الثقافة الرياضية مطلب مُلح ومهم لأي مجتمع، خاصة وأن الرياضة أصبحت جزءاً من الحياة اليومية للكثير من المجتمعات، وأصبحت القنوات الرياضية متعددة الأشكال والألوان والأهداف، والجمهور يعتبر كرة القدم بشكل خاص أهم الألعاب، وتشكل النسبة العظمى لاهتمامات الناس بين كل الألعاب المختلفة، وهذا واضح للجميع، ولكن مشكلة التشجيع والتعصب الزائد على حده هي من بين المشكلات التي لا نزال غير قادرين على تغييرها..! لتكون ايجابية وليست سلبية، وما يحدث في بعض المباريات هو انعكاس لتلك الثقافة التي يجب أن تتغير للأفضل، وتكون معياراً حقيقياً للمستوى العلمي الذي وصلنا إليه بفضل الله ثم بفضل الدعم غير المحدود من ولاة الأمر - حفظهم الله - لكل المجالات، فالجامعات التي تغطي معظم مناطق ومدن المملكة والمعاهد وغيرها، يجب أن يكون لها أثر في رفع مستوى الوعي في كل شيء، ومنها الرياضة، والأمر لا يقتصر على جهة دون غيرها ولكنه يتعلق بكل الجهات ذات العلاقة من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي، وكافة الجهات الإعلامية بمختلف تخصصاتها وأشكالها، لأن الموضوع يتعلق أكثر بفئة الشباب وصغار السن، وهم بحاجة للقدوة، سواء من قبل اللاعبين أنفسهم وهم المعنيون بالدرجة الأولى في رفع هذا الاحتقان الذي قد يحدث أو في تخفيفه، ليكون بشكل مقبول وعادي، كذلك بعض مسؤولي الأندية عندما يتعاملون مع وسائل الإعلام لا بد أن يتذكروا اختلاف شرائح المجتمع المتابعة والمشاهدة لتلك الأحاديث، خاصة مع الانفتاح الفضائي الكبير، وعندما يتحدثون فهم سيؤثرون بالمشاهد سلباً أو ايجاباً، كل تلك المعطيات تجعل من الضروري ايجاد أكبر قنوات تثقيفية لهذا الموضوع، وتكون موجهة للنساء والرجال، لأن التشجيع لا يقتصر على فئة دون غيرها، واعتقد أنه من الضروري رفع مستوى وعي اللاعبين، وإعطاؤهم دورات توعوية للتعامل مع وسائل الإعلام، والأحاديث الصحفية، لأن البعض ينسى نفسه عندما يتحدث على الهواء ويتطرق لأمور بعيدة كل البعد عن الروح الرياضية، وصغار السن يعتبرونهم قدوة ويأخذون منهم أي تصرف أو تعليق أو كلمة وسرعان ما تنتشر بينهم، ويمكن مشاهدة ما يحدث من بعض اللاعبين أثناء المباريات وبالتالي معرفة مستوى الثقافة لديهم، لأن التعامل مع الناس فن، وبالتالي فإن تلك الفنون والمهارات تحتاج لمفاتيح ودراسة وتدريب، من خلال ورش عمل قد تعقد في الأندية أو في مراكز تدريب متخصصة يتم التعاقد معها، ويقوم عليها خبراء وأطباء متخصصون في علم النفس والاجتماع والإعلام وغيره، ومثل تلك الدورات ستؤتي ثمارها بشكل جيد، بشرط إلزامية الحضور وعدم التهاون في مساءلة الحضور، ومن خلالها ستظهر لنا نتائج هذا الجهد وهذا العمل في الملعب ومن خلال التعاطي مع وسائل الإعلام كذلك فالانفتاح التكنولوجي الذي نعيشه أصبح ينقل لنا الخبر والصورة بسرعة فائقة والرياضة جزء من تكوين أي مجتمع، لذا نأمل أن يتطور دور اللاعبين لدينا لتكون مساهماتهم الاجتماعية النبيلة كبيرة مع مختلف مؤسسات المجتمع، وليكونوا قدوة حسنة لأبنائنا.