سبورت - حاوره الزميل بدر الفهد : لم يبلغ عمره الإعلامي عامه الخامس بعد,إلا أنه قد شكل خلال هذه المدة البسيطة صورةً جديدةً للإعلام الحديث ساعدته على ذلك مفردته التي منحها الله له وثقافته الواسعة وأسلوبه الساحر وجعلته يتفوق على الكثير ممن دخل باب الإعلام عبر العلاقات الكبيرة.. باختصار كاتب عصري ينثر على ورق الصحافة همومها يكتب ويتنقد يحلل ويفند يكتشف الداء ويصف الدواء. (سبورت السعودية) حاورت الأستاذ سالم الشهري الكاتب بصحيفتي (الرياضي) و(النادي) فإلى تفاصيل الحوار : في البداية أهلاً وسهلاً بك عبر سبورت السعودية - أعتقد أنني أنا من أرحب بكم وبالقراء الأعزاء لأنني أعتبر (سبورت السعودية) بيتي (الإلكتروني) والإنسان لا يرحب به في بيته. عرف نفسك بطريقتك الخاصة لقراء سبورت ؟ - هذا أسهل سؤال قد يطرحه السائل لكنه أصعب سؤال يمكن أن يتوقف عنده المجيب. لا أجد شيئاً ذا بال يمكن أن أعرف به نفسي سوى أنني ابن هذه الأرض التي سأعود إليها يوماً ما.. وكل ما أرجوه خلال رحلتي الذهاب والعودة هاتين هو الستر فوقها وتحتها وعندما أقوم منها للحساب بين يدي الخالق عز وجل. كيف تتحدث عن تجربتك الإعلامية وعالم الصحافة وكيف كانت البداية الصحفية لك ؟ - ما زال الوقت مبكراً على هكذا حديث.. فحوالي الخمس سنوات في بلاط صاحبة الجلالة لا يعطيني الحق بحديثٍ كهذا.. لكنني لا أنسى فضل الله أولاً ثم وقفة أستاذين عزيزين كان لدعمهما الأثر الأكبر في التحاقي بهذا المجال وهما الأستاذ الكبير (محمد البكيري) نائب رئيس تحرير صحيفة الرياضي والكاتب القدير (عبدالرحمن الناصر) أحد أفضل وأرقى الكتاب الرياضيين لدينا لكنه مع الأسف الشديد لم يأخذ حقه من التقدير والإنصاف في الوقت الذي نرى فيه (أنصاف) الإعلاميين (يترززون) في البرامج و(يتسدحون) في القنوات لدرجة أنك تشك أن بعضهم (ساكن) هناك..!! لك حضور دائم _ يومي_ في الصحف الزميلة وخصوصا ً ( الرياضي ) وأحيانا ً ( النادي ) ألا ترى بأنه إرهاق لك خصوصاً الفكرة والوقت وكذلك تشبع القارئ من الطرح اليومي ؟ - لا شك بأن تسع مقالات في الأسبوع تشكل ضغطاً وإرهاقاً على أي كاتب وفيها استنزاف كبير وخصوصاً في وقت (السبات الرياضي) الذي يصادف موسم الصيف.. أما عندما تدور عجلة الموسم فالمواضيع كثيرة ولا يكون هناك أي مشكلة بالنسبة لي ولله الحمد بل قد تستغرب عندما تعلم بأن اليوم الذي لا أكتب فيه مقالاً لظرفٍ من الظروف أحس فيه (كأن شي ناقصني..!!).. إنها مسألة تعود لا أكثر.. أما بخصوص الوقت فهو المشكلة الأساسية التي قد يعانيها الكاتب اليومي حيث أن كثيراً من التزاماته الأسرية والاجتماعية تكون على قائمة الانتظار حتى الانتهاء من كتابة المقال. بقيت نقطة (تشبع القراء) وهذا أمر لا أستطيع الإجابة عنه بل هو سؤال يوجه للقراء الأعزاء أنفسهم. تكتب عن الاتحاد وتدافع عنه بالحجة كونه فريقك المفضل ولكن نرى في بعض كتاباتك المطروحة أنها تميل للنصر هل هو بسبب جماهيرية النصر وتريد أن تحجز مكانة في قلوبها ؟ - هل تعلم يا أخ بدر أن هناك من الاتحاديين من يتهمني بالعكس..؟! حيث يقولون بأنني نصراوي ولكنني أكتب عن الاتحاد من أجل جماهيرية الاتحاد.. وأعتقد طالما أن الرأيين مطروحان فذلك يعطيني مؤشراً إيجابياً بأنني أقف ككاتب على مسافةٍ واحدة من الجميع وهو ما أتمناه وأرجوه وإن كنت لا أزعمه ولا أدعيه.. فذلك قرار القارئ.. عموماً يبدو أن الجينات (المونديا/عالمية) (زايدة) عندي (شوي) مع كامل احترامي (للمحليين) بالطبع. أحيانا تكتب عن الأهلي وكأنك أحد أنصاره هل هو إحساس منك بأن الأهلي لم يعد المنافس القوي للاتحاد كما كان وتريد منه بأن يعود ؟ - سؤالك هذا يؤكد إجابتي السابقة من أنني (أحاول) أن أقف على مسافة واحدة من الجميع بعيداً عن الميول.. أما التنافس بين الأهلي والاتحاد فهو باقٍ ما بقيت الرياضة.. فلا تراجع أحدهما و تفوق الآخر يمكن أن يلغي هذا التنافس أو يطفئ جذوته تماماً كما هو الحال بين النصر والهلال. كيف يرى سالم الشهري الوضع الحالي في البيت الاتحادي ؟ - ما زال يعاني من آثار (زلزال) ابتعاد (البلوي). ماذا تفسر التدني الذي كان عليه الاتحاد الموسم الماضي وفي هذا الموسم لا سيما أن قوة الاتحاد المعروفة لم تحضر الآن ؟ - يقولون في الأمثال الشعبية: (إذا كثرت الأيدي احترقت الطبخة)..! وقد قيل أيضاً: (على نياتكم ترزقون).. ارجع لجميع مشاكل الاتحاد الفنية والإدارية وستجدها تمت لأحد هذين القولين بصلة قرابة من الدرجة الأولى. كيف رأيت أجانب الاتحاد والجهاز التدريبي ؟ - على صعيد الأجانب: لم ينجح إلا الظهير البرتغالي (باولو جورج) أما البقية فيجب (شيلهم) واستبدالهم بلاعبين (يشيلون) الفريق. أما المدرب فهو اسم تدريبي معروف ولكنه لم ينجح حتى الآن مع الفريق.. هذا ما تقوله النتائج.. و المدرب ينبغي تقييمه على أساس عمله الحالي لا على اعتبار اسمه وإنجازاته السابقة. تتوالد المشاكل داخل البيت الاتحادي وتتصاعد خصوصا ً حين يكون محمد نور طرفا فيها هل لأنه نجم أو لوجود قوى تقف معه وضده وتشعل نار القضية مثل مشكلة غيابه في أول الموسم أم أن هنالك أسباباً أخرى تراها ؟ - (نور) لاعب (أسطوري) لا أعتقد أنه سيتكرر في تاريخ الاتحاد فقد رفع من البطولات وحقق من الإنجازات ما لم تحققه فرق ومنتخبات وليست مشكلة (نور) أن يزج الآخرون باسمه في كل قضية بل هي مشكلة من يزعجه (النور) ولا يستطيع العيش إلا في الظلام. عموماً.. شارف أبو نوران على الاعتزال واقترب النجم من الأفول وسيتحسر الاتحاديون على زمنٍ قادم لا (نور) فيه. ما رأيك فيمن يقول أن محمد نور هو الاتحاد مستدلا ً بحضور الاتحاد إذا وجد نور والعكس حين غيابه؟ - لكل زمان دولة ورجال والاتحاد كان قبل (نور) وسيبقى بعده ولكن الواقع يقول أن هذا (زمن نور) والتاريخ يشهد بأن هذا اللاعب (الأسطوري) صنع تاريخ الاتحاد الحديث وسيعاني الاتحاد كثيراً بعد اعتزاله كما عانت فرنسا برحيل (زيدان) وعانى النصر برحيل (ماجد).. ولكن بالرغم من كل ذلك إلا أن الاتحاد ليس لاعباً بعينه مهما كان اسمه بل هو أكبر من أن يختزل في أحد. هل تعتقد أن مشاكل أعضاء الشرف هي السبب الوحيد في هبوط (المستوى) أم أن هناك أسباباً أخرى ؟ - تعددت الأسباب والموت واحد..! الأسباب كثيرة منها ما هو فني ومنها ما هو إداري ومنها ما هو شرفي.. ولكن كلها ترجع لتلك المقولتين اللتين ذكرتهما في إجابةٍ سابقة. قابل الإعلام الاتحادي المركز الإعلامي بنادي الاتحاد بالقول بأن منصب مدير المركز الإعلامي لنادي الاتحاد أكبر من عدنان جستينية ما رأيك ؟! - بلا شك أن (جستينية) يرتدي ثوباً فضفاضاً لا يناسبه فيبدو للآخرين بصورة مضحكة لا تليق بمن يمثل الاتحاد في مكان مهمٍ كهذا. صدقني إنني لو كنت مسئولاً عن فريق (حواري) فإنني لا يمكن أن أضع (عدنان) كمتحدث رسمي عن الفريق لأنه (بيجيب العيد) فما بالك أن يحدث هذا في فريقٍ كبير وعريقٍ كالاتحاد. أنا لا أتحدث بكلام في الهواء بل بوقائع وشواهد.. الرجل خلال عامٍ واحد فقط تطاول على أعضاء شرف الاتحاد كما حدث مع (أحمد حسن فتيحي) في بيان (اللغوصة) و(الهلوسة)..!! وتطاول على الرئيس الاتحادي الماسي (منصور البلوي)..!! بل وصل به الأمر إلى التطاول على جمهور الاتحاد..!!! هذا عدا مصادمته للإعلام الاتحادي.. كل ما سبق يحدث من مدير المركز الإعلامي بنادي الاتحاد ضد اتحاديين..!! فما بالك ضد غيرهم..؟! كما في تطاوله على نادي النصر.. هذا بالإضافة إلى (أم القضايا) في اتهام ذوي الاحتياجات الخاصة له بأنه أساء معاملتهم وطردهم من النادي وتلفظ عليهم بكلام لا إنساني وهي القضية المنظورة حالياً لدى سمو الرئيس العام لرعاية الشباب. لك وللقراء الحكم. هل ترى أن المركز الاعلامي الاتحادي بقيادة جستنية يؤدي دوره المطلوب أم أنه لم يستخدم حسب المأمول؟ - للجواب على سؤالك يجب أن نعرف أولاً ما هو الدور المطلوب منه..؟! كل ما أخشاه أن من وضعه في هذا المكان يريده أن يظهر بهذه الصورة المثيرة للشفقة..!! إن كان الأمر كذلك فإنني أبصم له بالعشرة بأنه نجح وبتفوق في هذه المهمة التي لا يمكن أن يقوم بها أحد غيره.. وثق أنه سيوضع على الرف قريباً بمجرد انتهاء الحاجة منه. الصراعات الاتحادية الشرفية إلى ماذا تهدف على الرغم أنها أضرت بالكيان الاتحادي ولم تخدمه ؟ - المشكلة في هذه الصراعات أن من يديرها يعتقد أنه لا يمكن أن ينجح إلا على أنقاض نجاحات من سبقه.. فهدفهم (نسف) إنجازات (منصور البلوي) وتحقيق النجاح على أنقاضها..!! في نظرةٍ بليدة ينبغي تصحيحها بأن يعملوا لاستكمال الإنجازات السابقة لا نسفها.. يجب النظر للإنجازات بأنها كالبناء فكل رئيس يضيف عليه ما يستطيع ولا يهدم ما أسسه غيره. ولأننا في الصراعات دعني أسألك هل هي نتاج رئاسة منصور البلوي حيث لم يستطع أحد أن يقدم مثل ما قدم منصور في أثناء رئاسته ؟ - بالتأكيد.. ولكن هل تلك الصراعات والمؤامرات تحاك بأيدي اتحادية خالصة أم أنها تستعين بصديق أو مجموعة من الأصدقاء..؟! أرى بأنها عن طريق الاثنتين معاً. برأيك ما حصل لمنصور البلوي هل ترى أنه يمثل انتكاسة قوية للرياضة السعودية ؟ - وماذا حصل لمنصور..؟! حضر بطلاً وغادر كما يغادر الأبطال.. بطريقة أسطورية سيظل التاريخ يتحدث عنها.. ها أنت ما زلت تتحدث عنه في أسئلتك بالرغم من أن الحدث قد مضى عليه مدة ليست بالقصيرة ابتعاد أو إبعاد منصور البلوي عن رئاسة الاتحاد هل لأنه أخذ كالون أو لسبب أخر ؟ - ابتعد منصور لأنه (منصور).. ووجود المنصورين في أي زمان ومكان يشعر البعض بالهزيمة. ما رأيك فيمن يقول أن تواجد منصور برئاسة نادي الاتحاد وقتها كان تقزيما ً لنادي الهلال كون الناديان هما الأبرز في تلك الفترة ؟ - لن تكون عملاقاً برحيل العمالقة.. بل بأن تصنع مثل ما صنعوا و(تتعملق) مثلهم. وهل ترى أن منصور بات مظلوما ً بإبعاده حتى لو أخطأ ؟ يقول إخواننا في مصر في أمثالهم الجميلة: (يا بخت من بات مظلوم ولا يبات ظالم) كناقد رياضي ما الفرق بين رئاسة منصور البلوي ورئاسة من جاء بعده ؟ - أتعب منصور من جاء بعده.. وكفى يقال أن بعض إدارات الاتحاد بعد فترة منصور تعتبر إدارات تحت بند ( الوصاية ) ؟. ( علوان + المرزوقي + أبو عمارة ) هل ترى أنه اتهام أم هو حقيقة ؟ - وصاية من بالتحديد..؟! فقد تكاثر الأوصياء على الاتحاد وكلهم يزعمون وصلاً بهذا الثمانيني الوقور.. وكثرتهم لا تهم ولكن نواياهم هي ما تقلق. كما أن الوصاية الداخلية ليست مشكلة ولكن المشكلة هي في الوصاية الخارجية التي أخشى ما أخشى على الاتحاد منها. دعني انتقل لمحور آخر : - يا ليت والله لأن الموضوع السابق وخصوصاً سيرة (منصور) تزعل ناس (وااااجد) وترفع (ضغطهم) بعد. كيف رأيت بطولة الخليج ؟ - كما رأيتموها.. بلا مستوى فني حقيقي.. تخيل: بطولة أفضل ما فيها جمهورها. ما تقييمك لبطولة الخليج من ناحية الإثارة تراها الآن أم في السابق ؟ - كانت في السابق داخل الملعب أما الآن فخارجه واسأل برنامج (المجلس) وبرنامج (باب اليمن) فعندهما الخبر اليقين. من أكثر من لفت نظرك فيها ؟ - بكل تأكيد جمهور اليمن شرف البطولة استضافته اليمن هل نجحت في ذلك ؟ - لم تنجح فحسب بل تفوقت بطولة الخليج كثر من يطالب بإلغائها وهناك من يقف أمام هذه المطالب أين أنت من الصفين ؟ - (الشيوخ أبخص) من مدة طويلة والمسؤولين عن المنتخب يؤكدون على تواجد أسماء شابة ستخدم الوطن ولكننا نصدم أن هذه الأسماء ما بين كبيرة في السن ومكررة أو أناس ليسوا بقدر المستوى متى نرى في المنتخب ثبات على تشكيلة واحدة واستقرار فني نقدم على أثره النتائج الإيجابية للوطن ؟ باختصار: عندما يكون المنتخب للأفضل والأجهز والأكفأ.. بغض النظر عن اسمه أو عمره أو النادي الذي يلعب له. ما هي سلبيات المنتخب السعودي المشارك في بطولة الخليج وإيجابياته ؟ هذا السؤال يحتاج لمقال للإجابة عليه.. (نشوف السؤال اللي بعده لو سمحت) محور الإعلام ............ نرى في مقالاتك كثيرا ً من التصريح أو الإسقاطات على إعلام أحد الأندية وأكون صادقا ً معك نادي الهلال لماذا سالم الشهري يكتب بمثل هذا التوجه ؟ لأنهم يقلبون الحقائق ويزيفونها هذا أولاً.. أما ثانياً فلأنهم يصرون إصراراً عجيباً أن (يكرهوا) الجمهور في الهلال.. والهلال جميل ورائع وكبير وهم من يشوه ذلك الجمال ويفسد تلك الروعة ولن يستطيعوا مهما فعلوا أن يقزموا منه.. لقد قلتها سابقاً أكثر من مرة لذلك الإعلام ولا مانع من إعادتها (دعونا نحب الهلال). فالهلال ككيان وكنجوم وكجمهور يستحق كل تقدير وإشادة.. ولكن إعلامه هو من يصر على تشويه (القمر). ما رأيك في لقب نادي القرن أو نادي العقد ؟ - حسب الجهة المانحة.. فإن كانت جهة رسمية كالاتحاد القاري فهي ألقاب معتمدة لها قيمتها.. وإن كانت جهة غير رسمية فهي ألقاب لا قيمة لها.. تماماً كالشهادات العلمية فهناك جامعات رسمية معترف بها لشهاداتها قيمة معتبرة.. وهناك جامعات (غير معترف بها) تبيع الوهم على قارعة الطريق وداخل (الشقق المفروشة) للراغبين في (الفشخرة) بطريقة (ما يطلبه الزبون). لماذا نرى حرص بعض الأندية على الحصول لمثل هذه الألقاب الجاهزة والمعلبة ؟ - لمّا أضعنا المضمون تمسكنا بالألقاب التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تقدم كرتنا خطوة واحدة للأمام.. هي ليست ثقافة نادي بل هي ثقافة مجتمع يحب أفراده أن يقدموا لأنفسهم بالألقاب حتى وإن كانت ألقاب وهمية كما أسلفت في موضوع الشهادات العلمية (المضروبة). ما رأيك فيمن شكك من إعلام الاتحاد بعالمية النصر ؟ - تلك آراؤهم التي أحترمها لكنني لا أتفق معهم فيها لأن شمس العالمي لا تحجب بغربال ولا بمقال. كيف وجدت الوسط الإعلامي بشكل عام وهل هناك منافسة شريفة أم العكس ؟ - مثله مثل غيره من الأوساط.. فيه الحسن والجيد وفيه ما هو دون ذلك .. ولكنه بشكلٍ عام وسط لا يمكن أن تراه بشكلٍ جيد إلا إذا كنت (في وسطه).. وبالتأكيد أن الخارطة الذهنية التي يرسمها المتلقي خارج الوسط عنه لا تمثل حقيقة ما يدور في داخله.. مشكلته الأساسية (وخصوصاً الإعلام الفضائي) أنه يعتمد على المجاملات و(العلاقات) لا على الكفاءات. ما سبب الاحتقان الإعلامي القوي الذي نراه في الوقت الحالي وكيف ترى الطرق العلاجية للتخلص منه؟ - هذه إحدى أسرار الوسط الإعلامي.. كثير من الاحتقان الذي تراه (إعلامياً) قد لا يكون بذات الصورة التي تتخيلها.. هناك الكثير من المساجلات الإعلامية بين بعض الكتاب والمصادمات على صدر الصفحات ولكنهم على أرض الواقع أصدقاء وزملاء يجتمعون أو يتحدثون مع بعضهم في المساء و(يتجالدون) في الصباح ورقياً..!! وأطلب من الجماهير أن لا تحمل الأمور أكثر مما تحتمل. غالبا ً ما يحكم على الشخص من خلال ميوله ما هو الحل لتخطي مثل هذه العقبة ؟ - بأن ننظر إلى القول بغض النظر عن القائل.. فالحكمة ضالة المؤمن. ميولك الرياضية هل تراها تؤثر على ضمير قلمك وتجعلك في طوع الميول أم أنك تقذف خانة الميول والعاطفة وتكتب؟! أتمنى أن لا تؤثر وأدعو الله أن أقف في صف الحق لا في خانة الميول.. ولكنني في ذات الوقت لا أبرئ نفسي (إن النفس لأمارةٌ بالسوء) والحكم أولاً وأخيراً للقارئ الكريم. في الوضع الراهن حاليا هل ترى شكل واضح يسير عليه الإعلام السعودي أم انه لازال يسير بتوجهات وميول حسب اطر معينة ؟ - وضع الإعلام الرياضي حالياً أفضل منه سابقاً بمراحل كبيرة.. فقد تعددت المنابر وتنوعت الوسائل.. سواءً على مستوى الصحف الورقية أو الإلكترونية أو حتى في الفضائيات.. زمن الاحتكار والصوت الواحد انتهى إلى غير رجعة حتى وإن كان البعض ما زال يحاول إعادته بطريقة أو بأخرى لكنه لن ينجح. التعصب الرياضي يعصف بالقيم والمبادئ والمثل ويسبب الحنق والغضب .. برأيك من المسئول عن إذكاء روح التعصب والمساهمة في تأجيج المشاعر الغاضبة؟ - لقد بالغتَ يا أستاذي في تحميل الأمور أكثر مما تحتمل.. التعصب في الرياضة كالملح في الطعام لا بد منه ولا غنى عنه لكنه يجب أن يكون بحدٍ معين ومقدار محدد حتى لا يفسد (الطبخة).. هكذا أراه.. فالتنافس بدون (تنقيز بلوف) ليس له طعم ولكن كما قلت: لكل شيء حدود. ألا ترى أن أغلب المقالات أصبحت هي ردود بين كاتب وآخر مما يحصل يحدث اختلاف في الرأي بين الكاتبين أيضا ينتقل الاختلاف في الرأي إلى تصادم جماهيري ؟ - على الجمهور أن يكون واعياً وأن لا يحمل الأمور أكثر من ما تحتمل.. وكذلك على الكتاب أن يعوا مسؤوليتهم جيداً وأن يتوقفوا عند حدٍ معين.. لا بأس بالإثارة وبعض (المماحكات) التي (تثري) ولا (تثير).. فجرير والفرزدق أثريا المكتبة العربية والأدب بشكلٍ عام بقصائد (النقائض) التي ما زالت تدرس حتى يومنا هذا لدرجة أن الفرزدق لم يسلم حتى بعد وفاته من لسان جرير حيث قال فيه: مات الفرزدق بعدما جدعته ليت الفرزدق كان عاش طويلاً ويروى البيت (قليلاً) بدلاً من (طويلاً) ونحن ولله الحمد في الوسط الإعلامي لم نصل لهذه المرحلة في التعرض للأموات كما فعل جرير وإن كان بيته هنا قد يحتمل أنه كان يتمنى حياة خصمه وبقائه لأنه يحبه ويشتاق إليه ويفتقده أو ربما ليواصل تجديعه..!!.. لا أدري تحديداً فالمعنى في (بطنه)..! برأيك هل مازالت الرياضي تخشى الإيقاف المفاجئ ..؟ وكونك كاتبا ً فيها هل تعتقد أن أصحاب الصحيفة عملوا ما يمكن لتلافي الإيقافات المستمرة ..؟ حجب الآراء وخنق الأصوات وتكميم الأفواه طريقة غير حضارية للنقاش وغير مجدية في الإقناع ولا تتناسب مع هذا العصر الذي تعددت فيه المنابر ووسائل التعبير.. نحن في زمن جديد عنوانه الحوار مع الجميع وهو ما يدعو إليه ويتبناه والد الجميع وملك القلوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه وأسبغ عليه لباس الصحة والعافية سواءً داخلياً بتأسيسه للحوار الوطني ودعمه أو حتى خارجياً بتبنيه أيده الله لحوار الأديان.. فقيمة الحوار وقول الرأي والتعبير بحرية قيمٌ سامية زرعها فينا ولي الأمر حفظه الله ولن نتخلى عنها. ولكم أن تلاحظوا معي أن قمة الهرم في الدولة لدينا يؤمن بالحوار ويدعو إلى الحوار الداخلي و الخارجي مع المخالفين لنا في الآراء والتوجهات بل وفي المعتقدات (كما في حوار الأديان) في الوقت الذي ما زال البعض في الرياضة يتحرج من الآراء أو النقد ويقوم بتكميم الأفواه و إيقاف الصحف الرياضية والكتاب. المشكلة يا عزيزي ليست مشكلة (الرياضي) بل مشكلة من لا يستطيع تقبل صراحة ونقد (الرياضي) أو أي وسيلة إعلامية غيرها. التشكيل الجديد في اللجان هل هو في صالح الكرة السعودية ..؟ لا أريد أن أطلق أحكاماً مسبقة ولهذا دعونا نصبر عليها وندعمها بالرغم من تحفظ الكثيرين على بعض الأسماء المختارة وإن كانت بدايتها (تخوف). أثار عدد البطولات الأخيرة ردود أفعال قوية في الوسط الرياضي وغضب حاد على أحد أعضاء اللجنة الخاصة بالإحصاء وبعد مقالته الرياضية فهل تؤيد أمثال هذه النوعية بلجنة حساسة ومحسوبة على الإتحاد السعودي ؟! بالطبع لا أحد يؤيد وجود المتعصبين و(المشجعين) في اللجان.. والحمد لله أن ذلك العضو قد ظهر توجهه في الميل مع ناديه والنيل من الأندية الأخرى على الملأ (من أولها) حتى تتعامل الجماهير بشكلٍ واضح مع كل ما يصدر منه أو عن اللجنة التي ينتمي لها في المستقبل. في الأخير سبورت تعطيك جزءا ً من مساحتها فماذا تقول؟! أشكركم على هذه الاستضافة وأشكر كل قارئ تجشم عناء القراءة حتى هذه النقطة وأعتذر منه إن كنت قد أضعت وقته دون أن يستفد شيئاً.. كما أعتذر لك يا أستاذ بدر ولجميع الإخوان في هذه الصحيفة الرائعة عن التأخر في قبول إجراء هذا الحوار.. لا لشيء إلا لأنني أعتقد أنه يوجد في الوسط الرياضي والإعلامي من أصحاب الخبرات من هم أحق بهذه المساحة والاستضافة مني.. أما وقد أحسنتم الظن بي فكل الشكر لكم وكان الله في عون القراء على تحمل تبعات إصراركم.