يشتكي الكثير ممن يعانون من اللخبطة المالية إن جاز التعبير من قضية تحكم العادات المالية السيئة والتي اصبحت جزءا من شخصيتهم المالية، وأصبحت على حد تعبيرهم مسيطرة على تصرفاتهم المالية. وهذا يدعونا إلى التفصيل في هذه المسألة ، فالعادة سلاح ذو شقين ايجابي وسلبي ونحن من نحدد طريقة استخدامه ؛ وذلك بأن نحدد الطريقة المناسبة للتعامل مع المال ثم نحولها إلى عادة ايجابية أو سلبية . ولأكون اكثر وضوحا دعوني اضرب المثل التالي : عندما نقوم بالتسوق ونجد منتج جديد ومغري وقد استطاع البائع أن يقنعنا بقيمة المنتج وأهميته -وذلك بقيامه بتحفيز خاصية حب التملك لدينا- وفي ذات الوقت نحن نعلم في قرارة انفسنا أننا لسنا بحاجة إلى هذا المنتج في الوقت الراهن ، بالإضافة إلى سعره المرتفع ، وكذلك الميزانية لا تسمح لكن وللأسف نغض طرفنا عن ذلك كله في مقابل أن نشبع حب التملك ونشعر انفسنا بأهمية اقتنائنا لهذا المنتج . في هذه الحالة نحن نقوم ببناء عادة حب الاقتناء من اجل الاقتناء فقط ، وعندما يواجهنا هذا الحدث في موقف مشابه سيكون اتخاذنا لقرار الشراء أسهل وأسرع من المرة الأولى ومن غير أن نشعر . أما في حالة قمنا بالتخلي عن فكرة الشراء وقمنا بالتحايل على السيد (حب التملك) في داخلنا بتأجيل الموضوع ، هنا نقوم ببناء عادة السيطرة على قرار الشراء ، وسيكون موقفنا اكثر حزما في المرات القادمة من غير أن نشعر . فالعادة سلوك متكرر يصدر من الشخص بصورة لا إرادية وذلك نتيجة قناعة ترسخت في عقله الباطن عبر السنين ؛ وذلك لأننا نتأقلم معها بشكل تدريجي كما في المثال السابق دون أن نشعر . وتنبع خطورة العادات من أنها تتحكم تمامًا في سلوكياتنا ، وبالتالي تتدخل في كل لحظة من لحظات حياتنا ، فالإنسان في الحقيقة ما هو إلا مجموعة من العادات ، وكما تقول الحكمة القديمة : «اغرس فكرة احصد فعلًا، اغرس فعلًا احصد عادة ، اغرس عادة احصد شخصية ، اغرس شخصية احصد مصيرًا» لكن مما يدعوا للتفاؤل أنه بإمكاننا أن نقوم بتغيير عادتنا السيئة بأخرى إيجابية ، وذلك بتكرار بعض العادات الايجابية في مواقف مختلفة بشكل دائم حتى تصبح جزء من شخصياتنا ، فالعلم بالتعلم والحلم بالتحلم . ومن الاهمية بمكان أن نعلم أن مسألة بناء عادة جديدة والتخلص من عادة قديمة بحاجة إلى وقت وصبر وجلد وليس بالأمر اليسير ، لذلك الناجحون قلة . ودمتم مع عادة ايجابية بإذن الله . [email protected]