أوضح محافظ الطائف رئيس مجلس التنمية السياحية فهد بن عبدالعزيز بن معمر أن الهيئة العامة للسياحة والآثار انتهت من عمل الرفع المساحي لطريق كرا الأثري والذي يعد أحد أقدم الطرق الحجرية الرابطة بين المدن في الجزيرة العربية مشيراً الى أن تاريخ هذا الطريق يعود لأكثر من 1000 عام، بينما ظل محافظاً على تصميمه وشكله القديم رغم الحقبة الزمنية الطويلة التي مرت على انشائه، وكشف أنه تم رفع الإحداثيات لطريق كرا الحجري القديم ووضعه ضمن المراحل الأولى لتشغيله سياحياً واستقبال الزوار والوفود والمجموعات السياحية خاصة وان طريق كرا الذي يربط الطائف بمكة المكرمة عبر منحدرات جبلية بالغة الوعورة يعد من المسالك البرية الأثرية ومعلما هندسيا رفيعا يجسد قدرة الانسان على قهر الصعاب لتحقيق غاياته وكان يسمى بطريق المشاة واستخدم كطريق للحجيج والقوافل التجارية والمشاة بين الطائف ومكة حتى العام 1380ه، والذي فضله كثير من التجار لامتيازه بالأمان أكثر من غيره من الطرق في ذلك الوقت وينقسم الطريق الحجري إلى مسلكين واحد للمشاة والآخر للجمال. وينحدر من عقبة كرا قريباً من بلاد طويرق، متدرجاً ومتعرجاً في بعض المواقع، وبعرض يتراوح بين المترين والثلاثة أمتار بحيث يتسع لمرور جملين محملين بالبضائع ، نزولاً إلى وادي الكر أسفل جبل كرا، وتستغرق الرحلة عبره يوماً كاملاً تقريباً للصعود ونصف اليوم للنزول. وأبان أن طريق كرا القديم سيكون معلماً سياحياً جاذباً للزوار منوهاً بالدور الواضح للهيئة العامة للسياحة والآثار في الاهتمام بهذا الاثر التاريخي وإعادة تأهيله، والذي يمثل زمناً ماضياً كان الاهالي يعانون فيه من التنقل من خلال الدروب والمسالك بين بلدة وأخرى، بعكس ماهو عليه الحال في هذه الايام، حيث ذللت الحكومة الرشيدة الطرق بين المناطق والمحافظات وأصبح هناك شبكة من الطرق الحديثة تسهل على المواطنين والمقيمين التنقل دون عناء.