خرجت الطفلة الأردنية «تقى» من غرفة العمليات في مستشفى الملك خالد الجامعي بعد إجراء عملية تصغير المعدة، وسبقتها أثناء العملية دعوات والديها «يارب .. يا رب»، اللذين كانا في حالة من البكاء الشديد والخوف على طفلتهما، لخضوعها للعملية الجراحية. وفي تفاصيل العملية التي أمر بعلاجها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قام بإجرائها المشرف على كرسي أبحاث وعلاج السمنة لدى الأطفال والشباب الدكتور عايض القحطاني بمشاركة مجموعة من أطباء الجراحة، والتنفس، والعظام، والقلب، والتخدير. «عكاظ» حضرت العملية التي استغرقت ثلاث ساعات، وأوضح الدكتور القحطاني أن المرحلة الأولى لإجراء العملية بدأت بإعداد القساطر والتخدير الكامل للطفلة، ومن ثم عملية التعقيم لمنطقة البطن لعمل فتحات صغيرة في البطن لإجراء عملية المنظار للمعدة لقصها واستئصال 80 في المائة من حجمها الذي يبلغ 600 مليلتر، وتدبيسها بشكل طولي (التكميم)، ليصبح حجمها من 60 إلى 100 مليلتر، وبعد الانتهاء من إجراء عملية المعدة قام استشاري الأنف والأذن والحنجرة الدكتور أحمد العمار باستئصال اللوزتين واللحمية للطفلة عن طريق الأنف والفم، ثم الاطمئنان على الطفلة ونقلها إلى غرفة العناية المركزة لمتابعة وضعها الصحي خلال 24 ساعة. وأوضح الدكتور القحطاني أن الطفلة ستخرج من المستشفى بعد ثلاثة أيام، وستخضع خلال الأشهر الثلاثة الأولى لحمية غذائية خاصة حتى تلتئم المعدة كليا، ومن ثم يسمح لها بتناول ما تشاء من الطعام، ونظرا لتصغير حجم المعدة ستشعر الطفلة بالشبع عند تناول كميات قليلة من الطعام، ويتوقع أن ينزل وزنها في الأسبوعين الأولين من خمسة إلى عشرة كيلو، وستستمر بالنزول تدريجيا إلى أن تفقد 60 في المائة من وزنها الزائد مابين ستة أشهر إلى سنة، وستتابع حالتها حتى تصل إلى الوزن المثالي لسنها وهو 40 إلى 30 كيلو، وأضاف القحطاني أن الطفلة تعتبر أول حالة يتم إجراء عملية لها من خارج المملكة، وقد قام المشرفون على كرسي أبحاث وعلاج السمنة عند الأطفال والشباب خلال الخمس سنوات بإجراء 150 عملية جراحية لمن هم دون 18 سنة وتكللت جميعها بالنجاح. يذكر أن الطفلة «تقى» خضعت قبل العملية إلى نظام حمية غذائي خاص بها ليتم تأهيلها للجراحة، وبعد نزول وزنها من 132 كيلو إلى 127 كيلو وإجراء فحوصات شاملة للعظام والغدد والقلب والتنفس، ثم التأكد من عدم وجود نشاطات هرمونية أو جينية مؤثرة على سمنة الطفلة أتضح أنها تعاني من زيادة السكر في الدم في المرحلة الأولى، وبعد عمل تخطيط للنوم ثبت أنها تعاني من اختناق شديد أثناء النوم ولم تصل لمرحلة النوم العميق في حياتها، كما تعاني من ضغط في الشريان الرئوي وتضخم شديد في اللحمية واللوزتين.