عبر والد الطفلة الأردنية (تقى) وليد الشويطر عن عظيم شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولحكومة وشعب المملكة على الرعاية الكريمة التي وجدها وأسرته منذ وصولهم إلى أرض المملكة. كما قدم شكره للدكتور عايض القحطاني المشرف على حالة ابنته والذي قال بأنه متابع للحالة منذ أمر الملك بعلاج ابنتي. جاء ذلك في حديثه يوم أمس ل «الرياض» التي زارت تقى في المنزل المعد لإقامتها وعائلتها وهي التي تستعد صباح اليوم لإجراء العملية الجراحية للتخلص من سمنتها المفرطة التي أوصلت وزنها إلى 150 كيلوغراما وهي لاتزال في سن العاشرة من عمرها. وقال والد تقى أشعر بأنني ولدت من جديد بعد سماعي لنبأ تكفل خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بعلاج ابنتي لاسيما وإنني قد فقدت شقيقتها اسلام بسبب السمنة وهي في سن الخامسة. من جانبها قالت والدة تقى ل «الرياض» بأننا لاحظنا التغير بزيادة الوزن على تقى وهي في الشهر التاسع وذهبنا بها إلى عدد من الأطباء والمراكز الطبية إلا أن جميع محاولاتهم لم تؤت ثمارها وكانوا دائما ما يرددون بأننا لا نعرف أسباب هذه السمنة. وعن المصاعب التي تواجهها تقى في حياتها اليومية قالت والدتها بنبرة حزن بأن النوم في العادة هو راحة للإنسان لكنه مع ابنتي بداية للمعاناة فعندما ترغب تقى في النوم لا تستطيع أن تنام كباقي الأطفال لأنها تختنق وإنما تنام وهي جالسة بعد أن تضع مقدمة رأسها على الجدار لتستند عليه بسبب ضيق التنفس. وتواصل بقولها بعد حوالي الساعة من ذلك الوضع تقوم تقى بتغيير وضعها لتستلقي ثم تقوم بالتدحرج المستمر داخل الغرفة. وتضيف والدة تقى بأنني قد أجد المعاناة في حملها عندما كانت رضيعة، كما أنني أساعدها في كثير من الأحيان عند الدخول إلى دورة المياه. وفي سؤال ل«الرياض» حول وضع تقى الدراسي قالت بأنها تدرس في الصف الرابع ولكنها تحضر يوما وتنقطع عن المدرسة 10 أيام بسبب تعليقات واستهزاء الأطفال بها، وأضافت بأن كلي ثقة بإذن الله ومعنوياتي وابنتي مرتفعة لإجراء العملية صباح اليوم. أما تقى فقد كانت أثناء إجراء اللقاء مع والديها تلعب مع شقيقتيها ببراءة الأطفال وكانت تخجل أن تجيب على أي سؤال ل«الرياض» واكتفت بقولها (أنا أحب خادم الحرمين كثيراً كثيراً والله يطول بعمره). وكانت «الرياض» قد تابعت حالة تقى فور توجيه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بعلاجها بالإضافة لتغطية وقائع المؤتمر الصحفي الذي عقده الدكتور عايض القحطاني المشرف على الحالة الذي فيه التفاصيل الأولية لحالة تقى والخطة العلاجية لها وموعد وصولها. كما تواجدت «الرياض» في مطار قاعدة الرياض الجوية فور وصول طائرة الإخلاء الطبي التي أقلت تقى ووالديها وشقيقتيها براءة ومودة. من جانبه كشف ل«الرياض» الدكتور عايض القحطاني المشرف على كرسي جامعة الملك سعود للسمنة والمشرف على الحالة بأنه قد تقرر اجراء عملية جراحية لتقى في تمام العاشرة من صباح اليوم السبت وهي عبارة عن تدبيس طولي للمعدة والتي والحمد لله تملك الجامعة وفريقها الجراحي الخبرة الأولى عالمياً فيها لدى الأطفال تحت سن الثامنة عشرة، كما سيتم استئصال اللحمية واللوزتين في نفس الوقت. وأشار القحطاني بأنه فور وصول تقى إلى الرياض تم اجراء الفحوصات المخبرية والاكلينيكية لها من قبل فريق طبي متعدد التخصصات، تم خلاله إعداد برنامج حمية مخصص لها وعلاج بدني خاص. وأضاف المشرف على الحالة بأن الدكتور عبدالله أبوبكر أستاذ الغدد الصماء للأطفال قد قام وفريقه المعاون بعمل تقييم للحالة وفحوصات الغدد الصماء ووجد ارتفاعا في الأنسليين وهي مرحلة ما قبل السكري، كما أثبت التخطيط الذي اجراه الدكتور مسلم الصاعدي وكيل الكلية واستشاري التنفس لدى الأطفال في مركز اضطرابات النوم بجامعة الملك سعود ان لديها اختناقا شديدا أثناء النوم. كما أوضح الدكتور عايض بأن أستاذ واستشاري الأنف والأذن والحنجرة د. أحمد العمار قد أجرى تنظيرا للجزء العلوي من الجهاز التنفسي والذي اثبت ان لديها تضخما شديدا في اللحمية واللوزتين، كما أجرى أستاذ واستشاري أمراض قلب الأطفال د. عبدالله الجارالله تقييما لوظائف القلب مع أشعة صوتية للقلب وتبين أن لديها ارتفاعا في ضغط الشريان الرئوي نتيجة للسمنة. وقال المشرف على حالة الطفلة الأردنية بأن استشاري عظام الأطفال الدكتور مأمون قرملي قد أجرى تقييماً للهيكل العظمي والمفاصل لتقى ووجد أنها تعاني من آلام أثناء المشي وعدم قدرة على الحركة وبعض التغييرات المتوقعة على الأشعة السينية. ونوه الدكتور القحطاني على أن استشاري أمراض عيون الأطفال الدكتور عبدالله العتيبي قد قام بفحص تقى وأكد بأن مثل هذه الحالات تستوجب فحوصات خاصة وتخطيط للإشارات المصاحبة للنظر للتأكد من عدم وجود بعض المتلازمات المرتبطة بالسمنة وقد تم ذلك واستثناء مثل هذه الأمراض، أيضاً تم تقييم الحالة العصبية والنفسية والسلوكية لتقى من قبل أساتذة الكلية في هذه التخصصات. وبيَّن القحطاني بأنه بناءً على ما تقدم من فحوصات اكلينيكية ومخبرية لم يتضح أي خلل في الجينات أو في الهرمونات كسبب لهذه السمنة، إلا أن هذه السمنة مفرطة مع المضاعفات قد تهدد حياتها ومنها الاختناق أثناء النوم ومرض السكري، ونظراً لذلك ولسمنتها المفرطة والمضاعفات المصاحبة لها فقد تقرر إجراء العملية جراحية وهي عبارة عن تدبيس طولي للمعدة. وفي سؤال ل «الرياض» عن المدة الزمنية المقررة للعملية قال القحطاني بأن العملية تستغرق حوالي الثلاث ساعات منها ساعتان لتدبيس المعدة وحوالي الساعة لإزالة اللوزتين واللحمية. وعما إذا كان هنالك مراحل حرجة للعملية قال د. عايض بأن مرحلة التخدير مرحلة مهمة جداً في ظل تراكم الشحوم في منطقة الرقبة، بالإضافة إلى المرحلة الأخيرة وهي مرحلة نزع أجهزة التنفس الصناعي عن تقى بعد إجراء العملية واعتمادها على التنفس الطبيعي فهاتان المرحلتان تعدان الأصعب. وعن الوزن المتوقع لتقى بعد العملية قال المشرف على الحالة بأننا نتوقع بإذن الله ان تفقد تقى من 5 - 10 كيلوغرامات خلال أول أسبوعين بعد العملية، ثم يتدرج الانخفاض بعد ذلك إلى أن يصل إلى 60% من الوزن الزائد لها وذلك من 6 - 12 شهراً.