كشف الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إعادة تركيب كاميرات المراقبة في المواقع النووية الإيرانية. وأفاد في مؤتمر صحفي، اليوم (الإثنين)، بعد انطلاق الاجتماعات الدولية لمجلس محافظي الوكالة في فيينا، أنه تم إعادة تركيب كاميرات المراقبة، إلا أن الوكالة كانت تطمح لأكثر من ذلك، بحسب قوله. وأكد أهمية تلك الخطوة التي تتيح مراقبة أنشطة طهران النووية. وأفصح غروسي أن مخزون طهران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% اقترب من 100 كلغم، مضيفا أن مخزونها من اليورانيوم المخصب ارتفع بمقدار الربع في 3 أشهر. وجدد التأكيد على أن الوكالة تلقت ردوداً من السلطات الإيرانية حول المواقع النووية السرية الثلاثة (ماريفان أو ماريوان ورامين وتوركوزاباد) التي كانت موضع تحقيقات منذ سنوات، وتتحقق منها، مضيفا: «لا يمكننا الجزم حالياً بما إذا كان التفسير الإيراني حول ما وجد في موقع ماريفان دقيقاً أم لا». وكان غروسي لفت في شهر أبريل الماضي إلى أن الوكالة ستبدأ بتركيب الكاميرات وإعادة توصيل بعض معدات المراقبة عبر الإنترنت، موضحا أن العملية ستستغرق أسابيع وستزيد من قدرة الوكالة على مراقبة برنامج إيران النووي. وشكلت قضية الكاميرات على مدى سنتين مسألة شائكة خصوصا خلال مفاوضات فيينا التي تعثرت منذ الصيف الماضي من أجل إعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015. وفي يونيو 2022، ردت طهران على قرار دفعت به الدول الغربية لإدانتها في مجلس محافظي الوكالة الدولية، بإزالة 27 كاميرا من مواقع نووية عدة، خصوصاً منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم. إلا أنها قبل ذلك، بدأت بإزالة الكاميرات بعيد هجوم بطائرة درون استهدف ورشة «تيسا» لتجميع أجهزة الطرد المركزي في مدينة كرج، بيونيو 2021. وحذرت الوكالة الدولية أكثر من مرة خلال تقاريرها الأخيرة حول النشاطات النووية في عدد من المنشآت الإيرانية، وتكتسب مسألة الكاميرات أهمية خاصة بالنسبة لها، إذ إن آخر تقرير للوكالة صدر في فبراير الماضي 2023، لفت إلى أن مخزون طهران من اليورانيوم المخصب تجاوز 18 مرة السقف المسموح به في الاتفاق النووي.