حضّ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الثلاثاء إيران على اتخاذ "إجراءات ملموسة" من أجل "تسريع" المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني. وأكّد غروسي خلال مؤتمر "الاجتماع الدولي للعلوم والتكنولوجيا النووية" في أصفهان في وسط البلاد أن محادثاته مع السلطات الإيرانية ركزت "على الإجراءات الملموسة والعملية التي يمكن تنفيذها لتسريع (هذه) العملية". من جهته قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي الثلاثاء في المؤتمر الصحفي إن المباحثات بين إيران والوكالة التابعة للأمم المتحدة إيجابية وبناءة. وتوجه غروسي إلى إيران الاثنين على أمل تعزيز قدرة الوكالة على الإشراف على أنشطة طهران النووية بعد عدة انتكاسات، لكن محللين ودبلوماسيين يقولون إنه لا يملك سوى نفوذا محدودا ويجب عليه توخي الحذر إزاء الوعود غير القابلة للتحقيق. وقدمت طهران العام الماضي ضمانات شاملة للوكالة التابعة للأمم المتحدة بالتعاون في تحقيق متوقف منذ فترة طويلة يتعلق بآثار لليورانيوم عُثر عليها في مواقع غير معلنة، وإعادة تركيب كاميرات مراقبة ومعدات مراقبة أخرى أُزيلت في 2022. وتظهر تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية للدول الأعضاء أنه لم يتحقق سوى القليل. وأضاف إسلامي في المؤتمر الصحفي الذي بثه التلفزيون "نواصل التجاوب فيما يخص المسائل العالقة، ومنها المتعلقة بموقعين". وتجري إيران عمليات لتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، والتي تقترب لنسبة 90 بالمئة المستخدمة في تصنيع الأسلحة. ووفقا لمعيار رسمي للوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن تخصيب هذه المواد إلى مستويات أعلى يكفي لصنع نوعين من الأسلحة النووية. وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية لكن لم تصل أي دولة أخرى لهذا المستوى من التخصيب دون صنع أسلحة نووية. وفي عام 2018 انهار اتفاق تاريخي بين إيران والقوى الكبرى، والذي كان يفرض قيودا نووية على إيران مقابل تخفيف العقوبات، بسبب قرار الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترمب بالانسحاب من الاتفاق. ومنذ ذلك الحين سرعت إيران وتيرة تخصيب اليورانيوم وقلصت التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال جروسي لشبكة سكاي نيوز الشهر الماضي "مستوى التفتيش (في إيران) ليس بالمستوى الذي ينبغي أن يكون". وأضاف جروسي، الذي من المقرر أن يلتقي بمسؤولين إيرانيين من بينهم كبير المفاوضين النوويين علي باقري كني ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان "بالنظر إلى عمق واتساع البرنامج، يجب أن تكون لدينا قدرات مراقبة إضافية". وتجري إيران عمليات لتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، والتي تقترب بنسبة 90 بالمئة من الدرجة المستخدمة في تصنيع الأسلحة. ووفقا لمعيار رسمي للوكالة الدولية للطاقة الذرية فإنه إذا تم تخصيب هذه المواد إلى مستويات أعلى فستكون كافية لإنتاج نوعين من الأسلحة النووية. وقلصت إيران من قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على القيام بعملها كما ينبغي. وتواجه الوكالة مجموعة من المشاكل، بداية من عدم تقديم طهران أي تفسير لآثار اليورانيوم التي يعثر عليها في مواقع غير معلنة، وحتى منعها حضور جميع كبار خبراء التخصيب في الوكالة تقريبا. ولدى عودته من رحلته السابقة إلى إيران في مارس آذار 2023، اعتقد غروسي أنه حصل على تنازلات كبيرة من طهران وردت في "بيان مشترك" غامض الصياغة. وتظهر تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية للدول الأعضاء أنه لم يتحقق سوى القليل مما تضمنه البيان. وكان غروسي يأمل في أن يؤدي البيان إلى إعادة تركيب كاميرات مراقبة ومعدات مراقبة أخرى ازيلت بناء على طلب إيران في عام 2022. وبدلا من ذلك، تمت إعادة تركيب جزء فقط من الكاميرات التي كانت ترغب الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وضعها.