نوه مدير عام الأندية الأدبية في المملكة عبدالله بن أحمد الأفندي بأن على الأندية الأدبية أن تهتم بتراث مناطقها وبتاريخ مفكريها ومثقفيها، خصوصًا في الملتقيات التي تنظمها الأندية. وأشار في حديث مع «المدينة» خلال لقائها به في ملتقى الباحة الأدبي الرابع مؤخرًا إلى أن هناك روزنامة جديدة ستخرجها وزارة الثقافة والإعلام تهدف إلى تنظيم الوقت وإتاحة الفرصة لجميع المثقفين والمفكرين والأدباء للمشاركة في هذه الملتقيات. * كيف ترى تنظيم ملتقى الرواية في الباحة؟ - أولا دعني في البداية أن أهنئ منطقة الباحة بهذا الأمير المثقف صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز، الذي استقبل المثقفين والضيوف، وألقى كلمة جميلة في حفل الافتتاح، وكان له مقال رائع نشر في جريدتكم الغراء كما أنني وبهذه المناسبة يشرّفني أن أتقدم بالشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود أمير منطقة الباحة سابقًا وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن محمد بن سعود على دعمهما للعمل الثقافي والأدبي بالمنطقة الذي تُوج بحصول النادي على قطعة أرض مساحتها عشرة آلاف متر مربع ليقام عليها مبنى للنادي، وفي الحقيقة أن تنظيم ملتقى الرواية للمرة الرابعة على التوالي في نادي الباحة الأدبي يعد دليلًا على أن هذا العمل قد أُعد جيدًا، وتهيأت له أسباب المضي قدما من قبل الإخوة رئيس وأعضاء مجلس النادي واللجان الاستشارية العاملة مع النادي. * ألا ترى أن كثرة الملتقيات وتضارب مواعيدها يربك وزارة الثقافة والإعلام وكذلك المثقفين والأدباء الذين يرغبون المشاركة في هذه الملتقيات؟ - مجالس إدارات الأندية الأدبية في جميع أنحاء المملكة تحرص على إقامة هذه الملتقيات سنويًا وتدعو إليها المثقفين من جميع أنحاء المملكة ومن خارجها، وقد رأينا كيف نجح عدد من الأندية في ذلك، ومنها نادي جدة الأدبي الذي ينظم ملتقى السرد لمدة عشر سنوات متتالية ونادي المدينةالمنورة وملتقى العقيق بالإضافة إلى نادي الأحساء وما يقوم به نادي الباحة في ملتقى الرواية للسنة الرابعة بنجاح، وهذا دليل على نجاح أعضاء مجلس الإدارة للتأسيس للرواية والروائيين وإبراز أسماء الروائيين السعوديين وفي المشهد الثقافي العربي المحلي والإقليمي، وأتفق معك أن هذه الملتقيات أحيانًا تتضارب مواعيدها مع بعض، فقد شهدنا مؤخرًا توافقًا بين ملتقى ناديي القصيموالباحة فاضطر الأخوة في نادي القصيم إلى تأجيل ملتقاهم باعتبار أن نادي الباحة قد أعلن عن ملتقاه الثقافي، ولهذا حرص معالي الوزير تلافيًا لذلك بوضع روزنامة سنوية تُحدد من خلالها مواعيد الملتقيات ويتم الأخذ برأي جميع الأندية الأدبية في هذه المواعيد لإقامة ملتقياتهم لكي لا تتضارب هذه الملتقيات مع بعض وأن يستمر الحراك الثقافي طوال العام، وفعلًا وافتنا بعض الأندية بمقترحاتهم حول إقامة ملتقياتهم، وراعوا في ذلك الظروف المناخية لمناطقهم وتلافيًا للمناسبات الأخرى كمعرض الكتاب والجنادرية وغيرها، فالجميع حريص على حضور أكبر عدد من المتخصصين للمشاركة في ملتقياتهم وإثرائها بأوراقهم ومشاركاتهم التي تُلقى في هذه الملتقيات، وهذه الروزنامة ستقدم الأندية الثقافية وستقدم المشهد الثقافي لوسائل الإعلام في الداخل والخارج، فنحن كما تابعنا وسائل إعلام عربية تحدثت عن ملتقى الرواية العربية في الباحة من تونس والجزائر والمغرب وشهدنا حضورًا عربيًا في هذا الملتقى من نقاد ومفكرين ورواة من خارج المملكة، وأنت أيضًا -أخي عبدالرحمن- كأحد الإعلاميين البارزين في المشهد الثقافي ستنظر أن هناك ملتقى في الأحساء له موضوع معين وآخر في المدينةوجدةوالباحة وتبوك، ومن خلال تحديد أوقاتها ستتاح لك الفرصة للمشاركة وكذلك المتخصصون ستتاح لهم المشاركة في كل الملتقيات. * وماذا عن عناوين الملتقيات.. هل ستبقى كما هي أم سيتم تغييرها لكي لا يكون هناك تضارب فيها أيضًا؟ - هذه العناوين ليست من اختيار الوزارة، فالأندية هي التي تحدد ذلك، فنادي الباحة اختار الرواية ونادي المدينة اختار ملتقى العقيق الثقافي، الذي يهتم بتاريخ المدينة ومثقفي المدينة ونادي مكة اختار المثاقفة الإبداعية ونادي جدة عن السرد وهكذا، فكل هذه العناوين يختارها أعضاء مجلس الإدارة ولا دخل للوزارة بها، فكل نادي لديه لجنة استشارية كنادي الباحة الأدبي لديه أسماء قوية في اللجنة الاستشارية ونقاد جيدون، هم الذين أثروا هذا الملتقى وتابعوا مع مجلس إدارة النادي الأدبي لهذا العام وبالتالي الوزارة لا دخل لها بهذه العناوين. * هل ترى أن هذه الملتقيات تخدم المناطق التي بها نوادٍ أدبية؟. - وزارة الثقافة والإعلام تريد إثراء المكان (التاريخ والأدب والإعلام والمكان) وعلى الأندية الأدبية أن تبحث في تاريخ مناطقها وتهتم بالمثقفين في مناطقها، فهناك كنوز لم يتحدث عنها في تلك المناطق وتتطلع الوزارة دائمًا من جميع الأندية الأدبية إلى إثراء المحيط بأبحاث ودراسات الأدب وثقافة وأعلام المكان؛ فمنطقة الباحة مثلًا تحفل بمخزون وإرث ثقافي وأدبي يحتاج من الجميع للمزيد من البحث والتقصي والتحقيق، ورغم هذا فكل نادٍ حر في اختياره عناوين ملتقاه ولكننا نطمع في إثراء ثقافة وفكر وتاريخ وأدب المنطقة التي بها النادي. * ماذا عن الانتخابات في الأندية الأدبية ومتى سيتم تفعيلها؟. - وزارة الثقافة والإعلام تتطلع إلى البدء في انتخابات مجالس إدارات الأندية الأدبية بعد تشكيل الجمعيات العمومية لجميع الأندية الأدبية في المملكة وفق المعايير التي تضمن لها الاستمرار والعطاء والتأسيس لثقافة انتخابية عادلة ومساوية لجميع فئات الأدباء والمثقفين وفق الضوابط الواردة في اللائحة الأساسية للأندية الأدبية وسنعمل على تأسيس ثقافة انتخابية في أوساط المثقفين تؤرخ لمرحلة جديدة لتطور البناء الثقافي والمعرفي في عهد حكومة خادم الحرمين الشريفين.