للطائف تاريخ عريق، حيث يقصدها السائح والزائر والمصطاف منذ القدم، وذلك عبر عدة مسالك وطرق ومنافذ. كما يعد الطائف ملتقى الطرق والمسالك البرية قديماً منذ فجر التاريخ، وحديثاً أصبح همزة وصل بين الطرق السريعة الداخلية حالياً. ويأتي من أهم هذه الطرق والمسالك القديمة طريق كرا (الذي يربط الطائفبمكةالمكرمة) أو ما يسمى ب(طريق المشاة)، الذي مر على تاريخه عدة قرون من الزمن. حيث ذكر لنا المؤرخون ما نصه: (بالطائف عقبة وهي مسيرة يوم للطالع من مكة، ونصف يوم للهابط إلى مكة، عَمرَها حسين بن سلامة وهو عبد نوبي لأبي الحسن بن زياد صاحب اليمن في حدود سنة 430 ه فعمر هذه العقبة عمارة يمشي في عرضها ثلاثة جمال بأحمالها). وهذه العقبة هي عقبة (كرا) والتي تعرضت للعديد من الإصلاحات على مر الزمن بسبب هطول الأمطار وعوامل التعرية والإهمال، وقد تم تجديد عمارتها وبنائها سنة 1242ه، ثم دمرت بسبب السيول والإهمال، وخلال السنوات الماضية قامت لجنة التنشيط السياحي بالطائف بالتعاون مع إدارة التربية والتعليم ممثلة في الكشافة والآثار بالطائف في صيف عام 1417ه بإعادة ترميم هذا الطريق، حتى أصبح معلماً أثرياً يرتاده عدد من الزائرين والسياح، ويستمتع بمشاهدته ممتطو عربات التلفريك بالهدا، إذا يظهر لهم هذا الطريق القديم ليشكل منظرا جماليا بديعا. ويعد طريق المشاة والذي مازال قائماً منذ ألف عام إرثاً حضارياً إنسانياً، حيث كان يستخدم كطريق للحجيج والقوافل التجارية والمشاة بين الطائفومكة حتى العام 1380ه، والذي فضله كثير من التجار لامتيازه بالأمان أكثر من غيره من الطرق في ذلك الوقت. الكاتب والمؤرخ حماد السالمي يقول: يجب علينا أن نستفيد منه. وللطريق قيمة تاريخية عظيمة، حيث كان يستخدمه المشاة حتى عام 1380ه تقريبا. وينقسم الطريق الحجري إلى مسلكين؛ واحد للمشاة والآخر للجمال. وينحدر من عقبة كرا قريباً من بلاد طويرق، متدرجاً ومتعرجاً في بعض المواقع، وبعرض يتراوح بين المترين والثلاثة أمتار بحيث يتسع لمرور جملين محملين بالبضائع، نزولاً إلى وادي الكر أسفل جبل كرا، وتستغرق الرحلة عبره يوماً كاملاً تقريباً للصعود ونصف اليوم للنزول.