّض نفسه لألسنة الشعراء مُتبرعاً بالدفاع عن أحد أعضاء لجنة التحكيم حتى وجد موطىء قدم في البرنامج ، فنجد في مقابل ذلك من فضّل استخدام أسلوب الاحتكاك بأعضاء اللجنة عن طريق مُهاجمتهم ونقدهم المتواصل، وقد جرّب هذه الطريقة شاعر سعى بعد هجومه ونقده القاسي لأعضاء اللجنة والتقليل من شأنهم إلى مُقابلتهم بذرائع عديدة ولكن مُقابلتهم له كانت فاترة على عكس ما كان يتوقع مما دفعه لمواصلة هجومه عليهم، والغريب أن هذا الإعلامي يذكر بأنه لم يتلقَ أي عرض للمشاركة في لجنة المليون ويُبدي تردده في الإجابة حين يتم سؤاله عن إمكانية قبوله لمثل هذا العرض، مما يؤكد على أن نقده لا يُقصد من ورائه الإصلاح واسترداد الحقوق كما يُصرح بقدر ما يُقصد منه التقرّب إلى لجنة المليون بأسلوب تملق مُبتكر! شاعر آخر من الشعراء المعروفين ينتقد من خلال حواراته أعضاء لجنة المليون ويقول إن سبب نقده لهم هو "ضعف المقدرة النقدية، فأدواتهم النقدية متواضعة إلى حد كبير، فهم ليسوا متخصصين، ولكنهم مجتهدون ومؤدبون وتصرفاتهم رائعة"، وحين يُطلب من هذا الشاعر -الذي لا يمتلك الاختصاص النقدي ولا أدوات النقد- ترشيح أسماء بديلة للأعضاء السابقين يُرشح نفسه قائلاً: "أول شخص سوف أضعه في اللجنة هو (أنا) بكل تأكيد"!. ومن المؤسف القول بأن أضواء برنامج شاعر المليون المتوهجة والإغراءات المادية التي يمنحها قد ساهمت بشكل واضح في كشف الكثير من الإعلاميين والشعراء المُتملقين بكافة أساليب التملق، لاسيما أن بينهم أشخاصاً هم في غنى عن مُغازلة المليون وفي غنى عن جميع مُغرياته.