سعود الليالي من نحوس النوايب تزهت بلذات الليالي العجايب وساق دجا ديجور الاحسان هاتف من الخير فأمسى نجم الاسعاد ثاقب خليلي بعد ما عن فكري فدن لي قلايص قود ٍ من خيار النجايب بعزمي وهماتي وربعي برحايل اخفاف ٍ انحاف ٍ مفرقات القوارب الى رمت زومات العزوم يردني عيال ٍ بهم قلبي من الهم تاعب ان شمت للقالات واشتاق خاطري ذلت عزومي عن صعاب المطالب شم واغتنم واشهر الى جود خير له الحمد محمود الثنا بالمواكب تسلسل من ماضي خيار ٍ مجرب كحد اليماني فيصلي الضرايب كن حضرمي ٍ انمري ٍ مشخف غليض الذراعين ادرمي المخالب هموم ٍ لهوم ٍ ألطف العقب ممتد له الصدر مفجوج ٍ غليض المناكب هلوع ٍ فجوع من اذا الجود قد بقا طواه النوا وامسى له الجوع راغب على محمله ينظر يمين ٍ وميسره كما ذرب قوم يتقي بالمراقب الى شام للعليا وله حل مرسنه مع الغمض يورى في خمار المساحب بالاوثاب عجل يطوي البيد كنه نشاب ٍ استافاه بالقوس جاذب ختول قتول الصيد هلع مشكل إلى صار هو من حوا الاقمان كاهب قصول ٍ فصول ٍ للظهور معود لتيس الظباء دوم ٍ بعسماه ضارب ظباً صكها من حي عسماه حطها على الخد ألقاها صروع ٍ عواقب د. سعد الصويان الشاعر: جاء في مخطوط العمري "مما قال بن غنام النابغة"ولم أجد من أضاف غير هذا أو حدد من أي البلاد هو،ولم يحفظ له غير هذه القصيدة التي بين يدينا، ومن خلال مدحه محمد بن أجود بن زامل بن حسين بن جبر بن ماضي العقيلي والذي تولى مقاليد الحكم بعد وفاة والدة أجود بن زامل نستطيع القول ان شاعرنا النابغة ابن غنام من شعراء القرن التاسع و مطلع القرن العاشر الهجري، كما أن في أبيات قصيدته دلالة على انه من منطقة بعيدة عن الاحساء ربما تكون نجد حيث جعل عائلته عائقاً عن قدومه إلى الممدوح محمد بن جبر: الى رمت زومات العزوم يردني عيال ٍ بهم قلبي من الهم تاعب ان شمت للقالات واشتاق خاطري ذلت عزومي عن صعاب المطالب شم واغتنم واشهر الى جود خير له الحمد محمود الثنا بالمواكب وفي نجد عوائل كثيرة تشتهر بهذا الاسم(ابن غنام) وتنتسب لعدة قبائل،ولعلنا في قادم الأيام نستطيع ان نحدد من أيها يكون شاعرنا. دلالة في نسب بني جبر: وجدت أن كثيراً من الباحثين كانوا في حيرة من أمرهم أمام أبيات الشعراء التي ينسبون فيها بني جبر إلى (المضا)دون أن يجدوا اسماً يعزى إليه أو تفسيراً منطقياً لهذا النسب ويقول الدكتور سعد الصويان في كتابه سلطة النص"لكننا لا نعرف شيئاً عن المضا". وأقول إن في قصيدة النابغة ابن غنام كشفاً لسر هذا النسب حيث ذكر الشاعر أن ممدوحه محمد من سلالة (ماضي) وهو جد بني جبر وإليه نسبهم الشعراء: تسلسل من ماضي خيار ٍ مجرب كحد اليماني فيصلي الضرايب وماضي هذا جد أعلى من جبر ربما أنحدر منه فرعاً بدوياً صغيراً من بني عقيل تبعته فروع أخرى وكان فيه بيت الرئاسة، أو أن (ماضي)كان جداً ذا شأن وشهرة في زمنه وبالتالي مدحهم به الشعراء،وان كنت أرجح الرأي الأول لكون الشعراء نسبوهم هكذا (آل المضا) و(جمعٍ مضاوي) وبالتالي (المضا) يشمل بني جبر وفرعهم الصغير من بني عقيل و(جبر) يختص بالسلالة الحاكمة، ومن الشعراء الذين ذكروا (المضا) نجد أقدمهم الشاعر ابن زيد والذي مدح أجود بن زامل بقصيدة عصماء بعد وفاة سيف بن زامل وتولي أجود مقاليد الحكم ، ويتوعد فيها آل مانع وشاعرهم ابن حماد ونستشف من أبياتها أن ابن زيد عندما ذكر(بجمع مضاوي)فإنما يتحدث عن القبيلة التي منها بني جبر وبذلك يميزها عن غيرها من بني عقيل خاصة إذا عرفنا أن الخصم الذي توعده الشاعر في هذه القصيدة هو من بني عقيل أيضاً: رعيناه بالشم المناعير والقنا إلى عنه مذموم العشيرة حاد بجمع ٍ مضاوي ٍ لكن حرابه نجوم الدجى خطر ٍ لقاه مكاد وكذلك نجد ان الشاعر عامر السمين من شعراء مطلع القرن العاشر يمتدح قطن بن علي بن هلال من بني جبر وينسبه إلى (آل المضا): قيسٍ خيار الناس جملا كلهم العامري من قيس اوفى مقسما والى تفاخرت الأصول بعامر فخيارها واعزها المقدما والى المقدم أصلهم إلى المضا والى المضا من قيس أوفى مقسما دراسة القصيدة: بدأ الشاعر قصيدته مبيناً أن كل نائبة لابد أن يتبعها فرج ثم يخبر صاحبيه بأنه يفكر في السفر وأن عليهما أن يجهزا ركائباً من خيار الإبل ،ثم لا يخفي عليهما أن خوفه على أولاده يقف عائقا يثنيه عن ما عزم عليه ومع ذلك يرى أنه لابد من أن يغتنم الفرصة المواتية في القدوم على هذا الرجل الذي أشتهر بالكرم وأثنت عليه وفود الناس، والذي ينحدر من سلالة (ماضي)ثم يشبهه ب (الفهد) المجلوب من وادي حضرموت ويسترسل في الوصف الدقيق لمميزات هذا الفهد وصفاته الجسدية الدالة على قوته وسرعته في اللحاق بالطرائد ومهارته في الصيد، وتعتبر هذه الأبيات المختصة في وصف الفهد نادرة في موضوعها في الشعر الشعبي.