ليس لأن الشيخ ذاك الذي استبدت به السن وغادر الشباب فقط أتوقف أمام لقب المشيخة؛ وإنما لأن الكثير من الاختلاف والتنازع القبلي ينشأ بسب الصراع على مشيخة لم يعد لها أثر على أبنائها؛ ولأن من تأخر به ركب المعرفة فتش عن أقرب وسيلة للحصول على اللقب الساحر (شيخ) فركب الموجة دونما تأسيس، ولأن من أراد الترويج لمشروع وهمي أو تمرير فكرة شوهاء بحث عن عباءة (شيخ) تستر عوارها؛ ولأن من دلف التجارة وهو لا يملك أدواتها أخذ ينثر أموال العقار أو الأسهم يمنة ويسرة ليقال: حضر الشيخ وقال الشيخ ونام الشيخ!! ولهذا صدرت توجيهات سابقة بقصر اللقب على (علماء الدين وشيوخ القبائل). لقد ضربت هذه الممارسات مقولات شعبية درجت لدينا؛ (فالشيوخ أبخص) نشأت عن معرفة وحكمة ودراية بالأمور تميزهم عن غيرهم ، و(لكل شيخ طريقته) كانت شاهدا على تفرد الرؤية واختلاف الحنكة في التعامل مع الأمور والأحداث. ولكنها ذهبت سدى في خضم هذا التشييخ الميسر!! فلم يعد لقب الشيخ دالا على شيء ذي معنى وهذا ماجعل الأذهان تتفتق عن ألقاب إضافية تدعمه كفضيلة الشيخ وسماحة الشيخ والحجة والعلامة والأكبر.. وأرجو ألا يصل الأمر إلى قداسته!!