تواصل "دنيا الرياضة" اليوم تسليط الأضواء على المنتخبات ال 16 المشاركة في نهائيات أمم آسيا 2015م والتي ستنطلق بعد أيام عدة في العاصمة الاسترالية سيدني، بالأمس استعرضنا ثمانية منتخبات تمثل المجموعتين الأولى والثانية إذ تم التطرق لتاريخها في البطولة بالإضافة إلى أوضاعها الحالية وطموحاتها وأبرز اللاعبين والترتيب الأخير في التصنيف الشهري الذي يصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم، واليوم في الجزء الثاني سيتم الحديث عن منتخبات المجموعة الثالثة (ايران والإمارات وقطروالبحرين) والمجموعة الرابعة (اليابانوالأردنوالعراقوفلسطين) وذلك من خلال التقرير التالي: المجموعة الثالثة تعتبر هذه المجموعة واحدة من المجموعات المتوازنة والحظوظ فيها متساوية إلى حد كبير لاسيما في ظل وجود ثلاثة منتخبات خليجية هي الاماراتوقطروالبحرين بالإضافة للمنتخب الإيراني الذي يصنف على أنه أقوى منتخبات المجموعة والمرشح الأول لنيل إحدى بطاقات التأهل للدور ربع النهائي، فيما يصعب التنبؤ بهوية المرشح الأقرب لبطاقة الترشح للدور الثاني خصوصاً بعد تراجع مستوى المنتخب الإماراتي وتقديم المنتخب القطري مستويات كبيرة في خليجي 22 منحته الذهب. منتخب إيران وقع خلال التصفيات في المجموعة الثانية مع الكويت ولبنان وتايلاند، ونجح في حسم التأهل لمصلحته بسهولة بعد أن جمع 16 نقطة منحته الصدارة وبفارق كبير عن منافسيه، ويعد منتخب ايران من أكثر المنتخبات تواجداً في البطولة إذ سبق له وأن شارك في 12 نسخة سابقة، نهاية الستينات الميلادية والسبعينات هي الفترة الذهبية بالنسبة للإيرانيين في آسيا إذ تمكنوا من التتويج باللقب ثلاث مرات، وعانقوا الذهب لأول مرة في البطولة عام 1968م وكرر إنجازه في النسخة التالية إذ احتفظ باللقب عام 1972م وواصل منتخب إيران تمسكه بالذهب الآسيوي للمرة الثالثة على التوالي عام 1976م، لكنه غاب منذ ذلك العام عن التتويج باللقب بل إنه لم يفلح في الوصول للنهائي واكتفى بالدور نصف النهائي في خمس نسخ، ويسعى المدرب البرتغالي كارلوس كيروش إلى اعادة الإيرانيين من جديد لاستعادة الأمجاد الآسيوية ويبحث عن الاستفادة من نجوم المنتخب المميزين في هذه المرحلة والذين قادوا ايران لتزعم القارة الآسيوية في التصنيف الدولي الأخير وتحقيق مركز جيد على مستوى العالم (51)، ولعل أبرز أولئك النجوم جواد نيكونام وأشكان ديجاغاه ورضا غوتشاني جهاد. الإماراتيون يعولون على عموري الامارات لم يجد صعوبة هو الآخر في الوصول إلى العاصمة الاسترالية للمشاركة في البطولة ونال بطاقة التأهل الأولى عن مجموعته الخامسة ب 16 نقطة ولم يتعرض في التصفيات إلى خسارة، ولم يسبق للاماراتيين التتويج باللقب القاري، وكانت أفضل مشاركة لهم في تلك البطولة التي استضافوها عام 1996م ونالوا الوصافة بعد أن خسروا النهائي مع السعودي بركلات الترجيح، أما بقية المشاركات فلم ترتق لطموحات الإماراتيين الذين اصبحوا يمتلكون منتخباً قوياً يراهنون عليه كثيراً بقيادة المدرب الوطني مهدي علي الذي نجح في صناعة منتخب مميز له حضوره على الصعيدين الخليجي والآسيوي، ويأمل الاماراتيون أن يعوضهم منتخب بلادهم عن خسارته لقب كأس الخليج قبل أكثر من شهر من خلال تحقيقه نتائج مميزة في البطولة الآسيوية، ولعل سقف طموحات الاماراتيين ارتفع كثيراً نظراً للأسماء التي يمتلكها الأبيض والمتمثلة في عمر عبدالرحمن وعلي مبخوت وأحمد خليل وغيرهم من اللاعبين المميزين، الأبيض الاماراتي هو خامس منتخب آسيوي في التصنيف الدولي الأخير، ويحتل المركز ال 81 على مستوى العالم. فلسطين تشارك لأول مرة.. والأردنوالبحرين طموحهما المجموعات قطر نجح العنابي القطري في نيل بطاقة التأهل للنهائيات من خلال المجموعة الرابعة إذ حل ثانياً في المجموعة برصيد 13 نقطة، ويعتبر العنابي واحداً من المنتخبات الذين شاركوا بكثرة في البطولات الآسيوية كان آخرها النسخة الأخيرة التي اقيمت في الدوحة عام 2011م، لكن أفضل نتائجه كانت وصوله للدور ربع النهائي حتى في تلك التي أقيمت على الأراضي القطرية، ويعتبر العنابي من المنتخبات المتوسطة في القارة الآسوية ولا يزال غائباً عن قائمة المرشحين لنيل الذهب نظراً للفوارق الفنية الكبيرة بينه وبين عدد من المنتخبات كاليابانوإيرانواستراليا وكوريا الجنوبية، وعلى الرغم من ذلك إلا أن مدربه الجزائري جمال بلماضي لن يذهب بمنتخبه إلى استراليا كضيف شرف بل سيسعى إلى اشباع طموحات القطريين الذين فرحوا قبل حوالي شهر بكأس الخليج، وذلك من خلال الذهاب بعيداً في البطولة الآسيوية والوصول إلى ماهو أبعد من الدور ربع النهائي، ويمتلك بلماضي في كتيبته لاعبين مميزين يتقدمهم خلفان ابراهيم وسبيستيان سوريا وخوخي بو علام، منتخب قطر تصنيفه الثامن آسيوياً وال 95 عالمياً. البحرين جاء وصول الأحمر البحريني لكأس آسيا بعد أن تزعم مجموعته الرابعة ب 14 نقطة والتي كانت تضم أيضاً المنتخب القطري الذي سيلعب معه في ذات المجموعة خلال النهائيات، وسجل البحرين تواجده في البطولة لأول مرة عام 1988م، لكنه هو الآخر لم يتمكن من نيل الذهب ولا حتى الوصول للمباراة النهائية، وكانت مشاركته في البطولة التي استضافتها الصين عام 2004م هي الأفضل له على الإطلاق بعد أن نجح في الوصول للدور نصف النهائي قبل أن يخسر من اليابان، ووضع البحرينيون أيديهم على قلوبهم بعد المشاركة المتواضعة لمنتخب بلادهم في كأس الخليج الأخير عقب خروجه من الدور الأول وهو ما جعل صناع القرار يتخذون قراراً بإقالة المدرب العراقي عدنان حمد وإسناد المهمة للوطني مرجان عيد الذي يدرك جيداً صعوبة المهمة لكنه سيسعى إلى الخروج من البطولة بأقل الخسائر لاسيما وأنه يدرب المنتخب الأضعف في المجموعة، ويبرز في تشكيلة عيد محمد حسين وفوزي عايش واسماعيل عبداللطيف، يحتل منتخب البحرين المركز ال 14 آسيوياً و 122 عالمياً. المجموعة الرابعة زعيم القارة الآسيوية المنتخب الياباني يقف على هرم هذه المجموعة، منطقياً فإن أولى بطاقات التأهل للدور ربع النهائي محسومة لليابانيين وتبقى المنافسة على البطاقة الثانية بين الأردنوالعراقوفلسطين، ووصل منتخب اليابان إلى كأس آسيا 2015م مباشرة دون أن يخوض التصفيات كونه حامل اللقب، ويعتبر أكثر المنتخبات الآسيوية تحقيقاً للذهب بأربعة ألقاب لذلك يستحق أن يوصف بزعيم المنتخبات الآسيوية، لم تبدأ علاقة اليابانيين بذهب آسيا منذ مرحلة باكرة كغيرهم إذ لم ينالوه إلا مطلع التسعينات وهو ما يؤكد تطورهم باستمرار، وحقق اليابان أول لقب له عام 1992م على حساب الأخضر السعودي، وكرر ذلك عام 2000م وتوج باللقب على حساب السعودية أيضاً، وفاز مرة ثالثة بالذهب عام 2004م، وفي 2011م توج منتخب اليابان بالبطولة للمرة الرابعة لكن هذه المرة على حساب الوافد الجديد المنتخب الاسترالي، المدرب المكسيكي خافيير اغويري يطمح في قيادة اليابانيين للتتويج باللقب للمرة الخامسة حتى يبتعد عن منافسيه الذين حققوه ثلاث مرات، ويعتبر المنتخب الياباني المرشح الأول لنيل اللقب على الرغم من تواجد المنتخب الأسترالي القوي والذي يتسلح بعاملي الأرض والجمهور لكن كفة اليابانيين هي الأرجح قياساً على المواجهات المباشرة بين المنتخبين، ويمتلك اليابان في صفوفه لاعبين مميزين فرضوا أنفسهم في أقوى الدوريات الأوروبية أمثال كيسوكي هوندا (ميلان الإيطالي) وشينجي كاغاوا (بوروسيا دورتموند الألماني) ويوتو ناغاتومو (انترميلان الإيطالي) وكاواشيما (ستاندرد لياج البلجيكي) ومايا يوشيدا (ساوثامبتون الإنجليزي)، وتنازل المنتخب الياباني عن قمة المنتخبات الآسيوية في التصنيف الدولي الشهري الأخير لإيران وتراجع للمركز الثاني آسيوياً و 54 عالمياً. العراق تواجد المنتخب العراقي في المجموعة الثالثة خلال التصفيات ونجح في مرافقة المنتخب السعودي لكأس آسيا بعد أن حل ثانياً في المجموعة التي تستحق أن يطلق عليها المجموعة الحديدية بدليل تأهل ثلاثة منتخبات منها هي السعودية والعراقوالصين، وعلى الرغم من الظروف السياسية التي تعاني منها العراق طوال الأعوام الماضية إلا أن المنتخب توج بالذهب الآسيوي عام 2007م وذلك على حساب المنتخب السعودي، ويطمح المدرب العراقي راضي شنيشل أن يساهم في حصول منتخب بلاده على ثاني ألقابه وسيعتمد على عدد من لاعبي الخبرة واللاعبين المميزين أمثال يونس محمود وعلاء عبدالزهرة واحمد ياسين وهمام طارق، آسيوياً يحتل العراق في التصنيف الدولي المركز ال 12 أمّا عالمياً فيقبع في المركز 103. الأردن تأهل المنتخب الأردني عن المجموعة الأولى في التصفيات الآسيوية، وحل ثانياً في مجموعته خلف المنتخب العماني برصيد 12 نقطة وبفارق نقطتين عن المتصدر، ويشارك الأردن للمرة الثالثة في تاريخه، وخلال مشاركتيه السابقتين 2004م و 2011م لم يحقق النتائج المأمولة من جماهيره، إذ ودع في أول مشاركة من دور المجموعات فيما وصل في النسخة الماضية للدور ربع النهائي، المدرب الإنجليزي راي ويلكنز يعول كثيراً على عدد من الأسماء الشابة لتحقيق نتائج إيجابية تسعد الاردنيين من خلال خطف بطاقة التأهل للدور الثاني ثم التفكير في الوصول للدور نصف النهائي، ويبرز في تشكيلة ويلكنز عدد من اللاعبين أمثال أحمد هايل وعامر شفيع وعدي الصيفي وطارق خطاب وحمزه الدردور، ويحتل منتخب الأردن موقعاً متقدماً في ترتيب المنتخبات الآسيوية في التصنيف الدولي إذ حل في الشهر الأخير سادساً وفي المركز 81 على مستوى العالم. فلسطين اسعد المنتخب الفلسطيني العرب أجمع بعد تأهلهم لكأس آسيا للمرة الأولى في تاريخهم وذلك عقب تتويجهم بكأس التحدي 2014م، ويعتبر المنتخب الفلسطيني هو أخر الواصلين كونه آخر منتخب أعلن عن تأهله رسمياً، وبالمنطق فإن مشاركة فلسطين في أول نسخة هي شرفية ولإكتساب الخبرة عطفاً على الفوارق الفنية الكبيرة بينهم وبين بقية المنتخبات خصوصاً في ظل الأوضاع السيئة التي تمر بها بلادهم إلا إن كان لهم رأي آخر من خلال مفاجأة الجميع وكرة القدم لا تعترف بالمستحيل أبداً، المدرب أحمد الحسن سيبحث عن بلا شك عن عكس صورة مشرفة للمنتخب الفلسطيني واختار في تشكيلته عدداً من الأسماء المميزة المحترفة خارجياً في مقدمتهم أشرف نعمان ورمزي صالح ومراد اسماعيل، منتخب فلسطين يحتل المركز 13 آسيوياً في التصنيف الدولي الأخير والمركز 113 عالمياً. منتخب قطر