استغرب ما يدور في الساحة الرياضية السعودية وسؤال البعض عن سبب هذا التعصب والشحن والاحتقان الذي بلغ ذروته هذا الموسم مع أن موسمنا ما يكاد يبدأ إلا ويعود للتوقف بسبب مشاركات المنتخب السعودي في الخليج وبعدها في كأس آسيا وأن البعض يعتقد أنها بسبب بعض المدربين أو اللاعبين أو الإعلاميين أو بعض القنوات الإعلامية أو مواقع الإنترنت. ألم يتصور البعض أو يعتقد أن سبب كل هذا الأمر هم رؤساء أنديتنا الذين يفترض أن يكونوا هم القدوة التي يحتذي بها وأن يكونوا على قدر المسئولية في تصريحاتهم وردهم على أسئلة المراسلين والصحفيين ومنسوبي الإعلام قبل وأثناء وبعد كل مباراة يحضرونها أو من خلال اتصالاتهم بالبرامج الرياضية المختلفة؟. كل هذه التصريحات التي يدلون بها تسبب رده فعل مضادة من قبل هذا الرئيس أو ذلك وتفهم بشكل أو بآخر من قبل عضو الشرف هذا أو ذاك وبعدها يصبح هناك تراشق إعلامي يستمر عبر وسائل الإعلام المختلفة، وكل هذا يحدث أما أنظار الجمهور والمشاهدين والمتابعين للشأن الرياضي. ومن هم الجمهور ؟ إنهم شبابنا سواء من كان منهم صغيراً أو كبيراً، فتخيل عزيزي القارئ أنني شاهدت ولداً صغيراً لا يتجاوز السابعة من العمر يصر على أن تصريح رئيس ناديه هو عين العقل والمنطق وأن ناديه مستهدف وأن هناك مؤامرة تحاك ضدهم، تخيل هذا الأمر أين وصل الصغار السن، ما الذي سيحدث هل تتوقع أن يخرج هذا الطفل سليماً معافى قادرا على التمييز بين هذه التصريحات وقادرا على أن يعلم أن كل ما يحدث إنما هو للاستهلاك الإعلامي ومحاولة جذب الانتباه ومنح هذا الفريق أو ذلك أفضليه وأنهم لن يألو جهداً في الدفاع عن فريقهم سواء كان ظالماً أو مظلوماً والضغط على اللجان من أجل التساهل فيما يخص ناديهم وعدم معاقبة أي من لاعبيهم . في النهاية نتمنى أن نبتعد عن مثل هذه الأمور وأن تبقى رياضتنا خالية من كل ما يشوهها من تصريحات لامسؤولة.