يُمثل التتويج بكأس آسيا حلماً بالنسبة للإماراتيين الذين لم يسبق لمنتخبهم أن فعل ذلك طوال مشاركاته السابقة في البطولة، وتعتبر وصافة كأس آسيا 96م هي أفضل نتيجة للأبيض الإماراتي في المحفل القاري، وفي الأعوام الأخيرة أهدى المدرب الإماراتي مهدي علي لوطنه منتخباً قوياً كسب احترام الجميع وبات الإماراتيون يراهنون عليه كثيراً خصوصاً بعد أن توج بلقب خليجي 21 بجدارة واستحقاق، ووجه الأبيض في أول جولتين في كأس آسيا 2015م تحذيراً للمنتخبات المرشحة للقب ورسالة بأن طموحاته لا تقل عنهم عقب أن نجح في الظفر ببطاقة التأهل للدور الثاني بفوزين مستحقين على قطر والبحرين. وإذا ماذكر منتخب الإمارت بجيله الجديد فإن أول اسم يتبادر للأذهان هو "مايسترو" خط الوسط وضابط إيقاعه لاعب العين عمر عبدالرحمن الذي يمثل ثقلاً كبيراً في تشكيلة الأبيض ويُعد واحدا من أبرز اللاعبين الذين يعتمد عليهم مهدي علي، ويمتاز "عموري" عن غيره من اللاعبين بإمكاناته التي تجعلك تجزم بأنه يستحق أن يركض في الملاعب الأوروبية، مهارات وذكاء "عموري" وصناعته للعب قلما تجدها في اللاعبين الخليجيين ولعل ذلك ميّزه عن غيره من اللاعبين وأكسبه مزيداً من الأضواء، وينتمي عمر عبدالرحمن إلى عائلة كروية إذ يلعب معه في العين شقيقاه محمد وخالد، ويعتبر اللاعب الاماراتي مطمعاً لجميع الأندية عطفاً على مايمتاز به من إمكانات كروية. أحسنت الإمارات صنعاً عندما منحت "عموري" الجنسية بعد أن استقطبته من حواري الرياض عام 2007م وكان عمره حينها لا يتجاوز ال16 عاماً، على الرغم من أنه كان قريباً من أن يصبح مواطناً سعودياً عبر الهلال بعد تنازله عن جنسيته الأصلية (اليمنية)، وكسبت كرة القدم الإماراتية موهبة مميزة وباتت اليوم تحصد ثمار ذلك سواءاً مع المنتخب أو العين، وأستطاع "عموري" أن يتغلب على شبح "الرباط الصليبي" الذي داهمه مرتين في بداياته الكروية وبالتحديد خلال مشاركته مع الأبيض، وعاد بعد تعافيه أفضل من قبل وأذهل الإماراتيين أجمع بإمكانياته وموهبته التي كانت في ذلك الوقت حديث الشارع الرياضيالإماراتي، ونال لاعب العين خلال فترة قصيرة اهتمام عدد من الأندية الأوروبية الكبيرة أبرزها مانشستر سيتي الذي أخضعه لتجربة هنالك نجح فيها لكن تصنيف منتخب بلاده حرمه من اللعب في انجلترا، ولعل اختيار "السيتيزينز" لمتوسط ميدان الإمارات أبلغ دليل على حجم موهبته لاسيما وأنه من اللاعبين الصغار في السن، وقاده مستواه المتطور إلى تحقيق عدد من الجوائز والإنجازات الشخصية خلال مسيرته. عموري الممتع داخل الملعب بإمكانياته ومهاراته صعد إلى منصات التتويج مع فريقه العين بالإضافة إلى الأبيض الإماراتي، ولعل أبرز إنجازاته مع الأخير التتويج بلقب خليجي 21، وكأس الخليج للمنتخبات الأولمبية 2010م وفضية دورة الألعاب الآسيوية في ذات العام، وشهدت النسخة الماضية من كأس آسيا أول مشاركة آسيوية ل "عموري" مع الأبيض الإماراتي، وكان حينها أصغر لاعب إماراتي، لكنه لم يفلح في قيادة المنتخب لتحقيق النتائج المأمولة من أبناء جلدته، لكن الأمور مختلفة تماماً في كأس آسيا 2015م، لأن سقف طموحات الإماراتيين ارتفع عما كان عليه في النسخ الماضية، فالتأهل للأدوار النهائية وحده لا يكف حاجتهم، وتذوق طعم الذهب الآسيوي لأول مرة هو هدفهم. مهمة "عموري" لن تكون سهلة في المعترك الآسيوي خصوصاً في ظل الضغوطات الكبيرة عليه من قبل الإماراتيين حتى بعد عودته من الإصابة، لكنه يعلم جيداً بأن هذه هي ضريبة التألق والتميز والإنفراد بنجومية المنتخب، وإلى حد الآن نجح "عموري" بامتياز في اختبار دور المجموعات بشهادة مدربه مهدي علي الذي تعجب من قدرته على التألق ولعب مباراة كاملة على الرغم من أنه عائد من الإصابة، ويبقى الاختبار الأصعب في الأدوار النهائية لأن الأبيض الإماراتي سيصطدم بمنتخبات قوية لن تقبل إلا بالذهب.