نسبت صحيفة الجمهورية اللبنانية السبت إلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قوله إن الأمور في لبنان تزداد تعقيداً، مما يشير إلى أن الأطراف لم تتوصل بعد إلى صيغة نهائية لاتفاق مطلوب لتشكيل حكومة جديدة. وكان قد بدأ من تصريحات مصادر سياسية وتقارير إعلامية الخميس أن لبنان يتجه إلى توافق على رئيس جديد للوزراء بعد أن وافق رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وحزب الله وحليفتها حركة أمل على تأييد رئاسة وزير المال السابق محمد الصفدي للحكومة. لكن أياً من القوى السياسية لم تصدق رسمياً على الصفدي كما لم يتحدد تاريخ للمشاورات الرسمية اللازمة لتكليف رئيس جديد للحكومة. ونقلت صحيفة الجمهورية عن بري قوله: «الأمور تزداد تعقيداً ولا بد من حل سريع يخرج لبنان من هذه الأزمة». وقدم الحريري استقالة حكومته يوم 29 أكتوبر وسط احتجاجات مناوئة للنخبة الحاكمة التي يقول لبنانيون إنها مسؤولة عن تفشي الفساد وإغراق البلاد في أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت من عام 1975 إلى عام 1990. ورفض بعض المحتجين تكليف الصفدي المحتمل لرئاسة الوزراء قائلين إن ذلك يتعارض مع المطالب برحيل النخبة السياسية التي يرون أن الصفدي واحد منها. والصفدي رجل أعمال وعضو سابق في مجلس النواب. وكان وزيرا للمال من عام 2011 إلى 2014 في حكومة نجيب ميقاتي، وشغل من قبل منصب وزير الاقتصاد والتجارة. ويستلزم تكليف رئيس وزراء جديد أن يجري الرئيس ميشال عون، مشاورات رسمية مع أعضاء البرلمان حول من يختارونه لشغل المنصب وعليه أن يكلف بذلك من يحصل على أكثرية الأصوات. وأرادت حزب الله وحركة أمل أن يعود الحريري لشغل المنصب لكن الجماعتين وعون طالبوا بأن تضم الحكومة الجديدة تكنوقراطا وسياسيين، بينما أصر الحريري على أن تكون الحكومة كلها من التكنوقراط. إلا أن الصفدي طلب سحب اسمه من التداول كأحد الاسماء المرشحة لرئاسة الحكومة. وقال في بيان: «ارتأيتُ أنّه من الصّعب تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من جميع الفرقاء السياسيّين تُمكنّها من اتّخاذ اجراءاتٍ إنقاذيّة فوريّة تضع حدًا للتدهور الاقتصادي والمالي وتستجيب لتطلّعات الناس في الشارع». وأضاف «وعليه، أطلبُ سحب اسمي من التّداول كأحد الأسماء المطروحة لتشكيل الحكومة العتيدة، وآمل أن يتمّ تكليف الرئيس سعد الحريري من جديد». وفي وقت مبكر مساء الجمعة، تجمّع محتجّون أمام منزل الصفدي في بيروت اعتراضًا على احتمال تكليفه، ووصفوه بأنّه «فاسد». من جهتها أعلنت السفارة الأميركيّة في بيروت السبت دعمها التظاهرات الاحتجاجيّة التي يشهدها لبنان. وقالت في تغريدة «ندعم الشعب اللبناني في تظاهراته السلميّة وتعبيره عن الوحدة الوطنيّة». ودفع هذا الحراك الذي يشهده لبنان رئيس الوزراء سعد الحريري الى الاستقالة. والسبت، جالت حافلة سمّيت «بوسطة الثورة» مناطق لبنانية من الشمال الى الجنوب. وانطلقت من عكار شمالا ووصلت مساءً الى مدينة صيدا جنوبًا. وأكّد المتظاهرون الذين شاركوا في هذه المبادرة أنّها تهدف الى كسر الحواجز الجغرافيّة والطائفيّة بين اللبنانيين وتَجاوز آثار الحرب الأهليّة. واستمرت الاحتجاجات في لبنان لليوم ال 33 على التوالي وقام المحتجون بإقفال الطرقات في عدد من المناطق شرق لبنان وشماله وجنوبه. وقطع المحتجون الطرقات في جديتا وقب إلياس تعلبايا وسعدنايل وجب جنين والمرج وغزة (في البقاع شرق لبنان). كما قطعوا الطرقات في ساحة النور في مدينة طرابلس، وفي منطقة اليداوي وجسر البالما شمال لبنان.