بعد أن نقلت وسائل إعلام محلية عن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل قوله اليوم إن مشاورات اختيار رئيس الحكومة الجديد ستجرى يوم الاثنين، وإن الوزير السابق محمد الصفدي وافق على ترؤس الحكومة المزمع تشكيلها، رد مكتب باسيل الإعلامي معتبرًا أن تصريحات الوزير حرفت. وقال في بيان: "إن ما أوردته محطة ال"أم تي في" المحلية على موقعها الإلكتروني لم يكن نتيجة تصريح أعطاه الوزير بل نتيجة أجواء إعلامية على خلفية دردشة صحفية، وبالتالي فإن ما ورد يفتقد إلى الكثير من الدقة". وكان الموقع المحلي نقل عن باسيل قوله: "لا يفترض أن يستغرق تشكيل الحكومة فترة طويلة لأن القوى السياسية الأساسية على قناعة بضرورة الإسراع في ذلك". إلى ذلك، أكد باسيل أن الوزير الصفدي الذي طرح اسمه مساء الخميس وافق على تولي رئاسة الحكومة، معتبرًا أنه "الشخص المناسب لهذه المرحلة، لا سيما وأن أي شبهات أو ملفات فساد لم تطله"، على الرغم من أن محتجين كانوا توجهوا قبل أيام إلى مشروع "الزيتونة باي" الواقع على الواجهة البحرية وسط بيروت، والذي يملك الصفدي القسم الأكبر من أسهمه، مطالبين باسترجاع الأملاك البحرية. وأضاف "أؤكد أننا تواصلنا مع الصفدي وهو وافق على تولي رئاسة الحكومة". وتابع قائلًا "إذا سارت الأمور بشكل طبيعي يفترض أن تبدأ الاستشارات يوم الاثنين ليُسمى الصفدي في ختامها، وإلا سنبقى في دائرة المراوحة بانتظار الاتفاق على اسم رئيس الحكومة". في المقابل، أكدت مصادر مقربة من الصفدي أن الوزير السابق لن يتردد في تولي المسؤولية، في حال تم التوافق على تكليفه، مضيفة أن الصفدي أكد أنه إذا شكل الحكومة فستأتي متماشية مع متطلبات الشارع. وأشارت المصادر "إلى أن الصفدي أكد أنه لن يُشكّل إلا حكومة تُرضي مطالب الشارع المُنتفض منذ ثلاثين يومًا، وتُلبّي طموحاته في مكافحة الفساد ووقف الهدر وتستجيب لحاجاته المعيشية والاقتصادية التي كانت الدافع الأوّل لنزول اللبنانيين إلى الساحات". كما لفتت إلى "أن همّ الصفدي في حال تكليفه رئيسًا للحكومة تحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات، لأن الناس تنتظر الأفعال وليس الاكتفاء بالكلام". إلى ذلك، أوضحت "أنه كان من المُفترض أن يغادر لبنان لأيام لمتابعة أعماله الخاصة، إلا أنه ألغى ذلك بسبب التطورات الأخيرة المُرتبطة بتشكيل الحكومة". كما قالت "إن الوزير الصفدي لا يُبلّغ بتكليفه رئاسة الحكومة، فهو رجل دولة ولديه حيثية شعبية وإنما جرى استمزاج رأيه بالموضوع". ولفتت إلى "أن الوزير الصفدي يرفض الدخول في أي أمر يُنافي أو يُخالف الدستور. فالأخير واضح في تحديد آلية تشكيل الحكومة. فالمرحلة الأولى تقتضي التكليف ثم يليها مرحلة التشكيل التي تأتي نتيجة الاستشارات النيابية المُلزمة". إلى ذلك، كشفت مصادر مقربة من رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، أن تيار المستقبل (الذي يترأسه الحريري) لن يشارك في الحكومة، لكنه سيسهل تشكيلها. وأوضحت أن الكلام المنسوب لباسيل عن مشاركة المستقبل غير صحيح تمامًا. كما أوضحت أنه بالنسبة لاختيار الاسم، كانت هناك لائحة أسماء جرى التداول فيها، والحريري كان شريكًا بوضع أسماء في تلك اللائحة وهي تضم مجموعة من المرشحين التكنوقراط، إنما الطرف الآخر أي حزب الله والتيار الوطني الحر اختارا من بين هذه الأسماء اسم الصفدي، وذلك بعد أن كان الحريري عرض على الرئيس تمام سلام رئاسة الحكومة إنما سلام رفض رفضًا قاطعًا. ذكر أنه ما إن أشيع ليل الخميس الجمعة خبر التوافق على تسمية الوزير السابق محمد الصفدي لتكليفه بإجراء المشاورات وتأليف الحكومة، بعد مضي أسبوعين على استقالة سعد الحريري استجابة لضغط الشارع، حتى انتفض المحتجون في لبنان. وتوجه عدد من المتظاهرين ليل الخميس إلى منزل الصفدي الكائن في منطقة كليمنصو في بيروت، هاتفين ضد الوزير السابق، ومنددين باحتمال تسميته. ومن محيط منزله هتف المحتجون: "كلن يعني كلن والصفدي واحد منن"، في إشارة إلى أن الصفدي يعتبر واحدًا من الطبقة السياسية الحاكمة التي يتهمها المتظاهرون في لبنان بالفساد، وأن تسميته مرفوضة تمامًا. كما تجمع عدد كبير من المحتجين أمام مركز الصفدي في طرابلس، في حين توجه عدد آخر إلى محيط منزله في المدينة أيضًا، هاتفين "يلا ارحل صفدي".