الحكمة هي البصيرة، ووقودنا لاتخاذ قرارات صائبة وتحسين جودة حياتنا، إنها الأداة التي تساعدنا على التغلب على التحديات وتُعزز قدرتنا على التأقلم والنجاح في هذا العالم المليء بالتعقيدات.. دعونا نسعى جميعاً لتعلم واكتساب الحكمة وتطبيقها في حياتنا، لنجعل منها رفيقاً دائماً في رحلتنا نحو تحقيق الإنجازات والسعادة الدائمة.. قال تعالى: "يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أُوتي خيرًا كثيرًا وما يذكر إلا أولوا الألباب".. في مسيرتنا الحياتية، دائماً ما نواجه تحديات ومواقف تستدعي منا اتخاذ قرارات مهمة وحاسمة تُحدد مسارنا المستقبلي، نحن بحاجة ماسة إلى حكمة حقيقية لاتخاذ قرارات صائبة، ذات تأثير إيجابي على حياتنا. وما بين قول ابن القيِّم: "الحِكْمَة: فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي"، وقول أفلاطون: "الفضائل الأربع هي الحكمة، العدالة، الشجاعة، الاعتدال"؛ نجد أن الحكمة هي عصارة التجارب الحياتية وإفراز للحوادث والمواقف، وإلهام بعد تفكير وتدبّر للأمور، والحكمة أيضاً جمعٌ بين الخبرة والمعرفة بالإضافة إلى التسامح، فهي تُشعر البشر بالتوازن وتدلهم على الطريقة الصحيحة التي يتعاملون بها مع الأمور والمجريات. فالحكمة هي خلاصة عقل يتأمل، وقلب يتألم. الحكمة، مفتاحٌ يفتح لنا أبواباً جديدة لفهم العالم من حولنا وتحسين جودة حياتنا، وتجربة تمتد من معرفة تفاعلاتنا مع الآخرين، فتُمكننا من التفكير الواعي والمنطقي، وتساعدنا على التعامل بفعالية مع التحديات والصعاب التي تواجهنا في الحياة. إنها تمنحنا قدرة على فهم العالم من حولنا والآخرين، وتُزودنا بأدوات لحل المشكلات والتعامل مع الصراعات بشكل بنّاء، يتطلبُ منا تأملاً عميقاً للوصول إلى قرارات صائبة. إن اكتساب الحكمة عملية مستمرة تستوجب علينا التعلم والنضج الفكري والتجارب الحياتية التي تُنير بصائرنا. ولكن ليست كل التجارب مانحة للحكمة، فهي ليست مجرد معرفة، ولكنها تتعلق بكيفية تطبيق هذه المعرفة في حياتنا اليومية، لأنها مُحصلة لجميع العمليّات العاطفيّة والاجتماعيّة والمعرفيّة والعلميّة، التي تُساهم وتُعزّز عمليّة تحويل الخبرة إلى حكمة. كثيراً ما سُئلت، ما الطرق لاكتساب الحكمة لحل الأزمات؟ من وجهة نظري، أن الكتب التي نقرؤها، والأشخاص الذين نلتقي بهم والمواقف التي نتعرض لها ستجعلنا أكثر حكمة، فاهتمامنا بتوسيع المعرفة والتعلم في مجالات مختلفة، والمشاركة في النقاشات، والتواصل مع الخبراء وملاحظة سلوكياتهم وردات فعلهم تجاه الأحداث وفن ردودهم في الحوارات، كل هذا يُساعدنا على اكتساب المعرفة اللازمة لتحليل المشكلات واتخاذ القرارات الصائبة، إضافةً إلى استخدام تقنيات التأمل والتفكّر في النتائج المُحتملة للقرارات المختلفة وتأثيرها على الذات والآخرين، فكل تحدٍ أو أزمة تفاجئنا تُمثل فرصة للاستفادة منها واقتباس الدروس القيّمة، والاستعداد للتعلم من الأخطاء والانتقال إلى الأمام بتروٍ وتدبّر، يخلق تجربة جديدة تقودنا إلى الحكمة. ينعكس تأثير الحكمة على حياة الإنسان في التحسين المستمر لقراراته وتفاعلاته مع الآخرين، وقدرته على حل المشكلات والتعامل مع التحديات بتأنٍّ وفهم عميق. وعندما نقتنص جوهر الحكمة في حياتنا، نجد أننا قادرون على تحقيق تحسينات هائلة لتجويد مراحل حياتنا. بواسطة الحكمة، نستطيع تفادي الأخطاء القديمة والتعامل بفعالية مع التحديات التي تواجهنا في الحياة، لأن الحكمة تُعطينا أدوات قوية لاقتناص الفرص وتحقيق أهدافنا بطريقة تُناسبنا وتُعزز تطورنا الشخصي. تنمية مهارة التواصل والتأمل والتفكّر، تُعيننا لنعيش حياةً مليئة بالرضا والإشراق، بعيداً عن قيادة العشوائية أو التسرع أو الاستعجال لسلوكياتنا، بل باستخدام الحكمة كبوصلة توجهنا بتروٍ نحو تحقيق أعلى مستويات السعادة والتحصيل الذاتي. في نهاية المطاف، الحكمة هي البصيرة، ووقودنا لاتخاذ قرارات صائبة وتحسين جودة حياتنا. إنها الأداة التي تساعدنا على التغلب على التحديات وتُعزز قدرتنا على التأقلم والنجاح في هذا العالم المليء بالتعقيدات. دعونا نسعى جميعاً لتعلم واكتساب الحكمة وتطبيقها وممارستها في حياتنا اليومية، لنجعل منها رفيقاً دائماً في رحلتنا نحو تحقيق الإنجازات والسعادة الدائمة، من خلال الحكمة يُمكننا تخطي الكثير من الصعوبات التي تُحيط بنا، وبناء مستقبلنا وتحقيق أهدافنا بنجاح.