محلك فوق هام السبع هامي وصيتك شايع بن الأنامي وباسك بعض بعضٍ منه يخشى كما تخشى النفوس من الحمامي وجودك بعض بعضى منه يرجى كجود المرجحن من الغمامي وحلمك والحلوم تطيش رهبه غدات الروع أثقل من سنامي وقد سار الخميس على الخميس كما سار الصباح على الظلامي وثار النقع من وقع السبايا كما صواعق المزن الركامي ترا فيها جحاجحة وخيلٍ جياد كالهشيم على الرخامي معفرت معثرت فطوسٍ يدربيها المدربي بالحسامي غدا صفاصف البالود فلت ويهشم ما ولاه من العظامي ومثل الصل معتدل طويل وبه كالنجم في جنح الظلامي ومنوبين من بطن وظهر سوا فولاذها وسو القتامي هل العادات جرار السبايا إلى ما شالها والقيظ حامي وهو حامي الظعاين يوم تقفي شديد الباس في يوم الصدامي حما حمر الهوادج يوم تنخي سواكنها تفرفش كالحمامي لعيني كل بهكلةٍ رداحٍ صموت الحجل قانية الوشامي ترا من خدرها من عقب ستره كشمس الأفق بفتوق الغمامي بيوم المال يبونه يوم غزاله به الحشوان عن جل السوامي تلقا الطعن مع فار البلنزا مناعيرٍ تخاف من الملامي صناديد جحاجحةٍ وخيلٍ تفر عن الملام إلى الحمامي اسم الشاعر وعصره: أوردت هذه القصيدة كما جاءت في مخطوط الربيعي وقد ناولني صورتها الشاعر والباحث البحريني مبارك العماري ونجد أنه جاء في تقديم القصيدة "مما قال أبو ظاهر في أجود" فإذا كان هذا الاسم صحيح فلم نجد للشاعر غير هذه القصيدة، أما إذا كان الاسم مصحفاً عن ابن ظاهر كما اعتاد أن يكتب واشتهر بذلك ابن ظاهر الماجدي وهذا الشك يراودني من عدة جوانب لعل أولها احتمال التصحيف في (ابو) بدلاً من (ابن) خاصة وأن الرسم متقارب وثانيها أنه في مخطوط البرت سوسن أورد قصيدة معروفة لابن ظاهر الماجدي وقدم لها هكذا (قال ابن ظاهر) مما يعني أن الاسم هكذا اشتهر عند المدونين دون أن يضاف اسم القبيلة (الماجدي) والذي تذكر الروايات أن اسمه علي، وخلاف ما ذكر في التقديم أنها قيلت في أجود لم أجد في أبيات القصيدة أي إشارة لاسم أجود سوى أنه فاق بني عقيل بالشجاعة والكرم. تعلا بالشجاعه عقيل طبقا واصخاها واوفاها ذمامي واحيا الله كل كريم نفس ولا احيا البخيل ابن اللئامي وأجود من أهل القرن التاسع ومطلع القرن العاشر الهجري تولى الحكم في عام 875ه وتوفي في 913ه فإذا كان كذلك فيكون ابن ظاهر عاش أواخر القرن التاسع الهجري والقرن العاشر الهجري ويؤكد ذلك أن ابن ظاهر يكن المحبة والولاء لبني جبر حيث مدح وتمنى بني هلال من بني جبر في قصيدة أخرى يقول فيها: إلى وافا سبوعين تمام ولف النبت جلباب الترابي تجي ظعاين البيت الرفيع تلوف الحضر ما شيء تهابي بنو فيها بحمر وصيد نمر وسمر ما بنوها بالتغابي عتات الأمر ركبو فوق ضمر مطاويع من الخيل العرابي شلاغيف الرجال بني هلال إذا من البلا شب التهابي حيث تدل الأبيات على معاصرته لسلالة هلال من بني جبر ويتمنى أن ينزل الغيث وتكتسي الأرض بالنبات لتأتي ظعائن بني هلال والذي كان لهم تواجد في شمال عمان وبشكل كبير في القرن العاشر وتراجع في مطلع القرن الحادي عشر، ففي تاريخ عمان للسيابي ذكر أن آل عمير اشتروا حصن بهلى بثلاثمائة لك من محمد بن جيفر بن علي بن هلال الجبري وكان محمد بن جيفر قد أخذ الحصن بالغلبة من عامل بركات بن محمد بن إسماعيل الحاضري وكانت إمامته في عمان من سنة 942ه - 964ه، وفي مطلع القرن الحادي عشر نجد أن ناصر بن ناصر بن قطن الهلالي يسيطر على بادية الشمال العماني وحصن ينقل وأبناء عمومته علي بن قطن في سمد الشان وابراء فيها محمد بن جيفر ولهم أيضاً حصن الغبى وحصن مقنيات وكذلك منح، ويبدو أن قبائل شمال عمان كانت تميل إلى بني هلال ضد إمام عمان ناصر بن مرشد فقد دافعت بني ياس عن إبل ناصر بن قطن الهلالي في الظفرة ففقدت من أجل ذلك زعيميها صقر بن عيسى ومحمد بن عيسى، فإذا كان ابن ظاهر بحسب بعض الروايات من بني ياسر فهذه دلالة قوية على حالة التحالف القديمة التي تجمع قبيلته مع بني هلال الجبريين (وربما يكون لرواية عامرية بني ياس علاقة بذلك) تأكيداً لما نصت عليه الأبيات السابقة وامتداحه أجود وكذلك لانتفاء مقتضى الأبيات السابقة بعد العقد الثالث من القرن الحادي عشر حيث لم يعد لبني هلال ذلك الحضور القوي عندما استطاع ناصر بن مرشد (مؤسس دولة اليعاربة) أن يقضي على النفوذ الهلالي حيث يذكر السيابي أنهم غادروا نحو الأحساء. وهذا يحصر مقتضى الأبيات في القرن العاشر وربطها بمعاصرة أجود في أواخر القرن التاسع الهجري خاصة وأن الروايات تؤكد أنه عمَّر طويلاً، وينفي أن يكون ابن ظاهر عاصر سيف ابن سلطان قيد الأرض في مطلع القرن الثاني عشر. كما يتطابق أسلوب الشاعر في النص الذي بين يدينا مع أسلوب ابن ظاهر ولغته وميله للنظم على بحر الوافر في عدد من قصائده الأخرى كقوله: وطاب النوم من عقب الهموم وجابوا صاحبي من البعد داني ومن قصيدة أخرى: إلى جال اللثام عن الوشام وبانت لي ثناياه العذابي وكذلك في قصيدة أخرى: تناحيه القروف وهو زفوف فلو ما الخوف منتسع الخزامي