من المتوقع أن يسهم مشروع تهيئة درب الكرا الحجري الاثري بالطائف الجاري العمل فيه حالياً في تنشيط الحركة السياحية في طريق كرا السياحي وجذب الزوار لهذا المعلم البارز والذي يرجع تاريخه لأكثر من 1000 عام، بعد توقيع صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار مؤخراً عقد تنفيذ أعمال التهيئة لموقع درب الكرا الحجري الاثري الذي كان المسلك الجبلي الوحيد الرابط بين الطائفومكةالمكرمة، ويقصده الأهالي في التنقل ونقل البضائع والسلع والمنتجات الزراعية على ظهور الجمال. وتقوم إحدى الشركات المتخصصة حالياً بالاعداد لإقامة عدد من الاستراحات على جنبات الطريق الذي جرى توسعته لخدمة السياح والزائرين والتسهيل عليهم بالاضافة الى بدء أعمال تطوير قرية الكر السياحية أسفل المنحدرات الجبلية، وفي حال تهيئة درب الكر الحجري الذي يقع أسفل مسار عربات تلفريك الهدا ستتحول المنطقة الى مركز جذب سياحي خاصة مع سهولة الوصول الى الدرب الأثري الذي يمكن لعابري طريق الكر مشاهدته منحدراً على الاكتاف الجبلية بطريقة تشييد فريدة. ويتميز الطريق بمقاومته لعوامل الزمن طوال القرون الماضية، وشكله الهندسي المتعرج الذي يساعد المشاة والجمال على سلوكه بيسر وسهولة رغم محدودية الامكانات الفنية والتقنية وقت إنشائه. ويؤكد المهتمون بقطاع السياحة أن هذا الطريق الجبلي القديم يمثل إرثاً حضارياً وإنسانياً لابد من المحافظة عليه كما أن له قيمة تاريخية عظيمة، حيث كان يستخدمه المشاة حتى عام 1380 قبل انشاء طريق الكر الحديث. ويرى مستثمرون أن تتابع اعمال التطوير في المرافق الواقعة على الطريق وتنامي الاستثمارات، وقرب تنفيذ مشروع الواجهة السياحية للهدا والشفا سيسهم في زيادة الاقبال على الطريق وبالتالي جذب المزيد من المشروعات الاستثمارية الجديدة التي من شأنها دعم الحركة السياحية في مدينة الطائف، وتنشيط الحراك السياحي بين الطائفومكةالمكرمةوجدة وهي أهم أقطاب الجذب السياحي لمنطقة مكة. ويقول المؤرخ والباحث السياحي عيسى بن علوي القصير: ينقسم الطريق الحجري إلى مسلك للمشاة وآخر للجمال، وينحدر من عقبة كرا قريباً من بلاد طويرق ويمضي متدرجاً ومتعرجاً في بعض المواقع، وبعرض يتراوح بين المترين والثلاثة أمتار بحيث يتسع لمرور الجمال المحملة بالبضائع، نزولاً إلى وادي الكر أسفل جبل كرا، وتستغرق الرحلة عبره يوماً كاملاً تقريباً للصعود ونصف اليوم للنزول، وكان يستخدم كطريق للحجيج والقوافل التجارية والمشاة بين الطائفومكة، وقد فضّله كثير من التجار لامتيازه بالأمان أكثر من غيره من الطرق في ذلك الوقت. ويمكن لركاب عربات تلفريك الهدا السياحي في الوقت الراهن الاستمتاع بمشاهدة أجزاء من درب كرا الحجري القديم، إذ يظهر لهم مع بداية انطلاق العربات من المحطة العلوية بشكل واضح وجلي، كما يمكنهم مشاهدة الحجارة المرصوفة بدقة بالغة دون أن يطالها التلف منذ قرون علاوة على هندسة البناء لهذا الدرب والذي كان ملء السمع في عهود سابقة.