قال رئيس نادي المدينةالمنورة الأدبي الدكتور عبدالله عسيلان: التوصيات التي انتهى إليها ملتقى المثقفين على جانب كبير من الأهمية وليست العبرة بكثرة التوصيات وإنما بتفعيل هذه التوصيات على أرض الواقع لتصبح توصيات تؤتى أكلها حقيقة واقعًا وليست خبرًا على ورق شأن غيرها من التوصيات في بعض الملتقيات السابقة، فالمثقفون يأملون من الوزارة أن توفر الطاقات والإمكانيات اللازمة لتفعيل ما انتهى إليه الملتقى من توصيات. وأضاف عسيلان: يظهر أن الوزارة دعت أعدادًا غفيرة من الأدباء والمثقفين والأديبات والمثقفات وقد اجتهدت فيمن وقع عليه الاختيار ولا أدري هل كان لدى الوزارة معايير معينة للاختيار تضبط إيقاعها بحيث يكون الاختيار متوازنًا بين فئات المثقفين حسب اختصاصاتهم الأدبية والثقافية وداخل هذه الدائرة يكون هناك توازن بين فئة الشباب وفئة الشيوخ وبين السادة والسيدات، وفي هذا الإطار يبدو أن معايير الوزارة تخطت بعض من هم جديرون بالدعوة والحضور. الطويل: أين ملف الآثار والمعالم التاريخية؟ عضو نادي المدينة الأدبي الإعلامي خالد الطويل قال: قبل الحديث عما أغفله ملتقى المثقفين في نسخته الثانية من توصيات نؤكد أن الملتقى خرج بعدد من التوصيات البارزة والتي نتمنى جدية النظر في تنفيذها بينها ضرورة النظر في مقترح استقلال قطاع الثقافة في وزارة مستقلة وإعادة هيكلته بما ينسجم مع متطلبات التنمية الثقافية وكذلك إنشاء الهيئة العامة للكتاب والمكتبات، إضافة إلى وضع برنامج لتعزيز الثقافة الوطنية والتأكيد على أواصر الوحدة، وكذلك إنشاء أكاديمية الفنون الوارد ذكرها في الخطة الخمسية السادسة، وما يتبعها من معاهد فنية. ويضيف الطويل: إلا أن الغريب أن توصيات المثقفين لم تشر بطرف رغم حديثها عن ضرورة الاهتمام بإحياء أسواق العرب القديمة إلى ملف مهمّ شغل كثيرا من نقاشات مشهدنا المحلي وهو ملف الآثار والمعالم التاريخية والحضارية التي تزخر بها بلادنا بالرغم من كثرة الكتابة عنها في مختلف وسائل الإعلام، ويعرف المثقفون أكثر من غيرهم مستوى السياق الحضاري الذي تختزله تلك المعالم في كل من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ومدائن صالح ونجران والجوف وحائل والرياض وغيرها، وهي المعالم التي يمكن استثمارها ثقافيًا واقتصاديًا وقد خطت الهيئة العامة للسياحة والآثار خطوات في هذا المجال ولا زال قطاع الآثار بحاجة للمزيد من الانفتاح على كثير من معالمنا التاريخية والحضارية، ورغم حديث التوصيات عن ضرورة الاهتمام بالثقافة الرقمية والصناعات الثقافية المبنية على اقتصاديات المعرفة إلا أننا تمنينا لو دعا المثقفون لدراسات جادة وملحة في مجال الثقافة الرقمية يشارك فيها الباحثون خصوصًا في ظل التحولات الثقافية التي تعيشها المجتمعات العربية بعامة، وأما حول ما يتعلق بمسألة تكرار بعض الأسماء في ملتقى المثقفين الثاني ممن حضروا الملتقى الأول فلا شك أن اعطاء الفرصة لوجوه جديدة أمر وجيه جدًا لسماع رأيهم فيما يعتمله مشهدنا من قضايا، إلا أن التكرار ليس مشكلة إذا كان الشخص المدعو فاعلا وناشطا ولديه ما يقوله ويثري به، ولا شك أن دعوة ما يقارب ألف مثقف - كما حدث في النسخة الثانية للملتقى- تؤكد محاولة الوزارة لجمع شتات المثقفين بمختلف مشاربهم، ولعلنا في النسخة المقبلة بعون الله نرى وجوها مختلفة.