في عالمنا العربي المصاب بالأوجاع، والداءات يحمل الإنسان قدره، وروحه، ومستقبلاته دائماً على كفه. احتمالات الموت أكثر من احتمالات الحياة. هواجس مصادرة الحياة أقرب من احتمالات الاستمرار، والفرح، وصناعة الأمل. والتفكير بالغد يعتبر بلهاً، وجنوناً، فلك الدقيقة التي أنت فيها، أما ما بعدها فمن العبث أن تحتل مساحة من اهتمامك، وتفكيرك، أنت وليد اللحظة المعاشة، أما القادم فتقرره المفخخات، وأدوات القتل، والتدمير، وإلغاء الإنسان كوجود، وإذا لم يكن بهذا فزنزانات، وأقبية سجونِ أنظمة العسكر كفيلة بالمهمة، وعلى أكمل وجه، وأبشعه، وأقذره. هكذا هوقدر الإنسان العربي في أزمنة التخلف العقلي، والأمراض النفسية، والارتكاس في مفاهيم أقرب اليها مفاهيم المجرمين، والقتلة، وأساليب العالم السفلي، وهكذا صار الإنسان العربي محاصراً، ومرعوباً يضع قلبه على كفه في نضالاته من أجل لقمة العيش، وصراعاته في سبيل البقاء، والحياة. ونسأل.. - هل هي لوثة فكرية، وعقدية، وعقلية، وسيكولوجية أصابت بعض أفراد الأمة العربية والإسلامية..؟؟ - وهل نحتاج في هذا الزمن البائس والرديء إلى مصحات عقلية أكثر من حاجتنا إلى جامعات، أو هي بعض الجامعات، والجماعات في الوطن العربي والإسلامي التي أعطتنا هذا المنتج الشاذ والمريض في عقله، وعقيدته..؟؟ وتتداعى الأسئلة الصعبة والصادمة. - هل تخلينا كأفراد عرب مسلمين عن أدوارنا في صناعة الحياة، وصياغة مستقبلات الإنسان، وممارسة فعل الإنتاج، والعطاء، والخلق، والإبداع، والتغيير، والتحديث، والتطور، والتنوير المعرفي، وتحولنا إلى منتجين للإرهاب، والقتل، والتدمير؟ ثم هل هذا السلوك هو محاكاة لبعض أنظمة العسكر في الوطن العربي التي لا تفهم، وليس بمقدورها أن تفهم، إلا إنتاج الرعب، والتدمير، والاغتيالات، والتعذيب، وممارسة السادية مع شعوبها، واستطراداً بعض الأحزاب، والحركات الإسلامية على امتداد جغرافيا الوطن العربي التي لا تفهم كما الأنظمة إلا الأساليب الشمولية في ممارسة فكرها، أي أننا أصبحنا أمام خيارين، إما أن نكون الجلاد، وإما أن نكون الضحية، ولا خيار ثالثاً بينهما..!! ونسأل.. ولا بأس من الأسئلة الصادمة..!؟ - من المريض عقلياً، من به لوثة، من به جنون..!؟ هل هما المرأتان اللتان زُنرتا، وفُخختا، وأُدخلتا إلى سوق شعبي في العراق لبيع الطيور، وفُجرتا عن بعد، أم هوالذي خطط، ونفذ، وقام بالعمل الإجرامي..؟؟ أي إجرام هذا، وأي عقل مريض ومعتوه وملوث مارس العمل. امرأتان متخلفتان عقلياً في علم الطب، تُستخدمان بهذا الأسلوب البشع، والقذر، والمنحط، واللا أخلاقي، ويُحكم عليهما بالإعدام مع أكثر من تسعين شخصاً يبحثون عن قوت يومهم، ولقمة أولادهم. حقاً. هل نحن في حاجة إلى مصحات عقلية على امتداد الوطن العربي والإسلامي..؟؟ أحسب ذلك..!؟