تمثل القراءة في حياتي تأملات في الحياة، من خلال ما يقدمه الكُتاب أصحاب الفكر، وتواصل معرفي مع هؤلاء الكُتاب، لنتعلم منهم كثيراً من الأمور المهمة، معرفية وفكرية، ومعلوماتية، ومن ثم تجعلنا نستدرك العبارات التي هي بوابة التغير لمجريات حياتنا، فمنها ما يحفزنا ومنها ما يبني لدينا مبادئ راسخة في عقولنا. وهذا يؤكد أننا بحاجة ماسة لمعرفة المزيد، سعياً للتغير والتطوير في حياتنا اليومية. ومع تسارع عجلة العالم بشكل دائم يتوجب علينا المواكبة قدر الإمكان، وإلاّ سوف نبقى مكاننا، عاجزين عن التأقلم فيما يدور حولنا، وهذه السلبية ستضيع علينا الكثير من الفرص التي وهبنا الله إياها في قدراتنا الخلاقة غير المستخدمة، التي من الممكن أن تُغيّر حياتنا نحو الأفضل، وهذا ما تصنعه القراءة الواعية على وجه التحديد. إن تطوير الذات يشمل تطوير العقل، والنفس، والروح، ممّا يُصل بالفرد إلى الرضا والتميّز، لما حققّه من تغيير سواءً باكتساب جديد مفيد أو تخلّي عن قديم سيئ، ممّا يُساعده على تحديد أهدافه في الحياة وتحقيقها، وتهيئة نفسه للتعامل مع أي مشكلة تُواجهه بحرفيّة. من أجل ذلك اصنع قراراتك بمطلق الحرية، ولا تمنح أحداً فرصة التحكم في ذلك القرار، عدا من ترى أن آراءهم ذات فائدة عليك، حيث أنه في آخر المطاف أنت المسؤول عن تلك القرارات. رائع أن تخصص لنفسك كتاباً يحمل أمنياتك، وتضمنه غاية تصبوا إليها، كما تضمنه صوراً لمناظر تتمنى رؤيتها، ولتكن في كتابك صور وتخيلات لأهداف وأحلام تتمنى الوصول لها في المستقبل، ولا تنسى رسم ملامح كل من أثر في تحقيق أحلامك ومن تحلم أن يكون بقربك، والأعمال التي تود إنجازها لتتعرف على أهمية الإنجاز، وتحدد جوانب القوة والضعف، ولا تبخل على نفسك برسم المكان الذي تتمنى أن يكون لك والإحساس الذي تود أن ينتابك وأنت فيه. قراءة الكتب والمجلات تحسن الذاكرة وتزيد من القدرة على التعلم وتُعزز الفهم والإدراك، ويُمكن لك أن تقرأ في شتى المجالات الحياتية، موضوعات تتعلق بتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة؛ لتحقق استفادة جسدية، أو موضوعات فكرية أو إبداعية أو في أي مجال كان، والقراءة هي البوّابة الأولى لتلقِّي العلوم المختلفة والمتنوّعة، وهي الوسيلة الوحيدة لانتقال المعرفة، وهنا تكمن أهميّة القراءة بالدرجة الأولى؛ تستطيع من خلالها فتح آفاق أوسع وأشمل للإنسان، الأمر الّذي سيؤدّي حتماً وفي نهاية المطاف إلى تطوير شخصيتك سواءً على الصعيد الشخصيّ أم على الصعيد الإبداعي والمهني. إن متعة القراءة تتجلى في ما يجنيه القارئ من فوائد متعددة، فعندما يُبحر القارئ النَهِم في كتاب فإنه يحصل على العديد من المتعة والفائدة العظيمة ويغوص في شتى الميادين والمعارف دون الحاجة إلى الذهاب إلى أماكن التعلم. فقد ساعدت القراءة كثير من الأشخاص على التخلص من التوتر والقلق والأرق في الليل وقبل النوم، إذ إنّ قراءة عشر دقائق كل يوم تحت ضوء خافت يسهم في التسبب بالنعاس لدى الكثيرين، كما أن للقراءة علاج سحري تستحق أن تكون عادة يومية في حياتنا. *كاتبة إماراتية عائشة البيرق