يلحظ المتابع للمشهد أن لدينا أزمة ألقاب وحرصاً شديداً على ترقية الذات من خلال شيء ما يقع خارجها. ليس الفتى من قال ها أنا ذا؟ إن الفتى من صعد عتبة الدال أو المشيخة أيا كان نوعها. المهم أن الفرد لايواجه المجتمع أعزل من شهادة تمثل المعادل الحقيقي لحضوره. يعاني البعض من قصور في الوقت وأحيانا يعجزه الجهد، أو حتى أكون موضوعيا أكثر فهو يعاني من صعوبات في التعلم؛ لذلك يلجأ لجامعات الضرورة التي تمنح اللقب في ثلاثة أشهر وأحيانا في ستة أشهر. ينال بعدها هذا المأزوم حقا مشبوها بإضافة حرف قبل اسمه يوازي عنده وعند مجتمع مريض بالألقاب اسمه كاملا. بعض الكتاب لايكتشف إبداعه إلا عندما يرص أمام اسمه مفردة: قاص، شاعر، ناقد أو روائي، وكأنه يخشى أن ينسى الناس أو ينسى هو مجال إبداعه أو جناية حرفه. مزعجة جدا بالنسبة لي صورة البعض وهو يقدم إضافة غير ضرورية لاسمه وكأن وجوده لايتحقق إلا من خلال تكريس صفة قد تصدق وقد لاتصدق. الأنكى والأمر -على الأقل حسب ما أرى- شيوع ظاهرة المشيخة التي تحمل في باطنها شهادة بالتفضيل وأخرى بالإقصاء ويمنحها الشخص لنفسه دون أساس علمي أو واقعي. بدأت بشيوخ المال وانفرطت سبحتها حتى رأينا: شيخ الكبدة وشيخ البرجر وشيوخ البنشر والمكسرات والكوسة. القضية ببساطة وحتى لاأسرف في الأمثلة أن اللقب لدينا يساوي حياة وأن المجتمع يعطي لحضور اللقب أهمية تفوق الفعل.